الإدارة مهارة وفن وهي سمة حضارية للمجتمع، وضرورة لتطوير المؤسسات والمشاريع ونجاحها.
كلّنا مديرون مهما يكن موقعنا حيث يقع على عاتقنا تنفيذ بعض الأعمال، وحتّى نتمكّن من إدارتها وتنفيذها بشكل جيّد يجب علينا التعرف إلى العملية الإدارية وعناصرها الرئيسية ومبادئها العامة.
مفهوم الإدارة
بدأت ممارسة الإدارة مع وجود الإنسان لحلّ المشكلات الأسرية، فالمجتمعات في العصور القديمة وإن كانت تتّسم بالبساطة، فقد كانت بحاجة إلى تنظيم العلاقات بين أفرادها لتحقيق أهداف محدّدة.
تطوُّر مفهوم الإدارة
تطوَّر مفهوم الإدارة مع بداية القرن العشرين، وأصبح علماً قائماً بحدّ ذاته له مقومّاته كغيره من العلوم من نظريات وتجارب ودراسات، وفي الوقت ذاته عرّفت كمهارة وفنّ لأنّها تعتمد على القدرات الإبداعيّة والمهارات والمواهب الذاتيّة لتحقيق أعلى إنتاجية وانسجام بين العاملين، وأقلّ تكلفة ووقت لإنجاز العمل، فالإداريّ مسؤول عن نفسه وعن العاملين معه والمرؤوسين له.
والإدارة هي علم ومهارة وفنّ، فهي علم بوصفها مجموعة متكاملة من الأسس والمفاهيم والمبادئ العلميّة، وتقوم على توظيف منهاج البحث العلميّ لاستكشاف نظرياتها.
علاقة الإدارة بالعلوم الأخرى
هناك ارتباط وثيق بين علم الإدارة والعلوم الأخرى ومن أمثلة ذلك:
الإدارة وعلم الاجتماع
علاقة الإدارة بعلم الاجتماع علاقة وطيدة فهي تتفاعل مع المجتمع ومن أهداف الإدارة تقديم خدمات للمجتمع، وتحسين معيشة العاملين فيه.
الإدارة وعلم النفس
هناك علاقة كبيرة بين الإدارة وعلم النفس لأن هذا العلم يبحث في سلوك الأفراد.
الإدارة والقانون
فمن الضروري جداً لأي إدارة ناجحة معرفة القوانين والتشريعات الناظمة للمؤسسة.
أسس الإدارة ومهاراتها
هناك العديد من الأسس التي تعتمد عليها الإدارة الناجحة أهمها:
- استخدام الأسلوب العلمي في التوصّل إلى حلول للمشاكل.
- اختيار العاملين حسب قدراتهم وخبراتهم.
- الاهتمام بتدريب العاملين.
- اعتماد مبدأ التخصّص في العمل.
- تفويض السلطات.
لابد لكلّ إداري من أن يمتلك مهارات عدّة تجعل منه إداريّاً ناجحاً كالرؤية الشاملة والقدرة على التعامل مع الآخرين والقدرة على استخدام التقنيات الحديثة.
خطوات الإدارة
للإدارة عدة خطوات يمكن إيجازها بما يلي:
التخطيط
يعدّ التخطيط الوظيفة الأولى من وظائف الإدارة فهي القاعدة التي تقوم عليها الوظائف الإداريّة الأخرى، وهو عملية مستمرة تتضمّن تحديد طريقة سير الأعمال التي سيقوم بها الأفراد والإدارات.
تمرّ عملية التخطيط بعدّة خطوات هي:
- وضع الأهداف.
- دراسة التغيّرات في العوامل البيئية و تحليلها.
- تحديد البدائل و تقييمها.
- اختيار الحل الأمثل.
- تنفيذ الخطة.
- مراقبة النتائج وتقييمها.
التنظيم
هو الإطار الذي يتمّ بموجبه ترتيب جهود جماعة من الأفراد، وتنسيقها في سبيل تحقيق أهداف محدّدة، وهناك أربعة أنشطة بارزة في التنظيم تتمثّل بمايلي:
- تحديد أنشطة العمل.
- تصنيف أنواع الأعمال المطلوبة.
- تفويض العمل لأشخاص آخرين مع إعطائهم قدراً من السلطة.
- تصميم مستويات اتّخاذ القرار.
ويمكن إيجاز أهم فوائد التنظيم بما يلي:
- توزيع الأعمال والوظائف على أسس موضوعيّة.
- القضاء على الازدواجيّة في العمل من خلال تحديد وظيفة كلّ فرد.
- تحديد العلاقات بين الأفراد.
- تدريب العاملين في المنشأة وتنمية قدراتهم.
التنسيق
تقع على عاتق المدير مهمّة الربط وتوزيع الأدوار بين عناصر الإدارة الواحدة عن طريق إشراك المرؤوسين في وضع الخطط أو في اتّخاذ القرارات.
الاتصال
تتم عمليّة الاتّصال في اتجاهين:
الأول: من قبل المدير عن طريق إعلام المرؤوسين بما تمّ تنفيذه و التعديلات التي تفرضها المستجدّات والصعوبات التي تعترض تنفيذ المشروع.
الثاني: من قبل المرؤوسين عن طريق إعلام المدير بكل ما يتعلّق بعملية التنفيذ.
الرقابة
هي الوظيفة الاستراتيجية الحسّاسة داخل الكيان الإداري، لأنّها تتعلّق بالتخطيط والتنظيم وتحديد المسؤوليّة، تهدف الرقابة إلى متابعة تنفيذ الخطط وضمان منعها من الانحراف، وبلوغ الأهداف المنشودة والكشف عمّا إذا كان كل شيء يسير حسب الخطة الموضوعة، والإرشادات والأوامر الصادرة، والمبادئ والأصول المقررّة.