قد يكون من الطبيعي النوم لفتراتٍ طويلة في حال حدوثه بشكلٍ متقطع، إلاّ أنَّ النوم بشكل مفرط؛ كالنوم لمدة 11-13 ساعة كل يوم قد يدل على وجود بعض الاضطرابات الصحية، ومن الممكن أن يحدث الإفراط في النوم أيضاً خلال ساعات النهار، ومن الجدير بالذكر أن النوم بشكل زائد لا يعتبر مرضاً بحد ذاته، إلاّ أنه قد يدل في حال حدوثه باستمرار إلى وجود اختلال أو اضطراب صحيّ معين، وفي هذا المقال نوضح بعض الاضطرابات الصحية التي قد تكون سببًا لكثرة النوم.
أولاً: اضطراب دورة النوم
إن النوم غير الكافي لا يقتصر على قلة ساعات النوم فقط، فالأمر أيضاً يتعلّق بنوعية النوم؛ فبعض الأشخاص لا يستطيعون الحصول على كمية كافية من النوم العميق؛ بسبب حدوث انقطاعات في دورة النوم، ونتيجة لذلك فإن هؤلاء الأشخاص يستيقظون دون الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة، حتى وإن كانوا ينامون عدد ساعات النوم التي يوصى بها، وهناك أسباب عديدة تؤدي إلى حدوث اضطراب في دورة النوم، كحدوث انقطاعات فيها، مما يسبب شعور الشخص بالنعاس وقد يسبب ذلك الإفراط في النوم لدى بعض الأشخاص؛ ومن أسباب حدوث الانقطاعات في دورة النوم ما يأتي:
1- وجود ضجة عالية في مكان النوم.
2- تناول المشروبات الحاوية على الكافيين قبل النوم.
3- وجود أضواء ساطعة في مكان النوم.
4- المعاناة من مشكلة صرير الأسنان.
5- الشعور بالألم بسبب الإصابة بمختلف المشاكل الصحية مثل التهاب المفاصل، أو الألم العضليّ الليفيّ، أو الإصابة بالديسك.
6- كثرة التبول الليليّ، حيث يضطر الشخص للنهوض أثناء الليل من السرير للتبول.
7- متلازمة تململ الساقين؛ وهو اضطراب يسبب الشعور بأحاسيس مزعجة في الساقين ورغبة كبيرة في تحريك الساقين، وتكون الأعراض أكثر سوءاً في أغلب الحالات أثناء الراحة أو النوم، مما يؤدي بشكل كبير إلى تقطع النوم، ويترتب على ذلك شعور الشخص بالنعاس الشديد عند استيقاظه في اليوم التالي، مما يدفعه إلى النوم بكثرة.
ثانياً: قصور الغدة الدرقية
قد يؤثر ضعف الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية في بعض الحالات بأنماط النوم؛ حيث تؤدي الإصابة بضعف الغدة الدرقية إلى شعور الشخص بالنعاس حتى بعد نوم ليلة كاملة براحة تامة، إذ يشعر الشخص بالنعاس وبأنه مازال يحتاج إلى نيل قسط من الراحة والنوم خلال النهار، أو يرجع إلى النوم في الصباح، وبالتالي يعاني من مشكلة النوم المفرط، ومن الأعراض الأخرى التي قد ترافق ضعف الغدة الدرقية الآتية:
– الشعور بالإعياء والتعب.
– زيادة الحساسية تجاه البرودة.
– الشعور بتيبس العضلات أو آلام في العضلات.
– ضعف العضلات.
– زيادة الوزن.
– الإمساك.
– وجود انتفاخ بالوجه.
– بحة في الصوت.
– جفاف البشرة.
ثالثاً: توقف التنفس أثناء النوم
إن توقف التنفس أثناء النوم يعرف علميًا بانقطاع النفس الانسداديّ النوميّ؛ وهو اضطراب يسبب التوقف عن التنفس للحظات عند المريض أثناء النوم، ويحدث ذلك عدة مرات في العادة خلال الليلة الواحدة مما يسبب في كل مرة يحدث بها تعطيل دورة النوم، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى مشكلة النوم الزائد خلال النهار والحاجة إلى النوم من أجل الشعور بالراحة، ومن الأعراض الأخرى التي ترافق توقف التنفس أثناء النوم ما يأتي:
– الشخير بصوت عالٍ.
– المعاناة من التهاب الحلق أو جفاف الفم عند الاستيقاظ.
