Maysoon Radwan
هو كل نشاط أو تصرف ذهني أو عقلي يصدر عن الإنسان سواء تم بطريقة شعورية أو لا شعورية.
العوامل التي تسهم في تحريك السلوك البشري
أهم هذه العوامل:
العوامل العامة الموجودة عند البشر كلهم
وهي الانفعالات المنعكسة التي تعبّر عن استجابات متماثلة لدى البشر تؤدي إلى سلوك لا إرادي عند البشر كلهم فمثلاً عندما يلامس جسمك الماء المغلي فإنك ستبتعد فوراً بحركة لا شعورية عن مصدر الحرارة وهذا سلوك عام عند البشر كلهم.
العوامل الفردية الخاصة بالفرد
وهي التي تسكن وجدان الإنسان وتخرج من أعماقه وتعبر عن مكنوناته وعن ما يختزنه في ذاكرته فلا يمكن لأي بشري صحيح جسمياً وعقلياً أن يقوم بأي نشاط أو تصرف إلا إذا كان وراءه دافع يحركه للوصول إلى هدفٍ معيّن سواء كان الدّافع واضحاً أو معروفاً أو كامناً في اللاشعور.
فالدافع الذي حرّك هذه السلوكيات موجود ولكن قد يجهله الإنسان نفسه لأنه يكون كامن في وجدانه ومختزن في اللاشعور ولكن يظهر ليحرّك السّلوك عندما يتعرض الإنسان لمثير معيّن.
والدّافع يتحرّك بتأثير وجود رغبة للإنسان تتحرك بسبب وجود حاجات غير مشبعة عند الإنسان يود إشباعها ويبدأ السلوك الإنساني بالتّحرك ليشبع الحاجات الملحّة أولاَ فعندما يشعر الإنسان بالجوع فإن سلوكه يتحرك وينشط ويبقى في حالة توتر وحركة حتى يشبع حاجاته وعندما يصل إلى هدفه تلغى حاجة الجوع لينتقل إلى إشباع حاجات أُخرى ملحّة.
العوامل العامة المحيطة بالفرد
يخضع السلوك الإنساني أيضاً إلى تأثير العوامل الاجتماعية والحضارية بسبب تواجده ضمن جماعات صغيرة ومجتمع كبير ينتمي إليه ويتأثر بثقافته وتسهم هذه العوامل في تشكيل السلوك البشري فالإنسان كائن اجتماعي بالفطرة لا يمكنه العيش بمفرده فهو قد فُطر على العلاقات الاجتماعية ولا يستطيع أن يعيش وحيداً مع إدراكه ودوافعه وشخصيّته واتجاهاته كما أنه لا يستطيع إشباع حاجاته بنفسه.
فالإنسان ينتمي إلى عدّة جماعات في الوقت نفسه كالأُسرة والصداقة وزملاء العمل والجوار وزملاء الدّراسة وغيرها وهي تسهم إسهاماً كبيراً في التأثير في سلوكه من خلال ضبطها لهذا السلوك وتوجيهه نحو تحقيق أهداف الجماعة لذلك فهو يتأثر بالجماعة ويتفاعل معها وهذا ما يساعده على تحديد أنماط سلوكه وتصرفاته بما يتفق مع أهداف الجماعة وعاداتها وتقاليدها.
طبيعة السّلوك الإنساني
يعد السّلوك الإنساني سلوكاَ معقّداً بل في غاية التعقيد مما يجعل كشفه والتنبؤ به أمراً في غاية الصعوبة لأسباب عديدة أهمها:
- الإنسان كتلة مشاعر وأحاسيس فهو إنسان يرى ويفكر ويقرر ويثور ويهدأ وهذا كلّه يجعل سلوكه في تغيير دائم يصعب معه كشف هذا السّلوك.
- يشمل السّلوك الإنساني رواسب ماضي الإنسان وما يحمله من تجارب مرَّ بها واستخلص منها نتائج شكّلت لديه خبرات تؤثر في سلوكه.
- يضم السّلوك الإنساني واقع الإنسان الذي يعيشه وظروفه الراهنة وأهدافه الحاليّة التي يسعى إلى تحقيقها والتي تؤثر في سلوكه وتغيّر منه.
- يدخل ضمن السّلوك الإنساني آمال الإنسان وأهدافه المستقبلية وطموحاته وتطلّعاته وتجعل سلوكه دائماً في تغيير مستمر وتلغي عنده صفة البساطة وتجعله سلوك معقد من الصّعب تفسيره وتوضيحه.
- يخضع السّلوك الإنساني إلى مجموعة من العوامل النّفسية السيكولوجيّة والاجتماعيّة والحضاريّة والتي هي في تغيير مستمر وتجعل أيضاً السّلوك الإنساني في تغيير مستمر وتضفي عليه صفة التقييد.
صفات السّلوك الإنساني
السّلوك الإنساني في تغيّر دائم نتيجة عدّة عوامل على سبيل المثال الخبرات والتجارب واكتساب المعلومات والنّمو البيولوجي وغير ذلك لكن الأمر الثابت في السّلوك الإنساني هو الإطار العام الّذي يتحرّك ضمنه السّلوك ويتغير ويتطور.
فمثلاً إنسان يتصف بالعصبية الشديدة فإنه يكبر وتبقى صفة العصبية عنده ولكن لا يمكننا أن نقول أن سلوكه لم يتبدل أو يتغيّر وإنما تغيّر ضمن إطار العصبية.
وغالباً الصفات والخصائص التي تحدد الإطار العام للسلوك الذي يبقى ثابتاً على مر الأيام والسنوات هي صفاتٌ موروثةٌ تولد معهُ وتبقى معهُ مدى الحياة.
