تعتبر الذرة الصفراء واحدة من أهم محاصيل الحبوب في كثير من مناطق العالم نظراً للأهميّة الغذائية و الاقتصادية التي تتمتّع بها، حيث تأتي في المرتبة الثالثة بعد القمح و الأرز من حيث المساحة المزروعة والإنتاج حول العالم، هذا ناهيكَ عن كونها محصولاً تقليدياً يدخل في كثير من ثقافات الشعوب و عاداتها ، بل و في بعض المناطق من العالم و عند الجَني و الحصاد تُقام المهرجانات و الاحتفالات على نطاقٍ واسعٍ كتعبيرٍ عن الشكر لهذا المحصول العظيم بالغ الأهميّة.
تُزرَعُ الذرة الصفراء ضمنَ حقولٍ تمتدُّ على مساحاتٍ شاسعةٍ، كما يُمكن أن تُزرع كأسيجة أو كمصدّات للرياح و للغربان حول الحقول.
تنمو الذرة عالياً لارتفاعٍ قد يَصلُ إلى أكثرَ من مترين في صفوفٍ متوازيةٍ بحيثُ يُقابِلُ كل نباتٍ في الصف الأول النبات الآخر في الصف الثاني أو بشكلٍ متبادلٍ معه.
و تعتبر حبوب الذرة محصولاً جاذباً للطيور و للعصافير، فهي بمثابة غذاءٍ شهيٍّ يَصعُبُ عليها تجاهلهُ أو مقاومتهُ، لذلك يلجأ المزارعونَ عادةً لنصبِ دُمىً و هياكلَ ضمن الحقول تُسمّى “بالفزّاعات” لإيهامِ هذهِ الطيور بأنّها قد تتعرّض للخطر فيما إذا حاولت الاقتراب لإلتهامِ الحبوبِ، و إرغامها على الابتعادِ بعيداً.
استعمالات الذرة الصفراء:
تغذية الإنسان:
تُعد حبوب الذرة غذاءً لذيذاً عالي القيمة الغذائية نظراً لمحتواها المرتفع من البروتينات و الأحماض الأمينية و الفيتامينات و السكّريات و بالأخصّ سكر النشاء.
كما يمكن طحن هذه الحبوب على شكل دقيق يُستخدم في صناعة الخبز و الكثير من الفطائر و الحلويات الشهيّة، و يتعدّى دور هذا الدقيق إلى أنّ عدد من مربّي النحل يلجأون إليه في تحضير العجائن السكّرية لنحلهم بخلطهِ مع العسل و تقديمهِ للنحل خلال فصل الشتاء، كما يقومون بخلطه و هو بالشكل الجاف(دون إضافة الماء) مع العصفر و القرفة المطحونة كبديلٍ عن حبوب اللقاح (الطلع) في أشهر الجفاف ، حيث يندر وجودها نتيجة قلّة الإزهار و ارتفاع درجات الحرارة سريعاً في الصيف.
وقد تؤكل حبوبها اليابسة بعد طحنها و تُستخدم في صناعة الشوربة ، أو دون طحنها أو يمكن سلقها و إضافتها للعديد من السَلطات.
و أشهى من ذلك كلّه أن تُسلَق عرانيسها أو يتم شَيّها و تؤكَل دون فرطها إلى حبوب.
تغذية الحيوانات:
ازدياد الطلب على الغذاء و بالأخصّ المُنتجات الحيوانية ألزم الباحثين و المُختصّين في المجال الزراعي و الثروة الحيوانية على تطوير تقنيات إنتاج الأعلاف التي تعودُ بنفعٍ كبيرٍ على الحيوانات الزراعية و على إنتاجيّتها. ومع الدراسات التجارب المتكرّرة في هذا الجانب وُجِدَ أنّ حبوب الذرة يمكنُ استخدامها كعلفٍ مُركّزٍ للمواشي و الدواجن عالي القيمة الغذائية سيما في أنّ حبوب الذرة تحتوي على قدرٍ كبيرٍ من العناصر المغذّية الضرورية للنمو و للتسمين و لزيادة الكتلة اللحمية لهذه الحيوانات. تُستخدم حبوب الذرة لهذه الغاية عادةً إما كاملةً أو مجروشةً في تحضير العلائق و بالأخصّ في علائق التسمين لاحتوائها على نسبة عالية من النشويات و البروتينات و المواد الكربوهيدراتية الغنيّة بالطاقة.
كما تُقدّم النباتات بشكلها الأخضر كعلفٍ طازجٍ للماشية ، حيث تُستخدم في تحضير ما يسمّى بالسيلاج طيلة فترة الشتاء ، و تُتّبع مثل هذه الطريقة بالتغذية في الكثير من المزارع الضخمة في الدول المتقدّمة ، حيث أثبتت الذرة في هذه الحالة جدارتها و تفوّقها عن المحاصيل العلفية الأُخرى من حيث الغلّة المرتفعة ، و سرعة الإنتاج، ورغبة المواشي لها بالمقارنة مع أعلاف أُخرى.
الصناعة:
يستفاد منه في صناعة النشاء والكحول ، كما يُستخدم نشاء الذرة في صناعة الصمغ.
تدخل بقايا النبات أيضاً في صناعة البلاستيك و الورق.
كما تدخل الحبوب في صناعة شراب الذرة (الجعة)
أصناف الذرة الصفراء:
هناك الكثير من الأصناف منها: الصفراء، البلدية، شهباء..و غيرها الكثير.
في الحقيقة اجتهد علماء النبات و المراكز البحثية في استنباط أصناف جديدة ,وهناك دائماً أبحاث متزايدة و محاولات حثيثة تجري في هذا المجال بغرض استنباط أصناف ممتازة عالية الإنتاج، و أكثر مقامة للأمراض و الآفات الزراعية لما لهذا المحصول من أهمية كبيرة على الصعيدين الغذائي و الاقتصادي.