– فقدان القدرة على التركيز أثناء النهار.
– انخفاض الرغبة الجنسية.
– التعرق الليليّ.
– الإصابة بالصداع خلال الصباح.
– المعاناة من التغيرات المزاجية، مثل سرعة الانفعال أو الاكتئاب.
رابعاً: داء التغفيق
يعتبر التغفيق أو ما يعرف بالنوم الانتيابيّ؛ هو اضطراب عصبيّ يؤثر في القدرة على النوم والاستيقاظ؛ حيث يعاني المصابون بداء التغفيق من الشعور بنعاس فائق لا يمكن السيطرة عليه أثناء فترة النهار، إذ من الممكن أن يناموا فجأة في أي مكان وأي زمان وخلال القيام بأي نشاط مهما كان نوعه.
خامساً: بعض أنواع الأدوية
هناك بعض الأدوية يكون النعاس المفرط أحد أعراضها الجانبية، مما يسبب للكثير من الأشخاص الذين يتناولونها المعاناة من الإفراط بالنوم، وفي حال عدم قدرة الشخص على تحمل ذلك فيجب مراجعة الطبيب لتغيير نوع الدواء أو تعديل جرعة الدواء، وفيما يأتي بعض أنواع الأدوية التي من الممكن أن تسبب الشعور بالنعاس كعرضٍ جانبيّ لاستخدامها:
– المهدئات، حيث إنّها من الممكن أن تسبب للشخص الشعور بالارتباك والنعاس خلال النهار.
– مضادات الهيستامين ، والتي يتم صرفها عادة دون وصفةٍ طبية.
– مسكنات الألم.
– مضادات الاكتئاب.
– وفي المقابل من الممكن أن يسبب الامتناع عن تناول بعض الأدوية مشكلة النعاس المفرط.
سادساً: اضطرابات الصحة العقلية والنفسية
قد يعاني الأشخاص المصابون باضطرابات الصحة النفسية من مشاكل في النوم، وفيما يأتي توضيح لتأثيرات بعض اضطرابات الصحة النفسية على النوم:
1- الاكتئاب: حيث أن أغلب الأشخاص المصابين بالاكتئاب الشديد يعانون من الشعور بالنعاس الشديد أثناء النهار، بالإضافة إلى ذلك يرتبط اضطراب ما بعد الصدمة، والاضطراب ثنائيّ القطب، واضطراب القلق العام بمشاكل النوم التي قد تسبب في حدوث نوبات من النعاس المفرط.
2- الأمراض العصبية التنكسية: حيث ترتبط الأمراض العصبية التنكسية مثل مرض باركنسون والخرف بمشاكل النوم والشعور بالنعاس خلال النهار، بالإضافة إلى ذلك قد تسبب إصابات الدماغ الرضية ، وارتجاج الدماغ حدوث اضطرابات في النوم، وقد يؤدي ظهور الأورام في الدماغ إلى الشعور بالنعاس المفرط.
3- اضطرابات النمو العصبية: حيث قد تسبب بعض اضطرابات النمو العصبيّة مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه الذي يؤثر في عدد كبير جدًا من البالغين والأطفال، الى حدوث مشاكل عديدة في النوم بما في ذلك النعاس أثناء النهار، بالإضافة إلى ذلك وجد أنّ نسبةً من الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد يعانون من النعاس أثناء النهار، علمًا أنَه من الممكن أن تستمر مشكلة النوم المفرط حتى الوصول لمرحلة البلوغ لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات.
سابعاً: فرط النوم مجهول السبب
قد يعاني بعض الأشخاص في بعض الحالات من الشعور بالنعاس المفرط دون وجود أسباب واضحة لذلك، حتى بعد إجراء تشخيص كامل للشخص المعنيّ قد لا يعرف الأطباء السبب الذي أدى للإفراط في النوم، وتُعرف هذه الحالة بفرط النوم مجهول السبب.
دواعي مراجعة الطبيب
عند ظهور مشكلة النوم المفرط بشكل عرضي لا يجب الشعور بالخوف والقلق، فمن الممكن أن يعاني بعض الأشخاص من ضعف الطاقة، وتشتت التركيز، إلا أنه على من يعاني بشكل مستمر من فرط النوم أو من يلاحظ وجود أعراض مقلقة أخرى مراجعة الطبيب بسرعة لتشخيص المشكلة ومعرفة سبب حدوثها.