Karmen Barakat
كيف يمكنك التوقف عن الإنفاق العاطفي والعشوائي وكيف يمكنك التغلب على إدمان الشراء والتسوق؟
إنّ التسوق والشراء من حين إلى الآخر يشعر الإنسان بالسعادة والفائدة لكن يجب الانتباه والتمييز بين الإنفاق الصحي والمتوازن وبين إدمان الشراء وتأثيره على الصحة العقلية والعاطفية للإنسان.
حيث أنّ الشراء يصبح بغاية الخطورة عندما نستخدمه بغاية تحسين عواطفنا وتنظيمها ومن هنا جاء اسم الإنفاق العاطفي فبعض البشر يلجؤون إلى التسوق والشراء المبالغ فيه لإخفاء مشاعر الخوف أو القلق أو التوتر أو الملل أو تدني احترام الذات.
لكن هذا التسوق ذو تأثير آني ومؤقت ولن يدوم لمدة طويلة وبالتالي فهو ليس علاجاً دائماً وفعالاً ونهائياً لمشاكلنا النفسية وإنّ هذا الاندفاع للشراء والتسوق يكون لحظياً ويترك شعوراً بالذنب للأشخاص وهذا يجعلهم أكثر سوءاً واكتئاباً.
كيف تعرف أنك مدمن تسوق؟
إنّ إنفاق الأموال بشكل دائم وبدون دواعي لذلك وإنفاقها بشكل يتخطى حدود الميزانية من أجل إخفاء المشاكل الحياتية فهذا الإنفاق هو مجرد إلهاء لهذه المشكلات وتأجيل لها لا أكثر.
الشعور بالذنب من أهم ميزات الإنفاق العاطفي حيث أنّ الإنسان يدور ويدور ويعود لنفس الشعور بالإحباط والاكتئاب فالشخص يتسوّق ليحسن مزاجه ولكنه يشعر بعد التسوق بالذنب وهذا ما يجعله أكثر سوءاً.
عندما لا تتوقف عن التفكير بالتسوق هذا يعني أنك مدمن تسوق فالهوس بالأفكار الشرائية ولما تريد أن تحصل عليه لاحقاً هو إشارة مهمة جداً على أنّ الشراء أصبح مشكلة وعقبة في حياتك وإشارة لأنك أصبحت من الأشخاص المتأثرين عاطفياً بالتسوق.
عندما يؤثر التسوق على علاقاتك مع الآخرين هذا يعني إدمانك عليه وسيطرة التسوق عاطفياً عليك وهنا تلاحظ أنّ أحد المقربين منك من دائرة الأسرة أو الأصدقاء يعبر عن قلقه بشأن عادات التسوق الخاصة بك.
كثرة الديون وتراكمها وعدم القدرة على سدادها وعدم استطاعة الشخص منع نفسه من الإنفاق هذا يعني أنه مدمن للتسوق ويجب عليه الحذر والانتباه.
اللجوء أيضاً إلى الانترنيت عند الشعور بالقلق والإحباط والتوتر والشراء والتسوق منه بسبب هذه المشاعر يشير إلى إنفاق عاطفي وإدمان شراء.
ما هو التسوق القسري؟
يعدّ هذا التسوق مصدر المتعة حيث أنّه يرفع الدوبامين ويعمل كمخدرات ويحسن حالة الشخص ومزاجه وكأنه مكافأة للدماغ لذلك فإنّ بعض الناس قد يصبحون مدمنين عليه وبشكل كبير.
فالإنسان عندما يرى ما يحب شراؤه يرتفع لديه هرمون الدوبامين وذلك بسبب نشاط منطقة الدماغ المسؤولة عن إفراز هذا الهرمون حيث أنّ له دوراً مهماً وأساسياً في توجيهنا وتحريك سلوكنا ودفعه نحو الأهداف التي تحقق لنا السعادة والمتعة.
لذلك بمجرد رؤية شيء نحبه على صفحات الانترنيت نشعر بالرضا بشكل فوري ومع مرور الوقت يصبح هذا الرضا إدماناً وتعلّقاً مبالغاً فيه.
كيف نتغلب على إدمان التسوق؟
- حاول حذف أي تطبيقات تخص الشراء والتسوق فهي مغرية وتسحبك إلى الشراء بدون أن تشعر بذلك.
- قبل أن تقوم بالشراء ضع قائمة بالإيجابيات والسلبيات لما ستقوم بشرائه وبذلك يمكنك تحديد ما يجب اقتناؤه وتشتري أشياءك لأسباب مقنعة ومفيدة.
- تعرّف على المشاعر التي تسبب لك زيادة التسوق هل هي الخوف هل هي القلق هل هي الشعور بالملل والفراغ وحاول ربط هذه المشاعر بسلوكيات أخرى أكثر فائدة ونفعاً كممارسة الرياضة والهوايات المفضلة لديك.
- ضع تحدي للنفس مثل عدم شراء أي شيء لمدة معينة من الزمن وابدأ هذا التحدي فربما يكون الطريق الصحيح لعلاج إدمان الشراء لديك فهذا يساعدك على الإصرار أكثر ويزيد لديك دافع التخلص من هذا الإنفاق العاطفي السلبي.
