أدّت الثورة المعلوماتية إلى تحقيق قفزات نوعية في مسيرة تطوّر البشرية، وانعكست آثارها في العالم إيجابياً وسلبياً بسبب محاولة قوى العولمة التحكم بمنجزاتها.
مفهوم الثورة المعلوماتية
أنجزت البشرية ثلاث ثورات أولّها الثورة العلمية وثانيها الثورة الصناعية وفي المرحلة المعاصرة ظهرت الثورة المعلوماتية، إذ كان من السهل على الإنسان في الماضي الاحتفاظ ببعض المعلومات الضرورية له، لكنّ اتساع آفاق المعرفة لديه دفعه إلى استحداث أساليب جديدة كالرسم والحفر والطباعة وغيرها لتسجيل المعارف التي يتوصّل إليها.
والثّورة المعلوماتية هي تطوّر معلوماتي كبير جعل الإنسان يعمل على تجميع المعلومات ومعالجتها وتخزينها، مع القدرة على استدعائها عندما يريد من خلال أجهزة الحواسيب التي أصبحت في الوقت الرّاهن متشابكة ،الأمر الذي سمح بتبادل الوثائق وإرسال البريد الإلكترونيّ في الوقت ذاته.
هذا التطوّر السريع جعل المعرفة محور التقدم في المجتمع، ولم تعد الفجوة بين الدول فجوة موارد بل فجوة معرفيّة نتيجة الثّورة الهائلة في التكنولوجيا وثورة المعلومات والاتّصالات، وأسهم هذا التطور في اختصار الوقت بين أيّ نقطتين على سطح الأرض نتيجة استخدام شبكات الاتصال الإلكترونية ونشأة الفضاء المعلوماتي الجديد الذي لا يستند إلى واقع جغرافي محدّد.
أثر الثورة المعلوماتية في العالم
- تشكّل الثورة المعلوماتية بما فيها من تطوّر تقني ومعلوماتي أعظم المصادر التي تؤثّر في حياة الناس وعملهم وتفاعلهم مع بعضهم.
- تعدّ محرّكاً حيوياً للنمو في الاقتصاد العالمي.
- تؤهّل الأفراد والشّركات لمواجهة التحدّيات الاقتصادية والاجتماعية.
- تسهم في إيجاد مجال جديد للتنافس بين الدول يتمثّل في الحصول على المعلومة الأكثر دقة وبسرعة وتوظيفها في مجالات التنافس المعرفي والصناعي.
كما كان للثّورة الصّناعيّة آثارها الإيجابية والسلبية في حياة المجتمعات، كذلك كان للثورة المعلوماتيّة آثاراً إيجابيّة وأخرى سلبيّة تختلف من مجتمع إلى آخر وذلك بحسب طريقة تعامله مع التطوّر التكنولوجي والمعلوماتي وسنتحدث في هذا المقال عن إيجابيات وسلبيات الثّورة المعلوماتيّة.
إيجابيات الثورة المعلوماتية:
- جعلت الإنسان قادراً على الحصول على المعلومات والأفكار الجديدة بسرعة وأينما كان وبأقلّ التكاليف.
- أصبح بإمكان الإنسان الاطلاع على ما يريد والاستفادة منه في التعلّم باستخدام وسائل الاتصال الحديثة.
- مكّنت الشّركات والمصانع من إدارة أعمالها من مواقع متباعدة والتعاون مع شركات عالمية.
- سهّلت انتقال رؤوس الأموال.
- وفّرت الكثير من فرص العمل، فأصبح العمل في قطاع المعلومات عملاً أساسيّاً لشريحة كبيرة من القوّة العاملة في العالم.
- انعكست إيجابياتها على مجال الإعلام، فأصبح التّنافس كبيراً بين الوسائل الإعلامية في إيصال المعلومة الأكثر دقّة ومصداقية.
سلبيات الثورة المعلوماتية
- الكثير من الناس غير قادرين على التّعامل مع الثّورة المعلوماتية والاستفادة منها.
- عملت على اختراق ثقافات الشّعوب وتهديدها بإلغاء خصوصياتها، من خلال ما تقدّمه وسائل الإعلام المختلفة من عروض وبرامج لا تتناسب مع المجتمعات التي تتلقاها.
- ابتعاد الشباب عن القراءة والاتّجاه إلى الشبكة للحصول على المعلومة بسهولة وسرعة.
- الإدمان المعلوماتي.
أثر المعلوماتية في التطور
أسهمت الثّورة المعلوماتية في ظهور تطوّر مجتمعي يعتمد على المعرفة العلميّة المتقدمة وعلى كفاءة استخدام المعلوماتيّة في جميع مجالات الحياة، وقد رافق هذه الثّورة مستجدّات عدّة كالانفجار المعرفي ،وتغيّر مفهوم الزمن وتسارعه ،بالإضافة إلى التقدّم التكنولوجي، وما ترتّب عليه من اتّساع الفضاء الجغرافي.
كما شهد الاقتصاد العالمي في عصر العولمة تغيّرات نوعيّة نجدها في نشاط الشركات المتعددة الجنسيات والتكتلات الاقتصاديّة الكبرى وما يلازمها من وسائل متطورة في السيطرة على الأموال والموارد، وبالتالي التأثير في صناعة القرار السياسي.