يستخدم اختبار تفهم الموضوع كوسيلة هامة مفيدة في دراسة الشخصية، وكذلك كأداة تشخيصية في أعمال العيادات السيكولوجية والطب النفسي إن اختبار تفهّم الموضوع يتطلب من المفحوص أن يفكر وأن يصوغ أفكاره في استجاباته لصور الاختبار.
وبناء على ذلك، فإن كل حالة بسيكوباتية يمكن الكشف عنها من خلال تعبيراتها في عمليات التفكير، على نحو ما يعبّر عنها في أداء المفحوص وسلوكه فالمريض يعبّر عن مواقف وحالات عاطفية ودوافع متنوعة ومتعددة دون مراجعة هذه النواحي، ومن ثم يكشف عن كثير من أساليب تفكيره المميزة له أو أساليبه المرضية وفيما يلي نقدم صورة تشخيصية للحالات المرضية المختلفة:
1. الفصام: الأدلة التي تكشف عن حالات الفصام كثيرة ومتنوعة: فقد تظهر أحياناً في محتوى القصة، وأحياناً في استجابة المفحوص للصور أو في تعبيره اللفظي، في انهيار البنيان العقلاني أو الوجداني للقصة، وفي الأخطاء الإدراكية وفي انهيار الاتصال بين الأشخاص والأفكار.
أما بالنسبة لمحتوى القصة، فإنه يكون عادة غريباً وغير مقبول مثل الجنسية المثلية أو موضوعات الانزواء عن العالم، والمحتوى الهذائي، والأفكار التي تتصل بالموت والكوارث، وكذلك تفكك المعنى وعدم اتساق في الفكر.
أما التحريفات الإدراكية فتظهر في عدم تعرّف المفحوص على الجنس الظاهر في الصورة فقد تدرك المرأة على أنها رجل. وكذلك تكرار الألفاظ الغريبة والغامضة والمضطربة وهناك حالات من الفصام التي تعرف بالفصام البسيط، والفصام المبتدئ، وهي تتميز عادة بالاستجابة للقصص بأنها مختصرة وغير كاملة وينقصها شدة الانفعال وقد تحدث وقفات وتحريفات إدراكية.
2. البارانويا: تشير حالات البارانوية إلى موضوعات مليئة بالشك والريبة والحذر وإلى انتقادات أخلاقية، وتحريفات إدراكية تشير إلى أفكار هذائيه وتتضح الهذاءات البارنوية في حالات عدم التعرف أو الإنكار الزائد للجنس الموجود في الصورة ويشير عدم الاعتراف بالجنس وإنكاره إلى ميل شبقي كامن أو إلى حالة تقمّص أنثوي.
3. الوساوس والقهر: تتميز حالات الوساوس والقهر باهتمامات زائدة بالتفاصيل الدقيقة وغالباً ما يعجز المفحوص عن الاستقرار على قصة واحدة لصعوبة التنسيق بين تفاصيل الصورة، كما أن المفحوص وهو يحكي القصة يظهر اتجاهات نقدية وتهكمية نحو البطل، كما يظل هو نفسه بعيداً من الناحية الوجدانية، ويحاول اختزال كل تعبيراته عن الانفعالات والدوافع.
ويتميز الوسواسي بالتعليل العقلي الزائد، واحتمالات كثيرة جداً لتفسير الصورة والتي ترد إلى الشعور أو القلق أو الشك أما القهري فيتميز بكثرة الحشو والتفاصيل الزائدة في وصف الصورة، كما أن أسلوبه يكون غريباً وشاذاً.
4. الاكتئاب: يعبّر الاكتئاب عن نفسه في القصص بطرق متعددة، كما يختلف ظهوره بالقصص باختلاف عمق هذا الاكتئاب (ذهاني حاد أو عصابي) ويتكشف الاكتئاب عادة في صورة ضيق وتقييد شديد للنشاط الفكري الذهني وهذا ينعكس على إنتاجية المفحوص للموضوعات، مما يضطر الفاحص إلى الدفع المستمر للمفحوص وطرح الأسئلة عليه للحصول على أكبر قدر ممكن من الاستجابات.
ومعظم القصص التي تكون من النوع الاكتئابي هي قصص محزنة تنتهي عادة بنهاية حزينة وتعيسة وقد تحوي القصص على عناصر الحب والسعادة والأماني أما الاكتئاب الذهاني، فيتصف عادة باستجابات نمطية تتصل بالحب والأخلاق والخطيئة، وقد يظهر في القصص اهتمام بالغ بالشخصيات التي يحتمل إصابتها بمرض عقلي أو يكون لديها مخاوف مرضية.
وقد يظهر الاكتئاب في صورة اتهام للذات وإحساس قوي بالذنب والقلق واليأس، أو في صورة أفكار اكتئابيه خاصة بالانتحار، والوحدة، والهرم والجنون.
5. التقلب الوجداني: تتضح حالات التقلب الوجداني لدى المرضى الذين يستجيبون انفعالياً بشكل زائد للصورة وهذه المبالغة في الاستجابة قد تأخذ صورة التفسير أو النقد، أو الوصف المشبع بشحنة انفعالية أو التشكيل التعسفي لمحتوى القصة، أو زيادة الضغط على الجانب الانفعالي في القصة، أو الاضطرابات الانفعالية التي تصل أحياناً إلى درجة البكاء والمبالغة للجوانب الوجدانية.