Karmen Barakat
إخفاء المشاعر هو قمع للتعبير وإخفاء للعواطف عن الأشخاص الآخرين ويكثر استخدامه في وقت الخلافات حيث يعد وسيلة دفاع عن النفس.
وكبت المشاعر تجعل العلاقة بين الأشخاص ضعيفة وتجعل الأطراف بائسة وحزينة وهذا ما أكدته الأبحاث ولا يقف إخفاء المشاعر عند خلق النزاعات والمشكلات وإنما يتخطاها إلى إعاقة النشاطات اليومية للأزواج.
وإخفاء المشاعر هو محاولة لإخفاء التعابير التي توضح المشاعر وتبينها للآخرين كتعابير الوجوه ووضعية الجسد ونغمة الصوت والناس في العموم يجيدون قراءة مشاعر الآخرين من خلال هذه التعبيرات وإخفاء المشاعر يمنع هذه القراءة بشكل واضح ويعتمد على إخفاء أي تعبير يدل على المشاعر الداخلية.
هل كبت المشاعر دائماً ضار؟
هناك حالات يكون فيها قمع التعبير مفيداً للغاية حيث أنّ إخفاء مشاعرك في العلاقة العاطفية عن الشريك يدمر العلاقة وينهيها في حين أنّ إخفاء مشاعرك عن رئيسك في العمل يحفظ لك الاستمرار في وظيفتك والبقاء في العمل.
الصراعات والنزاعات في أي علاقة تقويها إذا كانت تتم بالشكل الصحيح وتنتهي عندها بحل النزاع بنجاح واكتساب آراء جديدة والعكس صحيح لأنه لو التزمت هدوءك ولم تعبر عن مشاعرك في أثناء اللحظات الحارة والمشكلات فإنّ هذا سيؤدي إلى خلل في عملية الاتصال مع الآخرين.
كبت المشاعر عن الأزواج
إنّ استخدام الزوجين لأسلوب كبت المشاعر عند المشكلات سيؤدي في النهاية إلى عدم الرضا عن العلاقة فإخفاء المشاعر يسبب روابط ضعيفة في العلاقة بين الزوجين.
ويتطلب وجود هذه المشكلة بين الأزواج علاجاً وحلاً يمنح المحبة الكافية ويكون قادراً على حل الخلافات بمحادثات دافئة وداعمة.
والابتسامة النابعة من القلب من الشريك تكون مشجعة وداعمة أكثر من الكلمات لأنّ تعبيرات الوجه تكون غالباً تعبيرات صادقة أما في إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من إخفاء مشاعرهم وكبتها حاول معرفة الأسباب وقم باستشارة أخصائي ليساعدك في الحفاظ على استمرار علاقتك الحميمية مع من تحب.
تأثير كبت المشاعر وإخفائها على الجسد
قد تكون الوفاة المبكرة ناتجة عن إخفاء المشاعر وقمعها وعدم البوح بها فيعاني الإنسان من أمراض نفسية قد يؤدي استمرارها وتفاقمها إلى الموت في أغلب الأحيان.
فقمع المشاعر يشعر الإنسان بالإرهاق والتعب ويرفع معدلات الإصابة بالأمراض القلبية التي تؤدي إلى التجلطات وقد يصل تأثيرها السلبي إلى الإصابة بالسرطان بينما تسهم المشاعر الإيجابية في الشفاء وتساعد في تسريع العلاج.
ما هي نتائج كبت المشاعر المتراكم؟
إن قمع المشاعر لمدة طويلة وكبت الأحاسيس ورفض التعبير يؤدي إلى حدوث نوعين من النتائج:
• نتائج سلبية تتمثل بالانهزام الداخلي فيعبر الإنسان عن مشاعره بطريقة غير سلمية ويدمن الكحول والمخدرات ويصاب بالأمراض نتيجة لذلك.
• نتائج إيجابية تتمثل بالتعبير الخطي والكتابي أو الفني بكافة أنواعه وأشكاله وهذا بالتالي لن يفصل الشخص عن المجتمع لأنه يعبر عن مشاعره بطريقة سلمية.
هل كبت المشاعر اضطراب نفسي؟
نعم يعد عدم الإفصاح عن الأحاسيس والمشاعر من الاضطرابات النفسية نوعاً ما ومثال على ذلك اضطراب الشخصية القهرية حيث أنّ صاحب الشخصية القهرية لديه قصور في التعبير عن المشاعر وصعوبة في نقل أحاسيسه.
فيظهر أمام الناس قليل المشاعر وجامداً وقوياً ولكن هذا لا يعني أنه إنسان خالي من المشاعر ولكنه بخيل عاطفياً ويعبر عن المشاعر بطريقة رسمية ومحدودة ويراه الناس متكبراً وبارداً ويكون شخصاً قليل الأصدقاء حيث أنه يختارهم بعناية فائقة وتتم عادة علاج هذه الحالة المرضية بتدريب المريض على إخراج المشاعر والتعبير عنها.
