إنّ العلاقة بين الدول النامية والدول الامبريالية علاقة متخلف زراعي ومتطور صناعي حيث تقوم الدول الإمبريالية بشراء المواد الأولية من الدول النامية والتي تعتبر دول مستعمرة من قبلها.
بأسعار زهيدة وذلك بسبب بورصتها المتحكمة في أسعار المواد الأولية ورفعها للجدران الجمركية أمام السلع الواردة إليها من البلدان النامية وخلق بدائل كثيرة من المواد الأولية في الدول الإمبريالية والاستغناء عن الاستيراد من البلدان النامية.
وبالتالي محاربة التصنيع في البلدان النامية بعدم استيراد منتجاتها ومنع وصول التكنولوجيا اللازمة لتنمية الصناعة فيها ومن ثم بيع الدول الإمبريالية لسلعهم الصناعية بأسعار خيالية.
وبسبب التكتلات الاقتصادية الاستعمارية والشركات المتعددة الجنسيات ذات الإمكانيات المالية والتكنولوجية العالية والتي هدفها تحقيق أقصى الأرباح على حساب أهداف وخطط التنمية في البلدان النامية حيث تسيطر على كافة الاستثمارات الأجنبية وعلى تكوين السعر الاحتكاري للحصول على أعلى الأرباح.
كما وتسيطر على نسبة كبيرة من الإنتاج الصناعي ومن تجارة البلدان النامية الخارجية من خلال سيطرتها على نصف صادرات المواد الخام وبورصات البضائع هذا وتجند الشركات المتعددة الجنسيات وبشكل دائم حلفاء جدد وتقوم بغسل الأدمغة للأوساط الاجتماعية عن طريق الإعلام.
كما وتقوم هذه الشركات بنقل التكنولوجيا من الدول الرأسمالية المتطورة إلى البلدان النامية ولا يكون ذلك بغاية التنمية وإنما تقوم بنقل التكنولوجيا المستهلكة للكثير من الطاقة ومن الأيدي العاملة والمواد الأولية إلى حيث توافرها وبأسعار رخيصة.
كما وتقوم بنقل التكنولوجيا المحتاجة إلى أسواق تصريف واسعة في بعض البلدان النامية بغية التهرب من الضريبة في البلدان الامبريالية وتشجيع ومساعدة القطاع الخاص المستغل في البلدان النامية وللبحث عن أعلى فائض للقيمة.
إنّ نشاط الشركات المتعددة الجنسيات وفروعها في الدول النامية يخلق الكثير من العراقيل أمام النمو الاقتصادي لهذه الدول وذلك بسبب حرمانها من ثمار تقدمها الاقتصادي حيث تعمد إلى إفقار الدول التي تعمل بها.
فعلى الرغم من أنّ الطبيعة لم تبخل على هذه البلاد بالثروات ولكن تبعيتها لهذه الشركات وحكومتها هي التي سببت فقرها حيث أنّ ثراء الشعوب الرأسمالية الاستعمارية كان بسبب نهبها مما لدى الشعوب الأخرى.
فالدول الإمبريالية تستخدم البلدان النامية كأسواق لتصريف فائض منتجاتها بأعلى الأسعار وشراء المواد الأولية بأرخص الأسعار كما وتستقطب أصحاب الخبرات العلمية والفنية وأفضل الاختصاصيين إلى بلادها على الرغم من الحاجة الملحة لوجودهم في بلدانهم.
وإنّ نفقات إعداد هذه الكوادر في البلدان النامية يزيد عن المساعدة التي تحصل عليها تلك البلدان في مجال التعليم هذا بالإضافة إلى الكنوز التي سرقها الاستعمار أثناء احتلاله للبلدان النامية ونقلها إلى متاحفه ومراكزه الثقافية دون أن يعيدها أو يدفع تعويضاً عنها
نتائج العلاقات التجارية النامية مع الدول الإمبريالية
- فرض نظام للمعايير ونسب للتطور من قبل الاقتصاد الرأسمالي العالمي على البلدان النامية تزيد من حدة التناقضات الداخلية في البلدان النامية.
- زيادة الأرصدة السلبية في موازيين المدفوعات للبلدان النامية وذلك بسبب انخفاض أسعار صادرات مواد الخام قياساً بأسعار المستوردات الصناعية وتزايد أسعار المنتجات الصناعية في الدول الرأسمالية والتضخم العالمي والتوسع الاستهلاكي الرأسمالي و اضطراب النظام النقدي الرأسمالي.
- تدهور التناسب التجاري بين البلدان النامية والدول الرأسمالية.
سلبيات العلاقات بين الدول الإمبريالية والنامية
تصدير الدول الإمبريالية أزماتها الاقتصادية الرأسمالية كالبطالة والتضخم وارتفاع الأسعار إلى الدول النامية ومحاربة اللغة الوطنية فيها ونشر اللغة الاستعمارية.
واستقطاب المصارف الإمبريالية ودائع البلدان النامية وامتناعها عن إخراج الودائع منها وتشجيع الأيديولوجيات الرجعية والقوى السياسية المعادية للحركات التقدمية.