يحتل القطن دون منازع المركز الرئيسي بين الألياف في صناعة المنسوجات وفي إكساء الإنسان حيث يستهلك العالم من ألياف القطن ضعف ما يستهلكه من الألياف الأخرى مجتمعة.
وقد انتشرت صناعة الأقمشة القطنية في معظم دول العالم، ويقال أنّ أول مرجع ذكر القطن هو أنشودة دينية هندية كتبت قبل الميلاد بخمسة عشر قرناً جاء فيها ” كخيوط القطن في أنوالها ” أي أنّ القطن كان مستخدماً في الهند قبل الميلاد.
العمليات التي يمر بها القطن قبل وصوله إلى مصانع الغزل
جني المحصول
يتعرض القطن في الفترة ما بين جني المحصول وبين تفتح اللوزة إلى نقص تدريجي في الجودة نتيجة احتمال تعرضه للرياح أو الأمطار وتلوثه بالأتربة والرمال مما يتسبب بفقدان جزء من اللمعة في الألياف وعلى ذلك كان لزاماً للاحتفاظ بمستوى الجودة أن يُجمع القطن بمجرد تفتح اللوزة على قدر المستطاع.
وتتم عملية جني المحصول إمّا بالأيدي أو بالآلات الميكانيكية ويتوقف هذا على تكاليف العمالة ففي الدول النامية نجد أنّ أجور العمال منخفضة بالنسبة للدول المتقدمة وعموماً فإنه يستحسن جمع الأقطان بالأيدي خصوصاً في الأنواع الجيدة حتى لا تتداخل به كثير من الشوائب بعد الجمع.
عملية الحلج
ويقصد بهذه العملية فصل البذور عن الشعيرات وتتم هذه العملية إمّا بالأيدي أو بالآلات الميكانيكية وتقوم الآلة بفصل البذرة عن الشعيرات في أثناء سرعة حركتها وفي نفس الوقت تسحب شعيرات القطن العالقة بأسنان الماكينة بواسطة مروحة هوائية ثم تقذف البذور المفصولة في صندوق خاص بذلك في قاع الآلة.
عقب الانتهاء من عملية الحلج تكبس الشعيرات في بالات لإرسالها إلى مصانع الغزل أو للتصدير ويتم كبس القطن بواسطة مكابس أفقية أو عمودية، ويتم تغليف البالات بالخيش ثم حزمها بشرائط حديدية.
خواص القطن الطبيعية والكيميائية
للقطن خواص عديدة أهمها:
الرتبة
يقصد بالرتبة مقياس درجة نظافة القطن وتعتبر الرتبة أبسط وأقدم مقياس استخدم حتى اليوم لتحديد جودة القطن.
الطول
يعتبر الطول من أهم العوامل المحددة لنمرة الخيوط المغزولة فكلما زاد طول الشعرة (التيلة) كلما أمكن غزل القطن إلى خيوط رفيعة ونسجها إلى أقمشة رقيقة ويمكن تقسيم طول تيلة القطن إلى ثلاثة أطوال كما يلي:
- القطن طويل التيلة.
- القطن متوسط التيلة.
- القطن قصير التيلة.
المتانة
يقصد بالمتانة مدى مقاومة الشعرة لقوى القطع المختلفة ويتميز القطن بمتانته وتزداد متانة القطن عند الابتلال حتى تصل هذه الزيادة إلى حوالي 30 % من متانته العادية.
وعادةً ما تعطى الأقطان طويلة التيلة متانة أعلى من الأقطان القصيرة الخشنة وبالنسبة للأقمشة القطنية المعالجة في التجهيزات الختامية فإنّها تفقد جزءاً من متانتها وهي جافة كما تفقد خاصية زيادة المتانة عند الابتلال ولا يفقد القطن متانته بالاحتكاك فلا يتأثر بتكرار عمليات الغسل.
اللون
لون القطن بوجه عام هو الأبيض ولكنه يتفاوت بين الأبيض الكريمي والأبيض المائل للاسمرار والأبيض الناصع.
