تُعد ظاهرة التنمر من الظواهر التي انتشرت بشكل كبيير وبشكل علني وعلى نطاق واسع ، فهي تصرف عدائي غير محبب وغير مرغوب تحصل بين اطفال المدرسة واطفال الحي الواحد
فيقوم الطفل المتنمر بتصرفات قاسية عدوانية اتجاه احد الاشخاص ، كنشر الإشاعة وتهديد الشخص ، ومهاجمة الشخص المتنمر عليه هجوما لفظياً وجسدياً.
حيث يستخدم الأطفال المتنمرون قوتهم الجسدية او اللفظية واحيانا تكون نقاط قوة المتنمر هي معرفتهم بمعلومات شخصية وخاصة عن الطفل المتنمر عليه.
هناك عدة أنواع للتنمر كثيره وعديدة منها :
التنمر اللفظي :
وهو من أكثر الأنواع التي قد تؤثر على الطفل المتنمر عليه ، لما يحتويه من كلام قاسي سواء لفظاً أو كتابتاً من خلال ازعاج هذا الشخص وندائه بألقاب غير محببه ومحرجة وتوبيخه ، ويسوء الوضع عندما يتطور الأمر للتهديد بالأذى من غير رادع لمثل تلك لأفعال.
التنمر الاجتماعي :
ويكون من خلال المحاولة بإلحاق الأذى بسمعة الشخص المتنمر عليه واحراجه في مجتمعه ومحيطه وتشجيع باقي الأطفال على عدم اللعب معه وعزله اجتماعياً ، هذا التنمر يجعل من الطفل كئيب حزين مضطرب نفسياً.
التنمر الجسدي :
من خلال الضرب والسب والايذاء الجسدي الفعلي الذي قد يكون له عواقب وخيمه وكبيره وممكن ان تتطور لإيذائه مدى الحياة.
التنمر العرقي :
كأن نوجه لشخص ما كلام بخصوص دينه أو معتقداتة أو لونه أو عرقه وهذا ابشع واخطر أنواع التنمر وقد يصل احياناً للقتل العمد أو غير المقصود تماماً .
هناك علامات مهمه للطفل المتنمر عليه يجب علينا ان ننتبه لها ونأخذها بعين الاعتبار :
- أن يكون الطفل دائم الخوف دائم القلق كئيب عند عودته من المدرسة ، ويذهب للمدرسة مجبراً شاحباً متعباً
- يعاني من صداع دائم وألم في المعدة تكون أثر حالة نفسية.
- أن يتعرض لمشاكل نوم وكوابيس دائماً بعيداً عن أحلامه الوردية والتي يجب ان تكون صديقته في هذا السن حيثُ تكون قد غادرته من غير عودة.
- القلق الدائم والمستمر الذي قد يكون سبب رئيسي في دخول الطفل الى حيز الاكتئاب وهنا تبدء الرحلة الاصعب في معالجة الطفل من الاكتئاب الذي هو بحد ذاته مؤذي بشكل كبير .
كل ذلك يجعل من هذا الشخص طفل ضعيف الشخصية يشعر بقلة الثقه بالنفس.
فلتنمر من اخطر المشاكل التي قد اقتحمت عالم الطفل وجعلت منه شخص منطوي خائف متردد حزين ، ولذلك قامت منظمة اليونسكو بعمل احصائية فوجدت ربع مليار طفل في المدرسة يتم التنمر عليهم من أصل مليار طفل حول هذا العالم .
من هنا ننطلق الى ضرورة تثقيف وتوعية موظفي المدارس عن طبيعة التنمر وأسبابه وأثاره السلبية البشعة ، وتوعية الأهالي على ضرورة التواصل مع أطفالها وان يصدقوا روايتهم التي يقصونها أطفالهم ومساندتهم ، حيثُ للأسرة تأثير كبير في تكوين شخصية الطفل وتعزيز قوته الجسدية والذهنية.
وتعليم الاطفال رياضات من شأنها تعزيز الثقه بالنفس وتفريغ الطاقة السلبية ، فالرياضة حياة وصحه ويجب على الأهل مشاركة اطفالهم في هذه الرياضات ، وزرع مبدئ التشاركية والتفاعل الإيجابي بين الطفل وأسرته ، وهذا يبني شخصية الطفل ويجعل منه شخص سليم قوي مواجه واثق بنفسه.
بالإضافة لقيام الأهل باستشارة اخصائي نفسي ليستطيع مساعدتهم في حل المشكلة التي يتعرض لها الطفل ، ويجب على المدارس أن يوظفوا اخصائي نفسي بشكل مستمر ودائم في مكان تواجد الاطفال للعودة إليه في حال تعرض الطفل لأي نوع من أنواع التنمر.
ومع انتشار الوعي نجد انتشار حملات لا للتنمر بشكل كبير لعلا وعسى ان يصل صوت هؤلاء الأطفال للعلن ويلقى اذاناً صاغية.