إن أول اختبار إسقاطي في دراسة الشخصية كان اختبار تداعي الكلمات. وإذا كان اختبار تداعي الكلمات يعتمد على التداعي لكلمة واحدة، فإن أساليب التكميل الأخرى تعتمد أساساً على تقديم جزء غامض، من الجمل الناقصة أو قصص غير كاملة أو الصور للمفحوص، ويطلب منه أن يستجيب بأول إجابة تخطر له على هذا الجزء الغامض.
فاختبار تكملة الجمل الناقصة مثلاً يعتمد على التداعي لجملة ناقصة يكملها المفحوص، وكذلك تكملة القصص غير كاملة وفي أساليب التكميل، يقوم المفحوص بإسقاط مواقفه، ودوافعه، وصراعاته وردّات فعله الشخصية على المادة المثيرة في الاختبار.
ولقد قامت كثير من الطرق السيكولوجية، وخاصة التحليل النفسي، بتشخيص الأمراض النفسية وطرق علاجها، وأثبتت أهميتها مثل (وسيلة تكملة القصص) لمادلين توماس، وأيضاً (وسيلة العلاج باللعب) التي قامت بها كلاين وآنا فرويد، وأيضاً (وسيلة الرسم في تحليل الأطفال) للعالم لشتيرن، واختبار القصص من وضع لويزادوس وغيرها.
اختبارات تكميل الجمل
طريقة تكميل الجمل في دراسة الشخصية هي أسلوب إسقاطي، تستند إلى الاستجابات اللفظية في صورة كتابية أو شفهية وهذه الطريقة تعكس رغبات المفحوص ومخاوفه واتجاهاته، وهي قريبة الصلة بتداعي الكلمات إلا أن هناك فروقاً معينة في الأهداف والإجراءات:
ففي اختبار تكميل الجمل يتطلب من المفحوص أن يستجيب بالفكرة الأولى التي ترد إلى ذهنه والتي تعبّر عن مشاعره دون الضغط، على أن تكون كلمة واحدة، والمحلل لا يلجأ إلى قياس زمن الرجع للاستجابة أو ممارسة أي ضغط على المفحوص للقيام بعملية التداعي المباشر أما من حيث إجراء الاختبار فيمكن تطبيقه على عدد كبير من الأفراد في وقت واحد.
استخدم (ابنجهوس) اختبار تكميل الجمل عام 1897 لقياس القدرة العقلية والتفكير ولكن (باين) استخدم الاختبار في دراسة الشخصية، ثم انتشر استخدام هذه الاختبارات في دراسة الميول والاتجاهات والرغبات المتصارعة والاستبصار الانفعالي.
وقد استخدمه كل من (هت) و(هولزبرج) و(شور)، و(شتاين) لتناول موضوعات هامة في تقييم شخصية الفرد وهي: الأسرة والماضي والحوافز والحالات الداخلية والأهداف والشحنات الانفعالية والعلاقات مع الآخرين.
فاختبارات تكميل الجمل تعتبر أداة مفيدة في يد السيكولوجي للكشف عن حاجات الأفراد ومشاعرهم واتجاهاتهم ومستويات طموحهم وما يدور بداخلهم من صراع، على أساس المعايير التالية:
اتساع نطاق المثيرات المختلفة التي تسمح بالحصول على معلومات تتصل بجوانب الشخصية المتعددة، والعبارة المستخدمة كمثير تسمح للفرد أن يعبّر عن نفسه بحرية تامة، وألا يتجاوز الزمن الذي يستغرقه الإجراء 50 دقيقة.
وفي عام 1947 أعد (ساكس) اختبار تكميل الجمل بهدف استخدامه في المجالات الاكلينيكية وهي (الأسرة، الجنس، العلاقات الشخصية المتبادلة، ومفهوم الذات) إن عبارات الاختبار تتيح للفرد فرصة التعبير عن اتجاهاته في هذه المجالات، وبشكل تتيح للسيكولوجي أن يستدل على اتجاهات الشخصية السائدة وكشف الحالات الشاذة.
المجالات التي يدرسها الاختبار
يهدف اختبار ساكس إلى دراسة مجالات أربعة للشخصية وهي:
1. مجال الأسرة: ويتضمن مجموعات ثلاث من الاتجاهات: اتجاهات نحو الأم ونحو الأب ونحو وحدة الأسرة، وكل اتجاه من هذه الاتجاهات يعبّر عنه بأربع عبارات، تسمح للفرد أن يكشف عن اتجاهاته نحو والديه كأفراد ونحو الأسرة ككل.
2. مجال الجنس: ويبحث الاتجاهات نحو النساء والعلاقات الجنسية الغيرية والعبارات التي تتصل بهذا المجال ثمانية تتيح للفرد أن يعبر عن اتجاهاته نحو النساء ونحو الزواج والعلاقات الجنسية ذاتها.
3. مجال العلاقات الشخصية المتبادلة: ويتضمن الاتجاهات نحو الأصدقاء والمعارف، ونحو زملاء العمل أو المدرسة، ونحو رؤساء العمل أو المدرسة، ونحو المرؤوسين.
4. مفهوم الذات: ويتضمن فكرة الفرد عن نفسه في النواحي الآتية: المخاوف، الشعور بالذنب، الأهداف، فكرة الفرد عمّا لديه من قدرات فكرة الفرد عن الماضي، وفكرة الفرد عن المستقبل.