هجمة ارتفاع التوتر تكون أمراً إسعافياً عند تشارك العديد من الأمور وهي إما لوحة سريرية مقلقة، أو أرقام مرتفعة للتوتر الشرياني. وهذا يشير إلى أنه من غير الممكن الاعتماد على رقم محدد انطلاقاً منه يكون الأمر إسعافياً.
إن تشارك أرقام مرتفعة للضغط مع أعراض وعلامات سريرية معينة (شريطة أن تكون بينهما علاقة سببية) يجب أن يقودنا إلى معالجة إسعافية.
اللوحة السريرية المقلقة
الاستجواب والفحص السريري يكشف التظاهرات الثانوية لارتفاع الضغط التي تهدد باختلاط قلبي وعائي ميكانيكي على مستوى كل من:
1. الجهاز العصبي المركزي والعين:
يشكل صداع وخاصة القفوي أو القفوي الجبهي النابض والدائم المترافق بارتفاع توتر انبساطي العرض الأول الذي يهدد بنزف ضمن القحف أو ضمن السحايا ويقتضي العلاج السريع.
ويمكن وجود أعراض أخرى كاضطراب الرؤيا، العطش الشديد، تعدد البيلات، نقص الوزن. ويجب البحث عنها جميعاً وكلها تشير إلى تسارع ارتفاع التوتر.
وأحياناً تكون اللوحة السريرية مقلقة أكثر عند وجود عمى مفاجئ، دوار شديد، خزل أو فالج شقي، اختلاجات وتصلب نقرة.
2. القلب:
- قد تحدث وذمة رئة حادة وتحتاج لتخطيط القلب لمعرفة فيما إذا كانت ناجمة عن احتشاء عضلة قلبية أم قصور قلب أيسر ناجم عن ارتفاع توتر شرياني.
- أو مظهر لقصور القلب الشامل بعد فترة من الزلة الجهدية والزلة الاضطجاعية ووذمة الأطراف السفلية. وقد يكون انكسار المعاوضة القلبية مستقلاً عن ارتفاع التوتر بحدوثه.
- اضطراب نظم كالرجفان الأذيني أو اضطراب النظم البطيني.
3. الكلية:
نوبة ارتفاع التوتر قد تترافق مع نقص حجم البول وهنا يمكن طرح ثلاثة أسئلة:
- هل هناك انسداد على مستوى الطرق البولية؟
- هل هو تفاقم تدريجي أو مفاجئ للمرض الكلوي الموجود سابقاً؟
- هل هناك قصور كلوي حاد؟
أرقام التوتر الشرياني المرتفعة
يجب القبول بأن الضغط الشرياني الانبساطي المرتفع أكبر من 130 ملم زئبق يهدد بخطر ميكانيكي كتمزق وعائي أو قصور قلب. ويزداد هذا الخطر بقدر ما تكون الأرقام مرتفعة واللوحة السريرية مقلقة. ويجب التعرف على حالتين خاصتين:
1. ارتفاع التوتر الانقباضي المعزول:
عند المسنين حيث تنقص مطاوعة الأبهر خاصة بوجود شدة تنفسية أو قلق أو ألم. فضمن هذه الظروف وبغياب العلامات السريرية المرتبطة بارتفاع التوتر يجب تجنب المعالجة الإسعافية الهجومية حيث ينخفض الضغط عفوياً أو بمعالجة العامل المحرض.
2. ارتفاع معتدل بأرقام التوتر مع وجود لوحة سريرية مقلقة:
تحدث غالباً على هيئة اعتلال الدماغ بفرط التوتر في سياق: انسمام حملي، التهاب كبب وكلية حاد عند الأطفال. يمكن أن تحدث نوب اختلاجية عندما يكون الضغط الانقباضي 16-18 سم زئبق أو الضغط الانبساطي 10-11 سم زئبق لكن دوماً عند الأطفال أو امرأة حامل، حيث تكون أرقام الضغط الطبيعية أقل من هذا بكثير.
القرار العلاجي السريع
يجب معرفة الحالة الإسعافية وبمجرد معرفتها يجب أن يكون التدخل خلال دقائق أو ساعات أو أكثر (بضعة أيام).
1. خلال دقائق:
حادث وعائي دماغي من النمط النزفي ويكون مؤلم ومفاجئ.
اختلاجات.
وذمة رئة حادة.
في هذه الحالة هناك ضرورة للعلاج قبل إرسال المريض إلى المشفى.
2. خلال ساعات:
أرقام مرتفعة جداً مع أعراض تعزى لارتفاع التوتر بدون علامات مهددة للحياة في هذه الحالة ننتظر حتى الاستشفاء.
3. خلال بضعة أيام:
أرقام مرتفعة بدون أي عرض أو علامات بالفحص والاستجواب وفي هذه الحالة يمكن إجراء الاستقصاءات واستشارة مختصة.
هذا التقييم لخطورة الحالة يجب أن يتم بعد:
1. فحص دقيق واستجواب كامل عن أرقام الضغط السابقة.
2. السوابق القلبية للمريض.
3. جس وإصغاء الشرايين.
4. إصغاء القلب والرئة والبحث عن نفخة أو خراخر.
5. جس الكبد والبحث عن جذر كبدي وداجي.
6. فحص البطن وجس الأبهر والكلية.
7. فحص عصبي كامل.
8. فحص قعر العين إذا كان ممكن.