تعتبر سنوات المدرسة الابتدائية فترة ذهبية في حياة الفرد فالطفل في هذه المرحلة لم يعد بحاجة إلى مرافقة والديه كثيراً فينطلق ليلعب ويكتشف عالمه وإن كان للمدرسة أثراً جميلاً لدى الأطفال إلا أنها تترك أحيانا ولعدة أسباب أثراً سلبياً لدى البعض الآخر.
دخول المدرسة
يؤدي دخول الأطفال المدرسة إلى مجابهة زخم جديد من التحديات والفرص على حد سواء.
فبداية على الطفل التخلي عن الكثير من اتكاليته السابقة على الأهل وعلى محيط الأسرة.
إذ تفرض الحياة الجديدة في المدرسة عليه أن يقضي ساعات طويلة وعديدة من كل أسبوع في محيط جديد يديره أشخاص غرباء ويشغله أطفال غير مألوفين.
ويكون الحكم هنا على الأطفال على أساس تصرفاتهم وسلوكهم واستجابتهم للتعليمات وطريقة الحكم على الصغار تؤثر تأثيراً حاسماً في اتجاهاتهم من المدرسة وفي تكوين ميلهم للعمل والدأب وإحساسهم بالرفعة.
الاتجاهات نحو المدرسة
ينقسم الأطفال هنا إلى فئتين :
الفئة الأولى تتطلع بشغف لبداية افتتاح المدرسة لأنها تمنحهم شعوراً بالأهمية والنضج وتكون فرصة لتعلم أشياء كثيرة.
الفئة الثانية فئة الأطفال الذين يخافون من مجرد التفكير بالذهاب إلى المدرسة لأنهم يجزعون من الانفصال عن والديهم وهذه المخاوف المفرطة تشكل نمواً شاذاً في الطفولة المتوسطة.
وللوالدين والمدرسة أثر كبير في تلهّف الأولاد للمدرسة أو إعراضهم عنها.
تأثير المدرسة
للمدرسة أثر كبير في تحديد اتجاهات الأولاد ، فحجم المدرسة وسياستها التربوية وطرق وأساليب التعليم الموجودة فيها كلها عوامل تؤثر في تقبل الطفل أو رفضه للمدرسة.
فمثلاً حجم المدرسة يحدد عدد الفرص التي تمنح للطفل وقد أكد الباحثون أن أطفال المدارس الصغيرة يميلون أكثر من أقرانهم في المدارس الكبيرة للمشاركة في الفعاليات وبشكل عام يستطيع الأطفال الموهوبون أن يجدوا لأنفسهم مكانا في المدرسة بصرف النظر عن حجمها.
وتعتبر السياسة التربوية المتبعة في المدرسة هي العامل الأكثر حسماً وتأثيراً بمشاعر الأطفال نحو المدرسة.
فتخطيط البرامج وطرق التعليم تجعل التعلّم مغامرة حيّة مثيرة تحفّز الفضول والاهتمام بينما التعليم الذي يتصف بالرقابة المتشددة والبعد عما يجري في العالم فإنه يطمس لهفة الأولاد للمدرسة.
أثر الأهل
يتقمص الأطفال مشاعر أهلهم نحو المدرسة فالأهل الذين يقدّرون ويحترمون جهود معلمي أولادهم يشجعون أولادهم على تشكيل نظرة إيجابية نحو المدرسة.
أما الأهل الذين يقللون من أهمية المعلم فتصبح نظرة أطفالهم سلبية نحو المدرسة.
وتؤثر الطبقة الاجتماعية والثقافية التي ينتمي إليها الأهل في نظرتهم للمدرسة وهذا ينعكس بدوره على الأطفال.
وبشكل عام إن اتجاهات الوالدين الإيجابية من المدرسة تترابط بصورة كبيرة مع تحصيل الأولاد في المدرسة بغض النظر عن الانتماء الطبقي.
أثر قابلية الطفل وشخصيته
يرتب الأولاد في المدرسة طبقاً لمواهبهم في مختلف المجالات وبشكل عام إن تقييم أبناء المدرسة لقابليتهم المدرسية يعتمد على المستوى العقلي العام لرفاقهم في الصف.
وبشكل عام نجد الأطفال الموهوبين أكثر إيجابية تجاه المدرسة من أقرانهم العاديين أو غير الموهوبين.
أثر المعلم
يتمتع المعلم بموقع فريد لدى طلابه مما يمكنه من تقوية دافع التحصيل والتنافس السليم لديهم ويستطيع المعلم مساعدة التلاميذ على اكتشاف مواهبهم وميولهم والتخفيف من الإحساس بالعجز الذي يعانيه الأطفال الذين لا يملكون القدرة والموهبة.
وتؤكد الدراسات أن سلوك المعلم يؤثر في الاتجاهات المدرسية للأطفال وبتحصيلهم المدرسي بشكل كبير حتى أنه يؤثر في شخصياتهم وتعامله مع أقرانهم.
الأهمية المتزايدة للأقران
يغدو تفاعل الأطفال خلال سنوات المدرسة الابتدائية جزءاً هاماً من حياتهم حيث يكوّن الطفل أسلوباً لتعامله مع الناس بصورة مرنة أو جامدة خضوعيه أو تسلطية ويعانون إحساساً بالانتماء الاجتماعي أو بالاغتراب وهذه العلاقات وطبيعتها تلقى أثراً في شخصية الطفل و يستمر هذا الأثر ليرافقه في مسيرة حياته كلها.