يعرّف الانتحار بأنه موت ينفذه الشخص بنفسه إرادياً ويعتبر التهديد بالانتحار ومحاولات الانتحار من أهم الحالات الطبية النفسية التي تتطلب تدخلاً فورياً ومباشراً لما تتضمنه من خطورة على حياة المريض لذا يتوجب على كل طبيب أن يهتم بأية أفكار أو محاولات انتحارية مهما كانت جديتها.
مدى انتشار الانتحار في العالم
يموت سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي ثلاثون ألف شخصٍ انتحاراً وهذا الرقم أقل من العدد الفعلي للمنتحرين بسبب إخفاء الكثير من حالات الانتحار إما قصداً أو لعدم القدرة على التأكد من أسباب بعض الحوادث إضافة إلى ما يسمى بالانتحار المزمن المتمثل بالكحولية أو باستخدام المواد الأخرى أو حتى بعدم التقيد بالتعليمات الطبية لبعض الأمراض كالسكري وفرط التوتر الشرياني ،يفوق عدد محاولات الانتحار عدد المنتحرين بأكثر من ثمانية أضعاف.
على الرغم من أن النساء يحاولن الانتحار أكثر من الرجال بأربعة مرات إلا أن عدد المنتحرين من الرجال يصل إلى ثلاثة أضعاف أمثالهم من النساء.
يستعمل الرجل غالباً الطرق العنيفة كالأسلحة النارية والشنق والقفز من أماكن مرتفعة بينما تستعمل النساء الأدوية والسموم.
يزداد بشكل عام معدل الانتحار مع تقدم العمر ويحمي الزواج المعزز بالأطفال الآباء من خطر الانتحار بينما تكون الخطورة أعلى عند المطلقين والأرامل.
يحمي العمل من خطر الانتحار حيث تزداد نسبته عند العاطلين عن العمل.
أسباب الانتحار
للأمراض الفيزيائية علاقة بالانتحار حيث وجد أن 32٪ من المنتحرين كانوا يعانون من أمراض فيزيائية في الأشهر الستة التي تسبق الانتحار وأهم الأمراض هي:
الأمراض الخبيثة وبعض الأمراض الغدية والهضمية والبولية بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوية كالرزربين والستيروئيدات القشرية وخافضات الضغط ومضادات السرطان.
أما الأمراض النفسية فتوجد عند 95٪ من المنتحرين وتعتبر الاكتئابات من أكثر الأمراض النفسية التي تحمل في طياتها خطر الانتحار حيث نجد مختلف أنواع الاكتئابات وخاصة الثانوية لأمراض عضوية خطرة أو الارتكاسية لحوادث حياتية مهمة كوفاة شخص عزيز ومشاكل حالية أو مهنية أو فشل في تحقيق أهداف معينة أو مشاكل زوجية.
يلي الاكتئابات حالات الفصام والعته والهذيان الحاد.
تلعب العوامل الكيميائية العصبية دوراً في الانتحار فقد لوحظ وجود عجز سيروتونيني من خلال نقص مادة هامة في السائل الدماغي الشوكي لمرضى مكتئبين يحاولون الانتحار ووجد أنه بقدر ما يكون الانخفاض بنسبة هذه المادة أكثر تكون الوسائل المستخدمة في الانتحار أكثر عنفاً حيث أنّ ضعف الجملة السيروتونينية يؤدي لسيطرة مركزية دافعية ضعيفة.
وجدت بعض النظريات توسعاً في بطينات الدماغ وشذوذاً لا نوعياً في مخطط الدماغ الكهربائي عند من يحاولون الانتحار كذلك وجد نقص في أنزيم معين في صفيحات متطوعين كانت نسبة الانتحار في عائلاتهم مرتفعة بسبب الاكتئابات.
وجدت النظريات الحديثة أنه لا يوجد تركيب نفسي أو شخصية معينة تترافق مع الانتحار إنما وجدت رغبات لاشعورية للانتقام والقوة والسيطرة والعقاب والتضحية وأخيراً للاتحاد مع الموت.
إن فقد موضوع الحب وحصول جرح نرجسي يترافقان كثيراً مع الانتحار أما فرويد فيعتبر أن الانتحار يجب أن يسبق برغبة مكبوتة بقتل شخص آخر.
التدابير المتبعة لحماية الأفراد من الانتحار
عندما ينتحر المريض يكون الوقت قد فات ولا يمكننا فعل أي شيء لهذا يجب العمل على وقاية المريض من الانتحار باتباع الإجراءات التالية:
- أخذ كافة التهديدات والإشارات ومحاولات الانتحار على محمل الجد وإخضاع المريض لفحص طبي نفسي من أجل تقييم خطورة الوضع الحالي واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع المريض من معاودة محاولات أو تطبيق أفكاره الانتحارية كذلك نراقب المريض حسب شدة الخطر.
- نعالج أي اضطراب طبي نفسي مرافق باستخدام الأدوية أو الصدمة الكهربائية والتي تشكل استطباباً نوعياً في الاكتئابات المترافقة بخطر انتحار أو في الخطر الانتحاري المرافق لاضطرابات ذهانية.
- وأخيراً يجب متابعة المريض حتى بعد شفائه لنتجنب محاولات انتحارية في المستقبل.