يعتبر الجراد من الحشرات مستقيمة الأجنحة التي تنتمي إليها ما يقارب من 28 عائلة ويتميز الجراد عن عائلته بقدرته على تغيير سلوكه وعاداته وهجرته إلى مسافات بعيدة بغرض التكاثر والغزو والهجوم.
تتعدد أنواع الجراد كالجراد الإفريقي والجراد الشرقي والجراد الأحمر والبني وغيرها إلا أن أخطر أنواع الجراد هو الجراد الصحراوي وتكمن خطورته في قدرته على الهجرة لمسافات شاسعة وتزايد أعداده بسرعة فائقة.
سلوك الجراد الصحراوي
يستطيع الجراد الصحراوي تغيير سلوكه من النهج الفردي إلى الجماعي عند تزايد أعداده بصورة كبيرة ويتميز بقدرته على تغيير لونه حيث يتميز باللون البني واللون القرنفلي للطور قبل البالغ والأصفر في طور البلوغ.
يكوّن الجراد الصحراوي أسراباً كبيرة أو أحزمة عريضة من الحوريات غير المجنحة ويعتبر نمو المراعي في سنوات وفرة الأمطار من أهم العوامل التي تدفع الجراد إلى السلوك الجماعي وتكوين الأسراب حيث أنه يلجأ إلى الهجرة في حال قلت المراعي عن طريق تكوين أسراب مهاجرة في مسارات دائرية تتسع تدريجياً مع الارتفاع حتى تصبح خطاً مستقيماً.
يعتبر الجراد من الأكلات المفضلة لدى كثير من الشعوب في آسيا وبعض الدول العربية ويتم جمعه في شباك ثم يسلق أو يشوى أو يؤكل طازجاً أو يجفف لاستعماله فيما بعد والجراد من الحشرات الغنية بالبروتين والكالسيوم والبوتاسيوم والفوسفور.
دورة حياة الجراد الصحراوي
تضع أنثى الجراد البيوض في حفر رملية على عمق يتراوح بين خمس عشر إلى عشرين سم وتقوم بتغطيته بمادة رغوية تصبح لاحقاً إسفنجية لكي تحفظ البيض وتحميه من الثعابين والعناكب والفئران والطيور وقد يصل عدد كتل البيض في المتر المربع الواحد إلى ألف كتلة.
وتحتوي كتلة البيض الواحدة على مئة وخمسين بيضة وتبيض الأنثى ثلاث مرات على الأقل في حياتها حيث تعيش الحشرة من ثلاث إلى خمسة أشهر وتشمل دورة حياتها ثلاثة أطوار وهي البيضة والحورية والحشرة البالغة.
يفقس البيض بعد تحضينه لمدة أسبوعين وتتطور الحوريات بالانسلاخ خلال فترة تتراوح من شهر إلى شهرين ثم تصل الحورية إلى مرحلة الحشرة البالغة خلال نفس المدة.
الأضرار التي يسببها الجراد الصحراوي
يطير الجراد الصحراوي مع الرياح ويتميز بقدرته على الطيران لمسافات طويلة كما أنّ الجرادة الواحدة تستطيع التهام طعام يعادل حجمها ويلتهم الجراد كل ما يقابله فتستطيع أسراب الجراد إنهاء حقول كاملة من الأرز والقمح والشعير وأشجار الموز وغيرها وتبقى المحاصيل بهيئة أعواد جافة بالإضافة إلى قدرته على التكيف مع كل البيئات فلم يسلم منه سوى منطقتي القطبين.
يعتبر الجراد من الآفات الحيوانية فهو يشكل تهديداً كبيراً على الأمن الغذائي والزراعة المستدامة والتجارة فيقوم بغارات وبائية مفزعة يحصل فيها إهلاك لأرزاق الناس وإبادة لمحاصيلهم.
مواجهة الجراد الصحراوي
تكمن الصعوبة في مواجهة الجراد الصحراوي بالمساحات الشاسعة التي ينتشر فيها وصعوبة الوصول إلى تلك المناطق بسبب افتقار الأمان كالمناجم الأرضية وتؤثر البنية التحتية للدول في مواجهة الجراد مثل محدودية مصادر التمويل وصعوبة الحفاظ على أعداد كافية من عناصر الفرق المدربة خلال فترات هدوء الجراد.
يمكن مكافحة الجراد باستخدام المبيدات الحشرية واستخدام الطرق الميكانيكية من خلال حرق الحوريات حديثة الفقس أما أحدث الطرق التي استخدمت مؤخراً لمواجهة الجراد هي الطريقة الحيوية ،حيث استخدم فيها فطر الميتاريزيوم على شكل زيوت ،ويتميز هذا الفطر بقدرته على الانتقال من حشرة إلى أخرى دون أن يؤذي النباتات والحشرات الأخرى وبذلك تساهم الطرق الحيوية في الحفاظ على البيئة والصحة العامة.