التنشئة الاجتماعية هي العملية التي يتم بواسطتها تحويل الفرد من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي.
وهي عملية مستمرة تبدأ مع بداية حياة الإنسان في الأسرة وتستمر في رياض الأطفال والمدرسة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى وذلك بهدف إكساب الإنسان أساليب سلوكية وقيماً واتجاهات تتوافق مع ثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه وقيمه وعاداته.
أهداف عملية التنشئة الاجتماعية للطفل في الأسرة ورياض الأطفال
يمكن تحديد أهم أهداف عملية التنشئة الاجتماعية للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة في الأسرة ورياض الأطفال بما يلي:
1. تنمية شخصية الطفل في جوانبها المختلفة وتنمية سلوكه الاجتماعي وإحساسه بالمسؤولية وذلك من خلال إشباع حاجاته الأساسية ،بحيث يتمكن فيما بعد من التوافق مع الآخرين ومع مطالب المجتمع والثقافة التي يعيش فيها.
2. إدماج عناصر الثقافة والحضارة التي يعيش فيها الفرد في نسق شخصية الطفل ليتمكن من التوافق مع ثقافة المجتمع الذي ينتمي إليها.
3. إكساب الطفل بعض المفاهيم والقيم الاجتماعية الإيجابية مثل التعاون والحرية والاستقلال والمسؤولية ،وكذلك الاتجاهات والمعايير الاجتماعية المقبولة والمناسبة للدور الذي سيقوم به.
وهنا يكون دور الوالدين دور مهم في غرس القيم الدينية والأخلاقية والمفاهيم والاتجاهات الاجتماعية الإيجابية من خلال القدوة الحسنة.
4. تعليم الطفل المهارات الاجتماعية الضرورية من خلال مشاركته في الحياة الاجتماعية وتعويده الاعتماد على نفسه في مواجهة المشكلات التي تعترضه مع مساعدة الوالدين له عند الحاجة.
5. زيادة كفاءة الطفل العملية وتنمية روح الإبداع عنده وذلك من خلال مواجهته لمشكلات ومهارات تتحدى قدراته ومحاولة الوصول إلى حلّها بنفسه.
6. تحقيق الأمن النفسي للطفل في بيئة أسرية واجتماعية بعيدة عن المشكلات النفسية والاضطرابات الأسرية ،وذلك من خلال إبعادهم قدر الإمكان عن أية خلافات بين الوالدين ،لأنّ الطفل غالباً ما يعدّ نفسه سبباً في هذه المشكلات ويوجّه اللوم إلى نفسه.
العوامل الأسرية المؤثرة في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل
هناك العديد من العوامل التي تؤثر في تنشئة الطفل الاجتماعية ومنها:
أثر سيطرة أحد الوالدين على عملية التنشئة الاجتماعية
إنّ سيطرة أحد الوالدين على عملية التنشئة الاجتماعية للطفل لها أثرها المباشر على نوع الدور الذي يسلكه في حياته الراهنة والمقبلة.
فإذا كان الأب مسيطراً فإن ذلك يؤدي إلى تقمص الذكور لدور الأب ويغلب على سلوكهم النمط الذكوري.
أما إذا كانت الأم هي المسيطرة فإن ذلك يؤدي غالباً إلى كون السلوك عند الأطفال الذكور عصابي أو ذهاني أحياناً وعندما تتعارض سيطرة الأب مع سيطرة الأم فإنّ الطفل يواجه صراعاً في اختيار الدور الذي يقلّده ،وقد ينحرف سلوكه إلى مسالك غير سوية.
أثر المستوى التعليمي للوالدين في عملية التنشئة الاجتماعية
تبيّن أن الأمهات من المستوى التعليمي المرتفع أكثر ميلاً للتسامح في عملية الضبط من الأمهات الأقل تعليماً فكلما زاد وعي الوالدين زاد الاهتمام بعملية تربية الأبناء وذلك من خلال تأكيدهم على أهمية الإشباع النفسي والانضباط الذاتي للأبناء.
أما الوالدان المفتقران إلى الوعي التربوي فإنهما يهتمان فقط بالمسايرة الاجتماعية أو الطاعة العمياء لأبنائهما.
أثر المستوى الاقتصادي الاجتماعي للأسرة في التنشئة الاجتماعية
الآباء الذين ينتمون إلى المستوى الاجتماعي الأدنى يقدرون الاحترام والطاعة والأدب ويرغبون في أن يكتسب أبناءهم هذه القيم ولكي يحقق هؤلاء الآباء هذه الأهداف فإنهم يتسمون بالشدة والحزم ووضع القيود على أطفالهم.
أما الآباء الذين ينتمون إلى المستوى الاجتماعي المتوسط والأعلى فإنهم يركزون على تنمية الشعور بالمسؤولية والاستقلال عند أبنائهم ،مما يجعلهم أكثر مرونة وديمقراطية وأقل تشدداً في التعامل مع أبنائهم.
أثر عدد أفراد الأسرة في التنشئة الاجتماعية
كشفت عدة أبحاث أنّ عدد الأبناء في الأسرة يؤثر في ذكائهم فأطفال الأسر الكبيرة أقل ذكاءً من أطفال الأسر الصغيرة وتعليل ذلك أن وجود عدد كبير من الأطفال في الأسرة يقلل من مقدار الاستثارة الذهنية والمعرفية التي يتعرضون لها.
أثر جنس الوالدين على عملية التنشئة الاجتماعية
أظهرت دراسات كثيرة أنّ الأمهات أكثر تسامحاً من الآباء مع أبنائهم، والآباء أكثر تسلطاً من الأمهات.
أثر عمر الوالدين
أكدت بعض الدراسات أنّ الوالدين الأكبر سناً أكثر ميلاً لأسلوب الحماية الزائدة في تربية الأبناء من الوالدين الأصغر سناً ،كما أنّ حساسيتهم تزداد لمستقبل أبنائهم مما يجعلهم أكثر ضغطاً وأكثر تدخلاً في حياتهم وذلك ينعكس سلباً على شخصياتهم.