النرجسية هي ليست من المشاكل العقلية والمرضية، إنما هي صفة موجودة عند كل شخص لكن بنسب متفاوتة بين الأشخاص، الطفل بفطرته يعتبر أناني، وهذا شيء طبيعي يعتبر جزء من خطة النمو لديه ورغبته في تطوير نفسه وتلبية احتياجاته و جميع رغباته، دون أن يقيم أية قيمة لاحتياجات ورغبات من حوله، وتعتبر النرجسية أكثر انتشاراً لدى الأطفال الذكور من الإناث نظراً لطبيعة الذكور الفيزولوجية من عناد وشراسة، فالطفل النرجسي يعتقد أن العالم من حوله يدور لأجله فقط ويحاول ملحا إثبات ذلك.
أسباب اضطرابات الطفل النرجسي
1- الأبوة المفرطة
أي المبالغة في تقديم الحب والحنان للأطفال، حيث أنّ بعض الآباء لا يعرفون الحد الفاصل بين الحب والرعاية.
2- إهمال الأبوين
هذا الإهمال ناتج عن الانفصال أو عدم الشعور بالمسؤولية تجاه رعاية أطفالهم.
3- الدلال الزائد للطفل
كما هو شائع في مجتمعاتنا أخر العنقود أو الطفل الذهبي فهو يحظى بالاهتمام والرعاية المفرطة أكثر من غيره من خلال الثناء على تصرفاته بشكل مبالغ فيه فيعتقد أنه الأفضل دوماً ويحق له ما لا يحق لغيره.
4- آباء نرجسيون
يمكن للوالدين أن يؤثروا على أطفالهم في هذه الناحية، يعمل الآباء على الحد من القرارات الفردية التي يتخذها الأبناء اعتقاداً منهم أنها بمثابة تهديد لهم، فهذا من شأنه أن يجعل الطفل نرجسياً بعد أن يكبر اعتقاداً منه أن هذا أمر طبيعي.
5- التبني
يقوم بعض الناس بالتبني ويشعر الطفل بعدم الأمان وفي أغلب الأحيان يشعر أنه غير محبوب وضعيف، فيسعى للاستمرار في الحياة عن طريق حب الذات، كذلك هو الحال للأطفال بأبوين مطلقين.
6- المعاملة السيئة
من أي شخص تجعل الأطفال يشعرون بأنهم غير مرغوبين ومحبوبين ويصبحون نرجسيون دون أن يشعروا.
7- الانحرافات الجينية أو عامل الوراثة
تؤدي إلى النرجسية بسبب بعض التغيرات في الدماغ.
8- النقد الهدام السلبي الزائد عن حده
يجعل الأطفال يشعرون بمشاعر سلبية تجاه أنفسهم، فيلجؤون للنرجسية للدفاع عن أنفسهم.
9- التوقعات غير المنطقية من الأبوين
تؤدي للطفل بأن يفكر في نفسه بدرجة كبيرة أو منخفضة كلا العاملين يؤدي إلى حدوث النرجسية.
طرق التعامل مع الطفل النرجسي في المنزل
قد يلجأ بعض الناس للأطباء النفسيين لأنه يعرف ما يقوم به كعلاج للسلوك الإدراكي ولكن هناك دور تجاه النرجسيين يجب فعله في البيت وإدراكه جيداً.
- أن يكون الوالدين حازمين وليسا عنيفين لأن العنف والعصبية من شأنه أن يبعد الطفل عن أبويه تماماً.
- الحد من إحساسه بالأحقية فيجب أن يعمل الوالدين إلى جعل الطفل يعلم أن مثله كمثل غيره من أفراد أسرته ولن ينال عناية خاصة، ويجب أن يفهماه هذا دون عنف.
- تعديل السلوك الحواري لديه فتنبيه الطفل وتوعيته إلى أنّ الحوار الجيد يبنى على التحدث والاستماع المتبادل بين الأطراف، وأن على الطفل أن يستمع للآخرين كما يستمعون له عند حديثه.
- العلاقات المتوازنة فعلى الأبوين أن يعلّموا أبناءهم آلية اتزان العلاقات فالعلاقات الناجحة المستمرة تبنى على التوازن، والمشاركة هي أهم خطوات نجاح هذه العلاقات.
- الحب غير المشروط يعني أنّ الحب الذي يقدمه الأبوين لأطفالهم هو موجود في كل الأحوال، فلا يجب أن يربط المكافآت والهدايا والمشاعر الإيجابية والتدليل بإنجازاته فقط، وإن أخطأ لا يقولا له أنهما لا يحبانه، وأن هناك عقاب والحب قائم و موجود دائماً.
- عدم المقارنة حيث يحتاج الأطفال النرجسيون دائماً إلى الشعور بتحسّن أكثر من أقرانهم من الأطفال، وذلك من خلال غرس في أذهان الأطفال أن قيمتهم لا تقوم على فشل أو نجاح الأطفال حولهم، بل على ما يقدموه من جهود خاصة بهم.
- اختيار المجاملات بحكمة ووعي فمن المعروف أنّ المديح هو أمر هام وشيء عظيم من شأنه أن يساعد في احترام الطفل لنفسه، ولكن يجب عدم الإفراط في استخدامه، فالإفراط فيه قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
- غرس التعاطف لديهم فلا يعطي النرجسيون الأهمية الكثيرة لما يشعر به الآخرون، إنهم فقط يهتمون برغباتهم ومشاعرهم لذلك يجب على الأبوين تعليم أطفالهم ما هو التعاطف، وأن يعلموهم فهم الآخرين والرحمة تجاههم لأنّ هذا من شأنه تطورهم العاطفي والاجتماعي وأن الوالدين هم القدوة الأولى لأبنائهم.
ومن هذا المنطلق علينا الانتباه جيداً لأطفالنا وفهم شخصياتهم وإدراك سلوكهم، والعمل الدائم على الأخذ بهم إلى شخصيات بنّاءة بعيدة عن النرجسية ونتائجها وعواقبها.