يعرّف التخلف العقلي بأنه انخفاض في معدّل الذكاء بشكل عام بسبب عدم نمو الملكات العقلية عند الطفل منذ بدء تطوره لذلك يجب تشخيص التخلف العقلي قبل عمر 18 سنة.
إنّ انخفاض مستوى الذكاء يؤدي إلى اضطراب في تكيف المريض مع المحيط وعدم قدرته على حماية نفسه والعناية بها وهذا يتطلب بالتالي من المحيط مساعدته على العيش وبدرجات مختلفة حسب شدة التخلف.
تشكل نسبة التخلف العقلي حوالي 1-2 ٪ من السكان حسب الإحصاءات العالمية.
لا يشكل دائماً المتخلفون عقلياً مجموعة متجانسة بل يختلفون بشكل واضح في كافة المجالات السلوكية والنفسية والاجتماعية مثل اختلاف الناس بشكل عام.
أصناف التخلف العقلي
هناك ارعة أنواع للتخلف العقلي وهي :
التخلف العقلي الخفيف
وهو الأكثر انتشاراً ويشكل 85 – 90٪ من مجمل حالات التخلف ويتأخّر تشخيصه عن بقية الأشكال إذ يتطور تعليمياً للصف السادس أو أكثر بعد رسوبات متكررة وتأخّر واضح عن أقرانه من الطلاب.
لا يحتاج المريض في حياته إلا للقليل من المساعدة وخاصة إذا كانت الظروف الأسرية مناسبة.
التخلف العقلي المتوسط
أغلب الأطفال يتوقفون عند الصف الثاني وقلة يتجاوزونه بقليل ويمكن تعليمهم أن يساعدوا أنفسهم تحت مراقبة وعناية جيدة.
التخلف العقلي الشديد
هنا يحدث تأخر بالتطور الحركي النفسي لذلك يحتاج المرضى للمساعدة والمراقبة مهمة في حياتهم إذ يبقون معتمدين على الغير وغير قادرين على العيش باستقلالية.
التخلف العقلي العميق
غالباً ما يترافق باضطرابات عضوية يحتاج المرضى هنا للعناية التمريضية دائمة.
التشخيص
غالباً ما يكون تشخيص التخلف العقلي سهلاً وخاصة في الأشكال الشديدة لكن يجب الانتباه إلى بعض الأمراض التي يمكن أن تؤخذ كتخلف عقلي تؤدي لنتائج غير مستحبة ومنها:
- الصم والبكم يكشف بفحوص سريرية أو قياسات سمعية.
- الأطفال المحرومين أو المهملين إذ يحدث التخلف بسبب عدم كفاية التنبيه الاجتماعي.
- اضطرابات النطق.
- أمراض نفسية كالتوحد والفصام الطفلي.
- الصرع.
الأسباب المؤدية للتخلف العقلي
رغم أن الأسباب العضوية هي السبب الأهم في التخلف العقلي نجد أنه في ثلث الحالات لا نستطيع إثبات أي اضطراب عضوي وقد يعزى التخلف فيها إلى العوامل النفسية.
أهم الأسباب العضوية:
الأسباب الوراثية
- شذوذات صبغية كالمنغولية ومتلازمة تورنر وكلاينفلتر.
- أخطاء استقلابية للحموض الأمينية أو للسكريات أو للشحوم.
- اضطرابات مورثة وحيدة كالتصلب الحدبي والدعاء الخليفي العصبي وتعظم الدروز الباكر.
أسباب ما قبل الولادة
- إنتانية وطفيلية.
- سمية تزداد نسبة التخلف العقلي عند أطفال الآباء الكحوليين.
- هرمونية وسمية داخلية ارتفاع البولة والسكري عند الأم وأمراض الدرق والأدوية بالإضافة إلى عوامل الرص وتنافر الزمر الدموية.
- عوامل أخرى كالحالة الفيزيائية والانفعالية للأم أثناء الحمل إضافة إلى عمرها.
أسباب حول الولادة
الرضوض الولادية المترافقة أو غير المترافقة بإصابات عصبية وخاصة نقص الأكسجين بعد الولادة والنزوف داخل القحف والخداج.
أسباب ما بعد الولادة
- تلعب العوامل الثقافية والعائلية والاجتماعية دوراً هاماً في التطور العقلي للطفل.
- الاضطرابات الحواسية كالعمى والطرش.
- التهابات الدماغ ورضوض القحف.
- اضطرابات هرمونية كالوذمة المخاطية.
العلاج
يبقى للوقاية دور مهم في تجنب حدوث التخلف العقلي وتقسم الوقاية إلى أولية وثانوية.
الوقاية الأولية
تحسين الشروط الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع بهدف استبعاد سوء التغذية عند الأطفال وتجنب الخداج والعوامل حول الولادة إضافة إلى تحسين شروط التنبيه والحث في محيط الطفل، كذلك يجب استخدام أساليب الطب الوقائي في رعاية الأمومة والطفولة بشكل جيد مع محاولة تجنب الانتانات عند الحامل وكذلك الرضوض والاستخدام الزائد للأدوية وسوء التغذية وأمراض الحمل بشكل عام.
إن الاستشارات الطبية الوراثية عند الآباء ذوي الخطر المرتفع تفيد في تجنب إصابات جديدة.
الوقاية الثانوية
تتم بمحاولة كشف وعلاج الأمراض القابلة للوقاية والعلاج إضافة إلى الكشف عن الإعاقات الحواسية أو الحركية أو السلوكية ومعالجتها بشكل مبكر وكذلك معالجة أي مرض طارئ.
إنّ تشخيص التخلف العقلي بشكل مبكر يساعد على إعادة تأهيل المريض بشكل أفضل.
أمّا المعالجة فتهدف إلى تعديلات سلوكية بالمعالجة النفسية والسلوكية وإعادة تأهيل المريض في المجالات الفيزيائية والمهنية والاجتماعية حسب درجة الإعاقة وأخيراً وضع المتخلفين بشكل عميق في مؤسسات خاصة.
ويحب ألا ننسى موقف الوالدين الصعب ومشاعرهما المتناقضة تجاه الطفل المعاق ومحاولة تقديم الدعم النفسي والعون لهما.