أقامت الأمم المتّحدة في بكين المؤتمر العالميّ الرابع للمرأة عام 1995م، وقد تناول المؤتمر مواضيع عديدة فيما يتعلق بحقوق المرأة تتلخّص هذه المواضيع بالمساواة،والسلام، والتنمية، ولاشك أن الإلتزام الكامل بتطبيق توصيات هذا المؤتمر سيؤدي إلى نتائج إيجابية تشمل النساء في كافة أنحاء العالم.
حضر هذا المؤتمر أكثر من 17 ألف مشارك، كان من بينهم 6 آلاف ممثل عن الحكومات، و 4 آلاف ممثل عن المنظمات غير الحكومية المعتمدة، إضافة إلى العديد من الموظفين المدنيين الدوليين، وحشر أيضا عدد كبير من الإعلاميين يقدر ب4 آلاف إعلامي.
أقيمت العديد من المؤتمرات للبحث في شؤون المرأة قبل مؤتمر بكين، فكان المؤتمر الأوّل للمرأة عام 1975م في المكسيك، ثمّ عُقدَ المؤتمر الثاني عام 1980م في كوبنهاجن، وبعدها عُقدَ المؤتمر الثالث عام 1985م في نيروبي، ولكنّ ما يجعل مؤتمر بكين مميزاً هو أنّه أول مؤتمر عالميّ يناقش القضايا التي تتعلق بدور المرأة في التنمية ويربط ذلك بحقوقها، وقد صدرَ عنه الاتفاق السياسي الأول الذي يتألف من منهاج أهم أهدافه القضاء على أي شكل من أشكال التمييز ضد المرأة.
أبرز القضايا التي ناقشتها اتفاقية بكين لحقوق المرأة
هناك العديد من القضايا المحورية التي تناولتها اتّفاقية بكّين لحقوق المرأة، ومن أبرز هذه القضايا الأخذ بعين الاعتبار مصلحة المرأة عندَ وضع أي قرارات سياسيّة واستراتيجيّة، ويتم ذلكَ عبر تقييم آثار هذه السياسات والاستراتيجيات على المرأة ودروها في المجتمع،
ومن أجل تحقيق ذلك لا بدّ أن يتم إشراك المرأة في عملية صنع القرار، وأن تكون ممثلة في مؤسّسات الدولة، كما قامت الاتفاقية بمناقشة أثر الفقر على المرأة في مناطق العالم المختلفة، إذ إن 60% على الأقل من بين مليار فقير في المناطق الريفية هم نساء.
قامت اتّفاقية بكّين بتسليط الضوء على الإناث مع ضرورة التركيز على حقوقهنّ في الحياة، واهتمّت بتحديد العوامل التي تقوم بالتأثير على هوية ووعي الفتاة، كما وضحت الاتّفاقية مدى تباين حقوق المرأة وتأثرها بالبيئة التي تعيش فيها المرأة و الثقافة التي تنتمي إليها، أي أن بعض هذه الحقوق قد يكون متاح للمرأة في مجتمع ما وغير متاحة في مجتمع آخر.
بعض ما جاءت به اتفاقية بكين لحقوق المرأة
بعض ما جاءت به اتفاقية بكين لحقوق المرأة
تمّ وضع اتفاقية بكين لحقوق المرأة للتأكيد على أمور عديدة، أهمها:
1- إشراك المرأة في جميع جوانب المجتمع بشكل كامل، يتضمن ذلك وصولها لمناصب السلطة ومشاركتها في عملية صنع القرار، الأمر الذي يساعد على تحقيق التنمية في المجتمع.
2- النهوض بالمرأة وخصوصا في المجالات القيادية، الأمر الذي سيسهم في حل الخلافات والنزاعات، ويحقق السلام على المستويات المحلية منها والإقليمية والعالمية.
3-العمل على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الرجال والنساء.
4- إشراك المرأة في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية، الأمر الذي سيساعد على زيادة النمو الاقتصادي ومنه الإسهام في القضاء على الفقر، وتحقيق العدالة في المجتمع، والحفاظ على البيئة، والوصول إلى تنميةٍ مستدامة.
قرارات اتفاقية بكين لحقوق المرأة
هناك العديد من القرارات التي قامت اتفاقية بكين بإصدارها، ومنها ما يأتي:
1- الاعتراف بشكل كامل بحق المرأة في التحكم بكل ما يخص صحتها.
2- منع كل أشكال العنف ضد النساء منعا باتاً.
3-توفير فرص عمل للمرأة، وتعزيز الاستقلال الاقتصادي عندها.
4- ضمان تكافؤ الفرص للنساء كافة، والقضاء على الفقر المتزايد عليهم وذلك عبر معالجة أسبابه بإجراء تغييرات على الهياكل الاقتصادية التي يتم العمل بها، والتأكيد على أهمية وصول جميع النساء اللّواتي يمثّلن طرفاً مهمّاً في التنمية ومن ضمنهم نساء المناطق الريفيّة إلى الموارد الإنتاجية، والخدمات،والفرص.
5- ضمان أن تحصل المرأة و تتمتع بكافة حقوق الإنسان و الحريات، واتخاذ تدابير فعالة في حال تم انتهاك هذه الحقوق و الحريات.
6- العمل على الوصول إلى تنمية مستدامة فعالة، وخاصة فيما يؤثر غلى النمو الاقتصادي، و يساعد في ذلك الحرص على محو الأمية لدى النساء، وتوفير التدريب لهنّ والرعاية الصحية، وتعليم الفتيات.
7- الوقوف في وجه العقبات المتعارضة مع تمكين المرأة والنهوض بها، وحصولها على جميع حرياتها الأساسية وحقوقها الإنسانيّة، إذ أن هذه العقبات تنشأ بسبب عوامل عديدة، منها: العمر، أو الأصل العرقيّ، أو اللّغة، أو الدين، أو الثقافة، وغيرها.