رغم أن تجوية التركيبات المعدنية الأولية تعد المصدر الرئيسي للأملاح في الأراضي، إلا أن الملوحة تنشأ نتي٠ة لانتقال الأملاح بوساطة الماء من مكان إلى أخر، ثم تجمعها نتيجة لظروف بيئية معينة.
1. الأراضي المالحة
هي أراضي تحتوي على كميات من الأملاح الذائبة كافية لتدخل في نمو معظم النباتات، وتكون الناقلية الكهربائية لمستخلص التربة المشبعة بالماء فيها أكبر من 4 ميلمو/سم في الدرجة 25 C0، ودرجة تشبع مركب الادمصاص بشاردة الصوديوم أقل من 15%.
وفي العادة يقل رقم ال PH لهذه الأراضي عن 8.5، وتسمى هذه الأراضي باسم Solonchaks، وأحياناً باسم White Alkali لظهور قشرة بيضاء من الأملاح على سطح هذه الأراضي عند جفافها.
و تتحدد الخواص الكيميائية لهذه الأراضي بنوع وكمية الأملاح الموجودة، ونادراً ما يؤلف الصوديوم أكثر من نصف الشوارد الموجبة الذائبة. لذا فإن ادمصاص الصوديوم على سطح الغرويات قليل نسبياً، وتختلف الكميات الذائبة والمدمصة من الكالسيوم والمغنزيوم اختلافاً كبيراً في هذه الأراضي، أما الشوارد السالبة الرئيسية فهي الكلوريد، والكبريتات، وأحياناً النترات، ولا توجد كربونات ذائبة تقريباُ.
2. الأراضي المالحة القلوية
تحتوي هذه الأراضي على أملاح ذائبة، وصوديوم بكميات كبيرة كافية لتؤثر على النمو النباتي لمعظم المحاصيل. فالناقلية الكهربائية لمستخلص التربة المشبعة بالماء فيها أكبر من 4 ميلم/سم عند الدرجة 25 C0، والنسبة المئوية لتشبع مركب الادمصاص بالصوديوم أكبر من 15%.
وتتكون هذه الأراضي نتيجة عمليات تشكل الملوحة والقلوية. فما دامت الأملاح الزائدة موجودة فخواص هذه الأراضي ومظهرها شبيهة بالأراضي المالحة.
وعند غسل الأملاح من هذه الأراضي فإن خواصها تتغير وتتشابه عندئذٍ مع خواص الأراضي القلوية غير المالحة. فالصوديوم المدمص عند خفض تركيز الأملاح في المحلول الأرضي يتحلل تحللاً مائياً، ويكون هيدروكسيد صوديوم الذي يتفاعل بدوره مع ثاني أكسيد الكربون ليكون كربونات الصوديوم، وتصبح الأرض عندئذٍ قلوية، ويرتفع رقم ال PH لها فوق 8.5.
3. الأراضي القلوية غير المالحة
لا تحتوي هذه الأراضي على أملاح ذائبة، بل على صوديوم مدمص بكمية كافية تؤثر على نمو معظم النباتات. فالناقلية الكهربائية لمستخلص التربة المشبعة بالماء أقل من 4 ميلمو/سم عند الدرجة 25 C0، والنسبة المئوية للصوديوم المتبادل أكبر من 15%.
وتتشكل مثل هذه الأراضي في المناطق الجافة والنصف جافة في مناطق متفرقة، وتسمى أحياناً بالأراضي السوداء القلوية، أو بأراضي السولونتز، وهذه الأراضي تنتج عن غسل وإزالة الأملاح من الأراضي المالحة القلوية، وتحلل الصوديوم المدمص تحللاً مائياً، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع رقم ال PH لهذه الأراضي يصل أحياناً إلى 10.
مصادر الأملاح في الأرض
1. تجوية التركيبات المعدنية المكونة لمادة الأصل.
2. وجود طبقات غير منفذة، أو ضعيفة النفاذية، فهذا يؤدي إلى إعاقة حركة الماء إلى الأسفل، مما يساعد على تراكم الأملاح في مثل هذه الأراضي.
3. ارتفاع مستوى الماء الأرضي الذي يتوقف على طبوغرافية الأرض، حيث يرتفع بالقطاع الأرضي بالخاصة الشعرية مسبباً تراكماً للأملاح في منطقة الجذور.
4. في الأراضي ذات المستوى المنخفض أو القريبة من سطح البحر، أو المجاورة للبحار ينتقل الماء إليها نتيجة الضغط الهيدروليكي، أو في صورة رذاذ.
5. موت وتحلل النباتات المحبة للملوحة التي تسحب وتخزن الأملاح في أجسامها، وهذا يؤدي إلى تراكم الأملاح في الأراضي الملحية.
6. قد تنتقل الأملاح بالترشيح من أرض مرتفعة إلى أخرى منخفضة عنها، أو نتيجة عدم التسوية في الأراضي التي تروى صناعياً.
7. قد تنتقل الأملاح إلى الأرض مع مياه الري في أثناء مرورها في القنوات المائية بإذابتها لبعض الأملاح، وقد تتلوث من مياه الصرف التي تجاور قنوات الري.
8. يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة التملح.
9. قد تنشأ الملوحة طبيعياً أو نتيجة لفعل الطبيعة، وتسمى الملوحة في هذه الحالة بالملوحة الأولية.
10. تتحول الأرض التي لم تكن ملحية أصلاً إلى محلية، وتسمى الملوحة في هذه الحالة الملوحة الثانوية، وعادةً يسبب سوء الري.