MONA AHMAD
التبول اللاإرادي هو حالة تفريغ المثانة ليلاً عند طفل يزيد عمره عن ثلاث سنوات ونصف بشكل لا إرادي وبمعدل مرتين فما فوق خلال الأسبوع مع عدم ظهور أسباب عضوية بارزة وواضحة لديه.
وقد يحدث التبول اللاإرادي في الليل أو في النهار أو في الليل والنهار معاً ويعتبر التبول اللاإرادي أكثر شيوعاً عند الإناث.
أسباب التبول اللاإرادي
للتبول اللاإرادي أسباب كثيرة منها:
أسباب عضوية
تعتبر القبائل الموجودة في جنوب افريقية أنّ التبول اللاإرادي عند الأطفال هو بسبب وجود دم فاسد في أجسامهم وقد كانوا يعالجوه بفتح ثقب أعلى الصدغ لإخراج الدم الفاسد.
وفي القرن التاسع العاشر ساد اعتقاد أنّ التبول اللاإرادي سببه عضوي كضعف المثانة أو إصابته بمرض في المسالك البولية والكلى وقد عالجوه بالأدوية والعقاقير الطبية.
وقد عزيت الأسباب العضوية إلى وجود التهاب في القناة البولية أو وجود اضطرابات بنيوية في الجهاز البولي كصغر حجم المثانة أو اتساع فوهة المثانة أو بسبب فقر الدم ونقص الفيتامينات أو وجود ديدان في الشرج.
ولم يثبت العلم انتقال التبول اللاإرادي عن طريق المورثات أو عن طريق جرثومة مرضية ولكنّ الاحتمال المقبول هو وراثة خصائص فيزيولوجية تؤدي إلى تأخر نضج المثانة وضعف العضلة القابضة.
أسباب انفعالية نفسية
يعتبر الخوف عند الطفل من أسباب التبول اللاإرادي كالخوف من الظلام أو الحيوانات المفترسة أو عند تهديده بالعقاب أو عند ولادة مولود جديد في الأسرة.
أسباب اجتماعية
إنّ كثرة عدد الأطفال في الأسرة يؤدي إلى نقص تدريب الطفل على ضبط المثانة بشكل مبكر وتؤدي القسوة في معاملة الطفل وحرمانه من حنان والديه وشعوره بعدم الأمان وانعدام الثقة بمن حوله كلها أسباب تؤدي إلى التبول اللاإرادي.
ولا شك أن الدلال الزائد للطفل لا يقل أثراً عن القسوة فينمو ويكبر ويتعود على الأخذ دون العطاء ويكون اتكالياً في كل شيء ولا يستطيع حل صراعاته بنفسه ما يؤدي به إلى مشكلة التبول اللاإرادي.
وتتعقد المشكلة عندما يخطئ الوالدان في التعامل بقسوة مع الطفل عند تبليله للفراش وتأخذ الخلافات الأسرية دوراً كبيراً في تأخّر الطفل في ضبط المثانة لديهم.
علاج التبول اللاإرادي
العلاج الطبي ويكون بوصف الدواء في حالات النوم العميق والأدوية المقوية للجهاز البولي حيث تقوم هذه الأدوية بزيادة قدرة المثانة على الاحتفاظ بكميات كبيرة من البول كما توصف العقاقير المضادة للاكتئاب.
العلاج النفسي
حيث يقوم المعالج بتعريف الطفل بمشكلته وأسبابها كما يقوم بتنمية ثقته بنفسه ودفعه إلى تحسين علاقاته مع الآخرين.
العلاج السلوكي
ويتمثل بإعادة تربية الطفل وتدريبه بطريقة صحيحة وأهم الطرق المستخدمة في علاج التبول اللاإرادي هي:
1- التعلم الإجرائي
وذلك بتعزيز السلوك الصحيح والتنبيه إلى السلوك الخاطئ وذلك حتى يتعلم الاستجابة الصحيحة وتختفي المشكلة ومن أهم الأساليب المتبعة في التعلم الإجرائي هي لوحة النجوم حيث توضع نجمة لكل ليلة جافة للطفل ومن ثم تتم مكافأته.
2- التعلم الشرطي
- تقوم الأم بإيقاظ الطفل ليلاً في الموعد الذي يتكرر تبوله اللاإرادي على الفراش أو قبله بقليل وتوجيه الطفل لدخول الحمام.
- تخفيض القلق فعندما يكون الطفل قد تخلص من المشكلة ربما تعود إليه بعد فترة من الزمن وهنا لابد من البحث عن السبب الذي أدى إلى ذلك ومعالجته.
- فرض عقاب على الطفل كتغيير شرشف السرير المبلل ووضعه في الغسالة دون توبيخ أو تأنيب.
- استبعاد السوائل قبل النوم بساعتين والتقليل منها وتوجيه الطفل إلى دخول الحمام قبل النوم وبعد الاستيقاظ مباشرة.
- إرشاد الوالدين للطريقة الصحيحة في التعامل مع مشكلة طفلهم وكيفية تدريبهم لطفلهم وتعليمه العادات الصحيحة في التبول.
