تنمو فاكهة التفاح في جميع أنحاء العالم، إلا أن أصله يعود إلى آسيا الوسطى، ويعدّ التفاح من أكثر أنواع الفاكهة شيوعاً، وله العديد من الألوان والأحجام، ويتميّز باحتوائه على مضادات الأكسدة المختلفة ومستويات مرتفعة من الألياف، وفيتامين ج، وعلى الرغم من أن التفاح يعتبر من الأطعمة قليلة السعرات الحرارية إلا أن تناوله يشعر الإنسان بالشبع.
القيمة الغذائية للتفاح
إن فاكهة التفاح تعتبر من الأطعمة الغنية بالمواد الغذائية المفيدة والضرورية للجسم، نذكر منها:
1- الكربوهيدرات: تعدّ الكربوهيدرات من المكونات الأساسية للتفاح، فيحتوي على نسب عالية من السكريات البسيطة كالسكروز، والفركتوز، والجلوكوز، إضافة لوجود بعض الكربوهيدرات فيه على شكل ألياف، ونتيجة لاحتواء التفاح على كميّةٍ مرتفعةٍ من الفينولات المتعددة والألياف فإنّه يُعدُّ من الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيميّ المُنخفض التي تترواح قيمتها بين 29 إلى 44، حيث يعبر المؤشّر الجلايسيميّ عن مدى قدرة تأثير نوع الطعام في رفع مستوى السكر في الدم، ويرتبط انخفاض هذا المؤشر بالعديد من الفوائد الصحية.
– تجدر الإشارة أنه تتم التوصية بتناول تفاحة صغيرة الحجم إلى متوسطة لمن يريدون التحكّم بالكميّة المُتناولة من الكربوهيدرات، إذ أن محتوى التفّاح من السعرات الحراريّة والكربوهيدرات والسكريّات والألياف يختلف حسب حجمه، ولكن اختلاف النوع مع بقاء الحجم ثابتا لا يؤثر على نسب المكونات الرئيسية التي يحتويها.
2- الألياف: تمت الإشارة من قبل “NHS” إلى أنّ تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف قد يُساعد في الحدّ من تفاقم العديد من الأمراض، مثل: السكتات الدماغية ، وأمراض القلب، وسرطان الأمعاء، بالإضافة إلى أنّه قد يُساهم في خفض ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الدم.
تجدر الإشارة إلى أن أغلب كمية الألياف التي يحتويها التفاح موجودة في قشرته، لذلك ينصح دائما بتناول التفاح دون تقشيره لأن الامتناع عن تناول قشره يحرم الأشخاص من فوائد عديدة يمتلكها التفاح.
وقد تساهم الألياف التي يحتويها التفّاح في تحفيز انقباض الأمعاء وانبساطها، وذلك بحسب حركة تُدعى الحركة الدودية، يُسهّل عمليّة الهضم، ويقلل الإمساك وخطر الإصابة بأمراض خطِرة عديدة وذلك لأنه يزيد من إفراز العصارات المعوية؛ كسرطان القولون والمستقيم.
– لا تهضم الألياف في الجسم، إلّا أنّ البكتيريا النافعة في الأمعاء تقوم بهضمها لتفرز عناصر غذائيّة مفيدة، ونذكر من هذه الألياف؛ البكتين المتوفر في التفّاح.
3- الفيتامينات والمعادن: يحتوي التفاح على العديد من الفيتامينات والمعادن بنسبة بسيطة، وعلى الرغم من ذلك فإنه يعد مصدراً جيّداً لفيتامين ج الذي يُعتبر أحد الفيتامينات المُضادّة للأكسدة المتوافرة في مُعظم أنواع الفاكهة، ويساهم في وظائف عديدة مهمة في الجسم، أمّا بالنسبة للمعادن فإن أبرز ما يحتويه التفاح منها هو معدن البوتاسيوم؛ الذي له دور مهم في المحافظة على صحّة القلب وذلك عند تناوله بنسبٍ عالية.
