الإحصاء علم رياضي يتضمن مجموعة من القواعد والمبادئ التي تهتم بتصميم الظواهر المختلفة السائدة وتعمل على استقراء هذه الظواهر وتحليلها وفقاً لمبادئ وأسس علمية.
أهمية الإحصاء في الاقتصاد
العمل الإحصائي يشكل الأساس في إعداد الحسابات القومية بمختلف أشكالها وذلك نظراً لما يهيئه من قواعد واسعة من البيانات الاقتصادية وما يمتلكه من أدوات ووسائل لازمة في عملية التحليل الاقتصادي كما ويساهم الإحصاء والبيانات الإحصائية في تحديد مسار التخطيط للتنمية ورسم السياسات العامة للدولة وعليه لا يمكن اليوم للسلطات العامة أن تتخذ أي قرار سليم وعلمي دون اعتمادها على قاعدة من البيانات الإحصائية المتعلقة بهذه القرارات ومع تطور النظرة الشمولية للعمل الإحصائي وارتباطه بدراسة الظواهر على المستوى القومي والدولي تولدت الحاجة إلى وجود أجهزة ومؤسسات إحصائية قومية ودولية إلى جانب المحلية مهمتها دراسة الظواهر الاجتماعية والاقتصادية ومقارنتها بين دول العالم بشكل عام وهكذا فإن تعاظم الدور الهام الذي باتت تلعبه الأجهزة الإحصائية نابع من الدور المتميز الذي تؤديه المعلومات الإحصائية في رصد التحولات الاقتصادية والاجتماعية ومن الأرضية العلمية الرقمية التي تقدمها البيانات الإحصائية لمختلف الباحثين والمسؤولين والمخططين في المجالات كافة.
الإحصاء والتكنولوجيا
لقد كان لتطور التكنولوجيا الحديثة دور أساسي في تطوير العمل الإحصائي في الوقت الحاضر.
وبدأ العمل الإحصائي يأخذ بعداً كبيراً فيما يخص تحول أساليب الربط المباشر في الحاسبات الآلية إلى أداة هامة من أدوات التحليل والمتابعة والمراقبة لدى المؤسسة المسؤولة حيث يمكن من خلالها معرفة مدى التغيرات التي تطرأ على فاعلية أو نشاط معين خلال فترة زمنية قصيرة.
عناصر العمل الإحصائي
يتكون العمل الإحصائي من أربعة عناصر رئيسية وهي:
- تصميم البحث أو طريقة أخذ عينة.
- جمع البيانات الإحصائية للظاهرة المدروسة.
- تحليل هذه البيانات.
- استخلاص النتائج والتنبؤ والاستقراء للظاهرة موضوع الدراسة.
الإحصاء الاقتصادي
هو ذلك الفرع من الإحصاء الذي يتضمن مجموعة المبادئ والطرق والأدوات الاقتصادية المستخدمة لمعالجة المعلومات الكمية المتعلقة بمختلف أوجه النشاطات الاقتصادية والاجتماعية السائدة في المجتمع والبيانات الإحصائية مهما تعددت مصادرها وطبيعتها تبقى مجرد أرقام صماء ما لم تستخدم في عمليات التحليل والمقارنة.
فهناك دراسات إحصائية تستخدم للربط بين قيم الظاهرة الاقتصادية المدروسة خلال فترات زمنية مختلفة بغية تتبع تطورها ودراسات إحصائية تستخدم للربط بين مقومات ظاهرة اقتصادية معينة من خلال تتبعها ضمن فترة زمنية محددة ودراسات إحصائية تسعى إلى دراسة العلاقة المترابطة المتبادلة بين عدد من الظواهر الاقتصادية في وقت واحد وإن عملية التحليل الإحصائي للظواهر المدروسة وعمليات المقارنة بين مجموعة الظواهر الاقتصادية تتطلب أن تكون البيانات الإحصائية معرفة تعريفاً واضحاً وأن تكون صحيحة ومعبرة عن موضوع الظواهر وأن تكون متجانسة وخاضعة للمقارنة وأن تكون دقيقة وممثلة للواقع بشكل فعلي وهذا يساهم في نجاح دراسة أية ظاهرة وهناك عدة علوم مستقلة ومتشعبة في العمل الإحصائي كالاقتصاد الكلي والاقتصاد القياسي وبحوث العمليات والإحصاء التطبيقي والإحصاء الرياضي وغيرها.
حيث تناولت هذه العلوم دراسة العديد من الظواهر مثل دراسة المجتمعات السكانية وتوزعاتها وفئاتها إضافة إلى الظواهر الاقتصادية الصناعية منها والزراعية والمالية فظهرت نماذج إحصائية تبين النموذج الأمثل للإنتاج الصناعي ونماذج تحدد أولوية المنتجات الصناعية في الوحدة الإنتاجية الواحدة ونماذج رياضية تحدد توقعات الإنتاج والتسويق ونسبة الهدر وإنتاجية العامل وجودة الإنتاج بالإضافة إلى ما يقدمه الإحصاء لدراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع وتحديد سلم أولوية المشاريع.
وظهرت الدراسات المخبرية في إجراء التجارب على المحاصيل الجديدة ودراسات مقارنة عن الاستفادة من الأسمدة في الزراعة وما هو مردود الهكتار الواحد المزروع.
يقوم الإحصاء اليوم بدراسة العلاقات المالية للدولة بمختلف أشكالها الإيرادية والإنفاقية وهكذا فإن الإحصاء بما يقدمه يساهم في نجاح عملية التخطيط للتنمية وهنا تتأكد أهمية الترابط بين الإحصاء والتنمية الاقتصادية.