يعد الجليد من أهم العوامل الخارجية في تشكل سطح الأرض و المناطق القطبية والمناطق الجبلية المرتفعة جداً ، حيث يقوم ومن خلال حركته البطيئة جداً بحت الجبال وحفر الأودية وتكوين السهول.
لنتعرف على أشكال الجليد ، وآلية تشكله ، ومخاوف الإنسان من ازدياد ذوبانه.
الجليد كتلة متراكمة متجمدة من الثلوج ،و الثلوج هي قشور متبلورة ، تسقط في حالة انخفاض درجة حرارة الجو عن الصفر المئوي، وعند سقوط الثلج فقد يتراكم في طبقات سميكة ، وقد يبقى على السطح أو يذوب بحسب درجة الحرارة ، إلا أن هناك مناطق لا ينقطع عنها الثلج صيفاً أو شتاءً ، كالمناطق القطبية والجبال الشاهقة فوق خط الثلج الدائم ( هو الخط الذي لا يذوب الثلج فوقه أبداً ).
ويتخذ الجليد على الأرض مظاهر متعددة منها :
1- الأغطية الجليدية :
هي مسطحات واسعة من الجليد تصل سماكته إلى مئات الأمتار ، ويقتصر وجودها في الوقت الحالي على الجهات القطبية ، ينزلق هذا الجليد ببطء شديد ، وينتشر من الوسط نحو الأطراف ، ثم يذوب إذا كان لا يزال على سطح الأرض ، أو ينكسر إلى قطع جليدية تطفو على سطح البحر ، وتسمى هذه الكتل بالجبال الجليدية العائمة ، وتقوم هذه الأغطية الثقيلة جداً بتغير مظاهر سطح الأرض ، حيث تعمل على تسوية السطح مشكلة السهول ، وقد تحدث حفراً في الأجزاء اللينة فإذا ما نحسر عنها الجليد ملئت هذه الحفر بمائه الذائب أو بماء المطر ، وكونت بحيرات ذات أشكال مختلفة تعرف بالبحيرات الجليدية ، أو تكون فيوردات ( خلجان متعمقة في اليابسة حفرت بواسطة الجليد ).
2- الأنهار الجليدية :
هي كتل جليدية تتجمع ضمن الأودية الجبلية مشكلة الألسنة الجليدية التي تنساب وتتحرك من مناطق نشوئها في المناطق الجبلية المرتفعة نحو المناطق المنخفضة ، وتتميز أوديتها عن الأودية النهرية بخصائص عدة منها :
– استقامة الأودية الجليدية إلى مسافات طويلة ، بينما تتعرج الأودية النهرية.
– المقطع العرضي للوادي الجليدي يظهر على شكل U سواء أكان عند منابعه العليا أو عند أجزائه الدنيا بعكس الوادي النهري الذي يظهر مقطعه العرضي على شكل حرف V عند منابعه العليا ، وينبسط في مجاريه الدنيا.
ومن أبرز المظاهر الناجمة عن حت جليديات الأودية :
– الحلبات الجليدية :
هي التجاويف التي يحتها الجليد على السفوح المحمية من الشمس ، وتحيط بها جروف مرتفعة من ثلاث جوانب ، أما الجانب الرابع فهو مفتوح مع انحدار لطيف يسمح بانسياب وتحرك الجليد من خلاله نحو مصب الوادي الجليدي.
– القمم الهرمية :
هي بقايا حت الحلبات الجليدية على سفوح المنحدرات المحيطة بها ، وتأخذ هذه القمم أشكال شامخة ، تتصف متحدراتها بالوعورة.
– الأودية المعلقة :
هي عبارة عن الروافد الجانبية للأودية الجليدية التي لم تستطع تعميق مجاريها بالدرجة نفسها التي تعمقت بها المجاري الرئيسية للأودية الجليدية ، بسبب قلة الجليد فيها.
– أسباب تزايد المخاوف حول العالم للمخاطر الناجمة عن ذوبان الجليد :
حيث تشهد الأرض ارتفاع في درجة حرارتها، وهذا يعود إلى أسباب كثيرة منها :
الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى ذوبان كميات كبيرة من الجليد المغطي سطح الأرض ، وهذا الذوبان سيخلف نتائج خطيرة منها التغير في المناخ ، وارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات ، وغمر المياه الكثير من الموانئ في تلك المناطق مما سيعطل حركتها التجارية وسيؤثر بشكل كبير على كافة القطاعات الاقتصادية كما ستضرر أنواع كثيرة من النباتات الطبيعية والحيوانات.