يجري التقييم للتعرف على ما إذا كان النشاط الذي نقوم به يسير وفق ما خططنا له ،وبالتالي يمكننا بعدها التدخل وتقويم الاعوجاج وضبط المسار أثناء تنفيذ النشاط في حال تبين وجود خلل فيه.
أهمية التقييم خلال فترة تنفيذ النشاط
يتيح لنا التقييم خلال فترة تنفيذ النشاط مايلي:
- تقدير الأنشطة ومدى تقدمها.
- تحديد ما إذا كنّا على المسار الصحيح نحو أهدافنا.
- تحديد أهم الصعاب التي تواجهنا وما يتطلبه ذلك من عمل لمعالجتها.
- تحديد ما إذا كنا قد حققنا أهدافنا الأساسية وما إذا كان للنتائج تأثير على المشكلة التي حددناها في البداية.
وبشكل عام يجري التقييم بشكل متواز مع مهام المراقبة حتى أن هناك العديد من الباحثين لا يفرقون بينهما ويتناولون الاعتبارات الخاصة بكل منهما في إطار عملية واحدة على اعتبار أنهما يحدثان في نفس الوقت.
أهمية التقييم في نهاية النشاط
يتيح التقييم في نهاية النشاط ما يلي:
- تحديد ما إذا كنّا قد حققنا أهدافنا وإلى أي مدى.
- تقدير درجة التأثير المرجوة التي حققتها الأنشطة على الموضوع الذي قمنا بدراسته.
- استقراء الدروس من الخبرة ومعرفة طرق تحسين الأداء ووضع التوصيات للأنشطة المستقبلية.
وفي إطار أنشطة الاتصال التنموي بالمشاركة من المهم أن ندمج هذين الجانبين في عملية المراقبة والتقييم المستمرة.
ما الغرض من التقييم؟
يمكن أن تكون المعلومات الناتجة عن التقييم مفيدة للعديد من المعنيين على مختلف أنواعهم مثل:
- المسؤولون عن تطوير استراتيجية الاتصال حيث تعتبر هذه المعلومات ضرورية لكل من فرق الباحثين أو العاملين بالتنمية المسؤولين عن نشاطات الاتصال.
- كما أنها ضرورية للشركاء وجماعات المجتمع المشاركة حيث تساعدهم على السير قدماً نحو إتمام المشروع وعند نهاية الأنشطة تساعدهم هذه المعلومات على معرفة النتائج التي حققوها والدروس التي استفادوا منها للمستقبل.
- أعضاء المجتمع وخاصة الهيئات والخدمات الفنية المسؤولة عن المجال الذي تناولته أنشطة الاتصال بحيث تساعدهم على أداء مسؤولياتهم بشكل أكثر فاعلية.
- المانحون حيث يحتاج المساهمون في هذه المشاريع سواء كانوا من المنظمات المحلية أو وكالات التنمية الخارجية إلى معرفة ما إذا كان لاستثماراتهم قيمتها وهل حققت أهدافها.
- العامة فقد تكون بعض المعلومات التي نتجت من خلال التقييم ذات قيمة لمجموعات المجتمع المحلي الأخرى أو شركاء أو مانحين آخرين محتملين.
من سيشترك في التقييم؟
عندما نتحدث عن التقييم قد يتبادر إلى الذهن الاستعانة بأحد المتخصصين من الخارج لإعداد تقرير مبني على جولات ميدانية مثل هذه التقييمات يجريها المانحون الذين يريدون أن يعرفوا ما إذا كانت أموالهم استخدمت بشكل جيد أم لا أما في إطار الاتصال التنموي بالمشاركة فمن المفيد إجراء التقييم بحيث يشمل مختلف المشاركين الذين كان لهم دور في تلك الأنشطة.
تهدف أنشطة الاتصال التنموي بالمشاركة إلى تيسير مشاركة المجموعات المحلية في المبادرات المصممة كي تساعدهم على تطوير وتحسين ظروف المعيشة ومن الطبيعي أن يكون هؤلاء الذين شاركوا في المبادرة هم أول من يحاول تفهم ذلك المدخل وأن يعرفوا نتائجه وهكذا فإن فريق البحث أو العاملين بالتنمية جنباً إلى جنب مع جماعات المجتمع المشاركة والشركاء المحليين هم الذين يقومون بالتقييم.
هذا لا يمنعنا بالطبع من اللجوء إلى المصادر الفنية لمساعدتنا في إعداد خطة التقييم أو إعداد أدوات جمع المعلومات ومثل هذه المصادر غالباً ما تكون مفيدة جداً في تخطيط التقييم والتشجيع على المشاركة في وجهات النظر وتلخيص وتحليل المعلومات إلا أن المسؤولية تظل على عاتق الذين شاركوا في المشروع.
كما أن هذا المدخل لا يمنعنا من اللجوء إلى أنواع أخرى من التقييم الخارجي خاصة فيما يتعلق بجوانب محددة ولا يمنع أيضاً من القيام بقياسات أكثر دقة لنقاط معينة أو التحقق من صلاحية نتائج التقييم بالمشاركة.
ما الذي يجب تقييمه؟
إن التقييم هو عملية مستمرة تتم على مدار مراحل النشاط كلها لذلك يجب أن نعمل على إدخال النواحي التي نريد تقييمها في آخر النشاط وكذلك النواحي التي نريد تقديرها أثناء التنفيذ وبالطبع قد لا نستطيع تقييم كل شيء من البداية إلى النهاية لكننا نختار الجوانب الأساسية التي يهمّنا تقييمها ولكي نفعل ذلك علينا أن نحدد من بين كل أسئلة التقييم الممكنة تلك التي نحتاج إلى إجاباتها حيث نضع في اعتبارنا ثلاث مستويات للتقييم:
- العملية: كل شيء تم منذ البداية فيما يتعلق بتخطيط وتنفيذ الأنشطة.
- النتائج: لأنشطة الاتصال.
- التأثير الملموس: للأنشطة على المشكلة.
كيف نخطط التقييم بالمشاركة؟
تتمثل المرحلة الأولى صياغة أسئلة التقييم من خلال المناقشة مع كل المشتركين في استراتيجية الاتصال: فريق البحث، الشركاء المحليين، الشخصيات المرجعية، مجموعات المشاركين.
المرحلة الثانية وهي مرحلة تحديد المعلومات المطلوبة للإجابة على تلك الأسئلة.
وفي المرحلة الثالثة يجب أن نحدد كيفية الحصول على هذه المعلومات.