Hya H Maklad
يعد التصحر من الظواهر البيئية الهامة والتي تهدد الأراضي الزراعية في معظم بلدان العالم، حيث ينشأ التصحر من العديد من الأسباب التي سوف نتطرق لذكرها في هذه المقالة إضافة إلى الأضرار التي يسببها التصحر، وسوف نطرح العديد من الحلول التي لها دور هام في الحد من انتشار وتوغل هذه الظاهرة
تعريف التصحر:
يأخذ مفهوم التصحر العديد من التعاريف وجميعها تفضي إلى أنه تحول الأراضي الزراعية والخصبة إلى أراضي جرداء ذات خصوبة منخفضة لا تصلح لنمو النباتات بداخلها، وتنشأ ظاهرة التصحر من العديد من الأسباب التي قد تكون ناجمة عن الأنشطة التي يقوم بها الإنسان أو جراء العديد من العوامل الطبيعية.
أسباب التصحر :
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لحدوث التصحر ونذكر منها :
المناخ:
يعد المناخ من أهم العوامل التي تؤدي إلى حدوث التصحر، فكما نعلم جميعنا بأن الطقس متقلب بين جو حار وجاف وجو رطب وبارد، وما بين هطولات مطرية غزيرة وهطولات مطرية خفيفة، وجميع هذه العوامل لها دور هام في التأثير على النظام البيئي وعلى نمو المجمعات الحيوية فيه، فعندما يتصاحب المناخ الجاف مع استخدام التربة بشكل غير صحيح من قبل الإنسان هذا سوف يؤدي إلى تفاقم مشكلة التصحر.
الأنشطة البشرية :
هناك العديد من الأعمال التي يقوم بها الإنسان بشكل خاطئ والتي لها الكثير من الآثار السلبية والتي بدورها تزيد من تفاقم مشكلة التصحر ونذكر من هذه النشاطات:
قطع الأشجار الموجودة في الغابات :
تعد الأشجار الخط الدفاعي الأهم الذي يعمل على حماية التربة من الانجراف ومن فقدان العناصر المغذية الموجودة بداخلها، ولكن الإنسان يعمل على القطع المستمر للأشجار وبشكل عشوائي وغير منتظم مما يساهم في زيادة المساحات الخالية من الأشجار وبالتالي انتشار التصحر إلى مساحات أوسع.
الرعي الجائر :
عند ترك المواشي ترعى تشكل عشوائي في الأراضي فإنها سوف تأكل جميع النباتات التي تجدها سواء كانت محاصيل زراعية أو أعشاب أو شجيرات أو غيرها، وفي هذه الحالة سوف يحدث تعرية للأراضي من النباتات وبالتالي الحصول على أراضي جرداء خالية من النباتات التي تقلل من ظاهرة التصحر.
تلوث التربة :
تلوث التربة بالأنشطة البشرية المختلفة سوف يؤدي إلى تقليل المواد المغذية التي تحتويها التربة واللازمة لنمو النباتات وبالتالي تقليل النباتات التي تنمو في هذه الأراضي، وبالتالي تحول الأراضي إلى أراضي مهملة وغير صالحة للزراعة.
العمليات الزراعية الخاطئة :
تتمثل هذه العمليات باستخدام كميات كبيرة من الأسمدة والمبيدات من قبل المزارعين بهدف الحصول على إنتاج وفير وبكميات كبيرة من أجل ضمان الربح، ولكن تكرار هذه العمليات سوف يؤدي إلى استنزاف التربة وتدهورها وبالتالي تحولها إلى أراضي غير صالحة للزراعة.
الأضرار التي تنجم عن التصحر :
هناك العديد من الأضرار التي تنجم عن ظاهرة التصحر ونذكر منها:
- انتشار العواصف الرملية : ويفسر ذلك بأن التصحر يؤدي إلى زيادة معدل الأراضي الجرداء والخالية من الغطاء النباتي وبالتالي احتمالية حدوث انتقالات لهذه الترب من مكان إلى أخر يزيد مما يتسبب بأضرار لهذه المناطق قد تصل إلى طمر كافة معالم هذه الأراضي بسبب التربة المنقولة إليها.
- تناقص في المنتجات الزراعية : يعمل التصحر على تحويل الأراضي الزراعية إلى أراضي قاحلة وغير صالحة للزراعة وبالتالي تقليل نسبة المنتجات الزراعية اللازمة لتغطية احتياجات الأفراد.
- خلل في التنوع الحيوي : إن ترافق التغيرات الجوية مع التغيرات التي تطرأ على خصائص التربة هذا سوف يؤدي إلى خلل في التوازن الحيوي الموجود في البيئية فيمكن أن تهلك الكثير من الحيوانات بسبب هذه التغيرات ويحل مكانها كائنات أخرى جديدة.
الإجراءات التي يجب اتباعها للتقليل من ظاهرة التصحر :
- سن العديد من القوانين التي تنص على منع قطع الأشجار الموجودة في الغابات وفرض العديد من العقوبات الصارمة على من يخالف هذه القوانين.
- إقامة العديد من حملات التشجير للمناطق الخالية من الأشجار، حيث يتم زراعة هذه المناطق بالأشجار الملائمة.
- الحفاظ على الأراضي الزراعية من ظاهرة الزحف العمراني.
- منع عملية الرعي الجائر ضمن الأراضي الزراعية، ويجب تحديد مناطق معينة ترعى فيها المواشي.
- نشر الوعي بين الناس عن مخاطر التصحر وأهم الطرق التي يجب أن يتبعوها للحد من انتشار هذه الظاهرة.