5- المركبات النباتية: يحتوي التفاح على مركبات نباتيّة مُضادّة للأكسدة عديدة مسؤولة عن مجموعة من الوظائف المُهمّة لصحّة الجسم، ومنها ما يأتي:
– الكيرسيتين
– الكاتيشين
– حمض الكلوروجينيك
أهم فوائد التفاح
للتفاح فوائد صحية كثيرة، نذكر أهمها:
1- المساعدة على إنقاص الوزن: ذكرنا سابقاً أن تناول التفاح يسبب الشعور بالشبع نظراً لاحتوائه على كميات عاليةٍ من الألياف والماء، وبحسب دراسات عديدة فإن تناول الأشخاص التفاح قبل تناول وجبة الطعام يجعلهم يأكلون مقدار أقل ب 200 سعرة حرارية مقارنةً بالأشخاص الذين لا يتناولونه، بالإضافة إلى ذلك فإنّ التفاح يحتوي على عناصر طبيعية تُعزز فقدان الوزن.
2- المحافظة على صحة القلب: يحتوي التفاح على الألياف القابلة للذوبان التي تقلل من مستوى الكوليسترول في الدم وبالتالي ينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب، وأيضا يحتوي التفاح على مركبات البوليفينول التي تمتلك خصائص مضادة للأكسدة، ومن أهمّ هذه المركبات الإيبيكاتيشين وهو من مركبات الفلافونويد التي قد تساعد على تقليل ضغط الدم.
3- تقليل خطر الإصابة بالسكري: أشارت دراسات عديدة إلى أن تناول تفاحة يومياً يساهم في التقليل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وذلك بنسبة 28% بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يتناولونه، وقد يرجع ذلك لاحتواء التفاح على مركبات البوليفينول التي تساهم في منع حدوث الضرر في خلايا بيتا المتواجدة في البنكرياس والمسؤولة عن انتاج الإنسولين في الجسم.
4- تعزيز البكتيريا الجيدة في الأمعاء: يحتوي التفاح على البكتين، وهو نوعٌ من أنواع الألياف التي لا تستطيع الأمعاء الدقيقة امتصاصه، فيصل إلى القولون، مما يحفز نموّ البكتيريا المفيدة للصحة فيه.
5- تقليل خطر الإصابة بالسرطان: وذلك بسبب امتلاك التفاح لخصائص مضادّة للأكسدة والالتهابات، فقد أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ النساء اللاتي يتناولن التفاح يكنّ أقلّ عرضةً للوفاة بسبب السرطان مقارنةً بالنساء اللاتي لا يتناولونه.
6- تعزيز صحة العظام: أشارت دراسات عديدة إلى أن تناول التفاح يساهم بشكل إيجابي بتعزيز صحة العظام، حيث يعتقد الباحثون أنَّ مضادات الأكسدة والالتهابات الموجودة في التفاح يمكن أن تساعد على زيادة كثافة العظام وقوتها، فإن تناول الشخص لوجبة تحتوي على التفاح سواء كان مقشراً أم لا يقلل من نسبة خسارة الجسم للكالسيوم.
7- التقليل من خطر الإصابة بالربو: نظراً لأن التفاح غني بمضادات الأكسدة التي تساهم في حماية الرئتين من الضرر التأكسدي مما يساعد في تقليل خطر الإصابة بالربو، كما أنّ قشور التفاح تحتوي على الكيرسيتين وهو نوعٍ من مركبات الفلافونويد يُساعد على تنظيم جهاز المناعة، ويقلل من الالتهابات، الأمر الذي يقي من الإصابة بالحساسية والربو.
8- التقليل من ضرر المعدة الناتج عن تناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: تستخدم هذه الأدويةٌ لتسكين الآلام، ولكنّها من الممكن أن تسبب ضرراً في المعدة، وقد توصل الباحثون في دراسةٍ أجريت على الحيوانات
أنّ تناول التفاح المجفف عن طريق التجميد يُساهم على حماية خلايا المعدة من الأضرار التي تسببها هذه الأدوية.