ويرجع لون القطن إلى المادة الملونة الموجودة بالألياف ويمكن إزالتها إزالةً تامةً بعملية التبييض ولاشكّ أنّ لون القطن يؤثر في رتبته.
اللمعان
يختلف لمعان القطن باختلاف الأصناف حيث أنّ الأصناف الرقيقة أكثر لمعاناً من الأخرى الخشنة، ومن الممكن إعطاء لمعان واضح ثابت باستخدام الصودا الكاوية .
امتصاص الرطوبة
للقطن مقدرة كبيرة على امتصاص الرطوبة وعلى ذلك فهو سهل في صباغته مفضلاً في الملابس الصيفية وخاصة الداخلية لامتصاصه العرق بسهولة وتختلف كمية الرطوبة في القطن باختلاف درجة رطوبة الجو المحيط به وعادة ما يبلغ مقدار درجة رطوبة القطن في الأحوال المعتادة مابين 5 إلى 8 %.
ويفقد القطن بالتسخين جزءاً من ماء الرطوبة ولكنه يستعيدها ببطء مرة ثانية وزيادة درجة الرطوبة بالقطن تعرضّه للتأثر بالبكتريا والفطريات ويساعد الظلام على نمو الفطريات.
ولذلك يراعى عدم تخزين القطن في أماكن مظلمة ورطبة ويمكن تلافي تأثير الرطوبة بإضافة بعض المواد المانعة للعفن مثل كلوريد الزنك أو سلفات النحاس.
التركيب الكيميائي
يتكون القطن أساساً من السيللوز بالإضافة إلى مواد أخرى توجد بكميات قليلة كالبروتين والبكتين والرماد والشمع وغيرها.
تأثير القلويات والحموض على القطن
لا يتأثر القطن بالقلويات المخففة سواء الباردة أو الساخنة وعلى ذلك فتستخدم الصودا الكاوية وكربونات الكالسيوم في عمليات تبييض القطن.
أما الحموض فيختلف تأثيرها على القطن باختلاف تركيز الحمض ونوعه فالحموض المركزة يمكن أن تؤدي إلى تحلل القطن.
تأثير الحرارة
يتحمّل القطن درجات الحرارة العالية فيمكن غليه وكيّه بمكواة مرتفعة الحرارة دون أن يتلف إلّا أنّ غلي القطن يحدث انكماشاً بشعيراته يصل إلى 2 %.
لماذا يفضل الكثيرون استخدام القطن؟
هناك الكثير من الأسباب التي تجعلنا جميعاً نفضّل الملابس القطنية على غيرها من الملابس وأهمها:
الراحة في الاستعمال
إنّ الملابس القطنية بدون شك لا تسبب أي مضايقات للجسم فهي تمتص العرق بسهولة ويرجع ذلك إلى خاصية امتصاص الرطوبة في القطن.
الملاءمة للجو
من الممكن استعمال الملابس القطنية في الأجواء الباردة والحارة على السواء.
الخلو من الشحنات الكهربائية المتولّدة
تختلف الألياف في قدرتها على توليد الشحنات الكهربائية التي تنشأ عادة نتيجة الاحتكاك ويتميز القطن بقلة هذه الشحنات وتقدر شحنات القطن بحوالي 50 فولت بينما تقدر الشحنات في الصوف بحوالي 350 وفي النايلون بحوالي 1050 فولت.
سهولة العناية
يتحمّل القطن عمليات الغسيل المتكررة لمدّة طويلة كما أنّه يتحمل درجات الحرارة المرتفعة فيمكن كيه دون أن يتأثر.
استعمال القطن
يستخدم القطن في صناعة المنسوجات القطنية بوجه عام سواء الخاص منها بملابس السيدات أو الأطفال كما تفضّل الألياف القطنية في صناعة الملابس الداخلية لسرعة امتصاصها للعرق.
ويستعمل القطن بكثرة في الطب سواء في المضادات أو في ملابس الأطباء والممرضات لسهولة تعقيمها وغليها دون أن تتأثر وكذلك في القطن الطبي، كما تستخدم الأقطان بكثرة في المفروشات والبياضات والسجاد.