أن تثق في علاقة ما يعني أنك تشعر بالأمان والولاء مع شريكك، والثقة تعني الاعتماد على شخص آخر لأنك تشعر بالأمان معه ولديك ثقة في أنه لن يؤذيك أو ينتهكك. الثقة هي أساس العلاقات لأنها تتيح لك أن تكون ضعيفاً ومنفتحاً على الشخص دون الحاجة إلى حماية نفسك بشكل دفاعي.
تستكشف هذه المقالة أهمية الثقة في العلاقات.
أهمية الثقة في العلاقات
الثقة عنصر حيوي في العلاقات السعيدة والناجحة، وهنا نستعرض سبب أهمية الثقة في العلاقات:
أولاً: تعزز الإيجابية
الثقة مهمة في العلاقات لأنها تتيح لك أن تكون أكثر انفتاحاً وعطاءً، فإذا كنت تثق بشريكك، فمن المرجح أن تتسامح مع عيوبه أو سلوكياته التي تزعجك لأنك بشكل عام تؤمن بها وتعلم أنها تدعمك.
ثانياً: تقلل الصراع
الثقة تسمح لك أيضاً بالتغلب على الصراع، فعندما تثق بشريكك، فأنت أكثر استعداداً للتغاضي عن المشكلات أو الالتزام بإيجاد حلول للمشكلات لأنك تشعر بالتحالف في المجالات التي تعني لك أكثر من غيرها، وحتى لو فعل شريكك شيئاً مخيباً للآمال، فمن الأرجح أن تمنحه فائدة الشك وترى الخير فيه إذا كنت تثق به.
ثالثاً: تزيد القرب
إن بناء الثقة يخلق رابطة قوية وأساساً يمكن البناء عليه، فإن معرفة أنه يمكنك الوثوق بشريكك يعزز التقارب والأمان المتزايدين، وعندما تثقان ببعضكما البعض، فإنك تشعر بالأمان مع العلم أن شريكك يساندك ويمكن الاعتماد عليه للراحة والرعاية والدعم.
الثقة في شريكك تسمح أيضاً لجهازك العصبي بالاسترخاء والراحة وإعادة الضبط، فمن خلال إنشاء أساس قوي للثقة، يمكن أن تكون علاقتك مصدراً للشفاء لكلا الطرفين المعنيين، خاصة إذا لم يكن هذا هو الحال دائماً في العلاقات السابقة مع العائلة أو الشركاء السابقين.
تأثير انعدام الثقة
يستغرق بناء الثقة وقتاً، وإذا فشل شريكك باستمرار في تنفيذ الوعود أو الالتزامات، فستبدأ في الحصول على توقعات منخفضة منه، فعندما لا تتماشى أفعال شريكك مع أقواله، ستبدأ في معرفة أنه ليس جديراً بالثقة، حيث أن الانتهاكات المتكررة أو السلوكيات المؤذية المتسقة تقوض الثقة.
يمكن أن يؤثر انعدام الثقة على علاقتك لأنه قد يخلق العديد من المشاكل، ويمكن أن يؤثر انعدام الثقة أيضاً على صحتك العقلية، نوضح بعض هذه التأثيرات:
قلة الحميمية: عندما يكون هناك القليل من الثقة في العلاقة، تميل العلاقة الحميمة إلى الانخفاض، فعندما يكون شريكك مخادعاً، فمن المحتمل أن تنأى بنفسك عنه، عاطفياً وجسدياً.
السلبية: عندما تشعر بالظلم من قبل شريكك، قد تركز على هذا الشعور، والذي لن يؤدي فقط إلى انسحابك منه، بل سيجعلك أيضاً مليئاً بالغضب تجاهه، وهذا يمكن أن يخنق الاتصال والتقارب.
عدم الأمان: عادة ما يؤدي الافتقار إلى الثقة إلى انعدام الأمن في العلاقة، فأنا ستشك باستمرار في ما يخبرك به شريكك وقد تتفاعل من خلال أن تصبح أكثر تحكمًا، ومن المفارقات أن السلوكيات المصممة للسيطرة تدفع الشركاء بعيداً، على سبيل المثال يمكن أن يؤدي الاتصال المستمر أو إرسال الرسائل النصية لشريكك للحفاظ على علامات التبويب إلى إبعاده.
الاكتئاب والقلق: إذا كان هناك القليل من الثقة في علاقتك، فقد تواجه مستويات أعلى من الاكتئاب أو القلق لأنك ستتساءل باستمرار عما إذا كان شريكك يكذب أم أنه مخادع.
مشكلة التركيز: يمكن أن يؤدي انعدام الثقة إلى عدم القدرة على التركيز، خاصة إذا كنت تقلق باستمرار أو تتساءل عما يفكر فيه الشخص الآخر أو يشعر به أو يفعله.
الضيق: عدم القدرة على الوثوق بشريكك يساهم في حدوث ضائقة عقلية وعاطفية وجسدية، بما في ذلك الخيانة والصدمات وعدم التنظيم العاطفي.
الخوف: الثقة المتدنية يمكن أن تسبب مشاعر الخوف والقلق، فقد تكون خائفًا مما سيفعله شريكك بعد ذلك، أو قد تقلق من أنه لن يكون هناك عندما تحتاج إليه.
الوحدة: عندما لا تستطيع الوثوق بأقرب شخص في حياتك ، فلا بد أن تشعر بالوحدة والعزلة.
بناء الثقة في العلاقة
هناك عدد من الأشياء التي يمكنك القيام بها للمساعدة في تعزيز الثقة في علاقتك، نذكر هنا بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك:
الاعتراف بالأخطاء والتعلم منها
خطوة مهمة لبناء الثقة هي أن تكون صادقاً عندما تنتهك التوقعات أو تؤذي بعضكما البعض.
الكل يخطئ، والمهم هو أنه يمكنكما التعلم والتقرب من بعضكما البعض بعد إصلاح كل ما تضرر نتيجة الخطأ. أفضل طريقة للقيام بذلك هي الاعتراف بالكامل وإظهار كيف ستؤدي بشكل أفضل في المستقبل.
التواصل
خطوة أخرى لبناء الثقة هي الانخراط في اتصال مفتوح، خيث أن تميل السرية إلى تآكل الثقة، لذلك عندما يكون شريكك قادراً على أن يكون شفافاً ويسمح بمساحة لاستكشاف الموضوعات التي قد تثير عدم ثقتك، يمكنك أن تبدأ في الشعور براحة أكبر وتبدأ في التخلي عن حذرك.
كلما تمكنت من الوصول إلى نفس الصفحة، كلما شعرت أنك أقرب تجاه شريكك، ويسهل التواصل المفتوح عليك مناقشة المخاوف المتعلقة بالعلاقة، فعندما يكون لديك اتصال مفتوح ستشعر أنك أقرب إلى شريكك.