عندما نتكلم عن التعليم المبرمج يجب أن ندرك أنً مهمة التعليم ترتبط ارتباطاً كبيراً بتصميم البرنامج التعليمي وامتلاك القدرة على تطويره بما يتناسب مع النظرة الشمولية المتكاملة.
وأننا نستطيع إعداد البرامج الحاسوبية التعليمية اعتماداً على طرائق إعداد برامج التعليم المبرمج المكتوبة والمعروفة والتي يستطيع الحاسوب وتقنياته إنتاجها بشكل كافٍ وذلك لامتلاكه الإمكانيات الكبيرة والتقنيات المتميزة من حيث القدرة على تنفيذ خوارزميات التعلم والتعليم وعرضها بأساليب متطورة.
ويجب التأكيد عند كتابة البرنامج التعليمي على مبدأ الفاعلية والكفاية بما معناه أنه يقدم العلم بشكل أفضل وبطريقة ميسرة لا تتطلب جهداً وذلك بأقل وقت ممكن وبكلفة قليلة وهذا كله يتطلب مبرمجين ماهرين ومتخصصين في مجال التعليم والتربية حتى يتمكنوا من إظهار الفكرة التعليمية المراد إيصالها للمتعلم بالشكل المناسب.
ما هو التعليم المبرمج؟
لقد جرى استخدام مصطلح التعليم المبرمج أو برمجة التعلم بالتعليم الذاتي المبرمج في خمسينيات القرن الماضي وكان المقصود به هو قيادة المتعلم لإتمام العملية التعليمية بإتقان خطوة بخطوة وذلك وفقاً لبرنامج معد ومجهز للمتعلم.
وهذا البرنامج يصمم ليجري عرضه ضمن كتاب مبرمج أو آلة تعليمية أما بالنسبة لمصطلح برمجة الحاسوب ويقصد به كتابة مجموعة من التعليمات وإعطائها للحاسوب ليقوم بتنفيذها وفق لغة برمجية معينة بحيث يكون المتعلم قادراً على اكتساب المعلومات والمهارات والخبرة والتفاعل مع الحاسوب وذلك بهدف حل مسألة ما بواسطة البرامج التطبيقية الموجودة في الحاسوب.
وهذا يعني أنً البرنامج الحاسوبي هو الخطة التفصيلية أو مجموعة الإجراءات المنطقية المتماسكة لإيجاد حل مسألة ما بأسلوب أكثر تحديداً ووضوحاً.
بشكل آخر يمكن القول أن البرنامج الحاسوبي هو عبارة عن ترتيب متتابع لمجموعة من التعليمات المبرمجة والضرورية التي تهدف إلى الوصول إلى الحل وأن البرامج التعليمية التي تبرمج بإتقان بحيث تستوفي شروط البرامج الناجحة هي التي تكون قادرة على التعليم.
الإطار التعليمي
لا بد من الإشارة إلى أن مكونات الحاسوب وآلية عمله محكوم بالعلاقات المنطقية مما يستدعي تحكمها بكتابة أي برنامج حاسوبي وتنفيذه.
وبما أنّ أي عملية تعليمية تبدأ بكتابة وصياغة الإطار التعليمي هذا يؤدي إلى أنّ الحاسوب هو المعني بكتابة قالب هذا الإطار التعليمي واستيفاء جميع متطلباته واحتياجاته ولكنّ الإطار التعليمي يحتاج محتوى وهذا المحتوى يخضع إلى شروط تنظيمية وترتيبية وربطه بإطار آخر.
العلاقة بين البرنامج الحاسوبي وخطوات التعليم المبرمج
بما أنّ التعليم المبرمج هدفه تنظيم سلوك المتعلم وضبطه عن طريق أطر تعليمية وخطوات متتابعة تقوم بربط هذه الأطر ببعضها البعض وفق أسلوب يحقق التعليم المتقن.
تظهر هنا أهمية العلاقة التبادلية بين البرنامج الحاسوبي وخطوات التعليم المبرمج والتي سنقوم بتوضيحها من خلال الأمور التالية:
1. إنً التعليم المبرمج هو أسلوب يقوم بتنظيم البرامج الحاسوبية التعليمية التي تصل بالمتعلم إلى درجة الإتقان.
2. تساعد بنية الحاسوب ويساهم نظامه بشكل فعال في تحقيق خطوات التعليم المبرمج بدقة وثبات ولا سيما أننا نستطيع كتابة برامج حاسوبية تبين كل خطوات التعليم المبرمج بالشكل والمضمون والشروط المطلوبة.
3. تمكن بنية الحاسوب ونظامه المبرمجين من إنشاء برامج تفرعية بأشكال مختلفة ومتنوعة تدعم أفكار ومبادئ التعليم المبرمج بشكل مبدع ومتطور.
4. تسمح بنية الحاسوب ونظامه باستخدام تقنيات ووسائط متعددة من شأنها توضيح المعلومات بطريقة جذابة ومبدعة وأشكال مساعدة وملهمة.
5. يمتلك الحاسوب قدرة تفاعلية كما أنه يمتلك القدرة على الضبط والتحكم بأساليب مشوقة وجذابة من شأنها زيادة مردود العملية التعليمية وإتقانها بالإضافة إلى أنً الحاسوب يخفف من بعض أساليب الرتابة والأساليب القسرية في التعليم المبرمج.