يعتبر الماء من متطلبات الحياة الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها فهو ضروري لجميع الكائنات الحية الموجودة على سطح الأرض من الإنسان حتى الحيوان وصولاً للنباتات، لذلك فإن الماء حياة ولكن في وقتنا الراهن تعاني معظم البلدان من مشكلة كبيرة وهي تلوث المياه والتي تعد مشكلة خطيرة على كافة الأصعدة. وفي هذه المقالة سوف نتعرف على أنواع الملوثات وعلى الإجراءات التي يجب اتباعها من أجل الحد من هذه المشكلة.
تعريف تلوث الماء :
يمكن أن يأخذ تلوث الماء عدة مفاهيم وجميعها تفضي إلى التغيرات التي تطرأ على طبيعة المياه وتجعلها غير صالحة للاستخدام من قبل الكائنات الحية المختلفة، حيث يعد الماء من أسهل السوائل تلوثاً ويعود ذلك إلى أن معظم المواد السامة تذوب بداخل الماء ولذلك سمي الماء بالمذيب الشامل.
أنواع تلوث الماء :
يمكن أن يكون تلوث الماء واضحاً أي يمكن رؤيته بالعين المجردة مثل وجود عكرة في الماء أو عندما تتلوث المياه بالنفايات، ويمكن أن يكون التلوث غير واضح بالعين المجردة حيث يشاهد الماء صافياً وطبيعياً لكن تكون المواد الكيميائية ذائبة بداخله وهذا النوع من التلوث يحتاج إلى تحليل الماء مخبرياً لمعرفة إذا كان ملوثاً أم لا. ونذكر أهم الملوثات :
يمكن أن يكون سبب التلوث هو المواد الكيميائية :
وتتعدد أشكال التلوث بالمواد الكيميائية نذكر أهمها :
- أهم أشكال التلوث الكيميائي هو التلوث بالمشتقات النفطية فكثير من البواخر والسفن التي تمر من البحار والمحيطات يتسرب منها المواد البترولية التي تسبب حدوث تلوث لمياه البحار والمحيطات ، ولأن كثافة الماء أكبر من كثافة النفط فيمكن ملاحظة البقع البترولية وهي طافية على سطح الماء ويمكن أن تذوب بعض الأنواع البترولية في الماء وبهذه الحالة سوف تسبب تسمم كبير للماء وتجعله غير صالح للاستخدام.
- إذا تم تسميد الترب بكميات مفرطة ورافق هذا التسميد هطولات مطرية سوف يؤدي إلى انجراف الأسمدة الكيميائية مع المياه التي سوف تصب في البحار أو المحيطات أو الأنهار وتسبب تسممها ، حيث يمكن أن تلحق الضرر بالكائنات البحرية الموجودة بداخله.
- تتخلص المصانع من مخلفاتها عن طريق رميها في مياه المحيطات والبحار وإن هذه المخلفات يمكن أن تكون حاوية على العناصر الكيميائية الثقيلة مثل الزرنيخ والزئبق وغيرها من المواد السامة التي تلحق الضرر بالصحة العامة.
- تحتوي المبيدات الحشرية على العديد من المواد الكيميائية السامة التي لها دور كبير في تلوث المياه فيمكن أن تصل إلى المياه عن طريق الانجرافات التي تحصل أثناء الهطولات المطرية، وهناك الكثير من المزارعين لا يتخلصون من عبوات المبيدات بالطريقة الصحيحة والتي تتمثل بطمر هذه العبوات على مسافات عميقة بداخل التربة لضمان عدم وصولها إلى مياه البحار والمحيطات والأنهار وتسبب لها التلوث.
- يمكن أن تتلوث المياه بسبب الإشعاعات الزائدة عن المستويات الطبيعية مثل الطاقة النووية التي تستعمل في بعض المصانع، أو أنواع الأشعة المختلفة التي يستخدمها الأطباء.
تعد الكائنات الحية سبباً مهم من أسباب التلوث ونذكر منها :
- نفايات ومخلفات السياح على الشواطئ.
- يسبب نمو الأحياء الدقيقة والديدان والطحالب والكائنات المجهرية مثل الميكروبات والفيروسات داخل المياه تلوثاً كبيراً.
- تسبب مياه الصرف الصحي التي تتسرب من البيوت أو عيادات الأطباء أو من المصانع بسبب التمديد غير الصحيح للصرف الصحي تلوثاً كبيراً للمياه خصيصاً إذا صبت هذه المياه وفوق المياه الجوفية أو بداخل البحار أو المحيطات.
الطرق التي لها دور هام في التقليل من التلوث :
- فرض العديد من القوانين الصارمة من قبل الحكومات على كل من يتسبب بتلوث للمياه.
- زيادة الوعي بين الناس عن مخاطر تلوث المياه والسلبيات التي يمكن أن تؤدي لها هذه المشكلة.
- ترشيد استخدام الأسمدة والمبيدات من قبل المزارعين والانتباه إلى التخلص من عبوات الأسمدة والمبيدات بالطريقة الصحيحة تجنباً لوصولها إلى داخل المياه وتلويثها.
- بناء المعامل والمصانع بعيداً عن المجمعات المائية تجنباً لتلويث مياه هذه المجمعات بالمخلفات الناتجة عن المصانع والمعامل.
- من المهم جداً إجراء صيانة شاملة على السفن والبواخر والتأكد من أنها لا تسرب النفط من أجل ضمان عدم تلوث مياه البحار والمحيطات بالمواد النفطية.