Yola Othman
تجري الحياة الاجتماعية في المجتمعات الإنسانية بأشكال متنوعة وتنظم نشاط المؤسسات الاجتماعية المختلفة ولكل مؤسسة اجتماعية أنظمتها وتركيبها وكل الأجهزة والدوائر الاجتماعية على الرغم من اختلافها من نواحي دستورية وقانونية فهي تقوم بوظائفها وتؤدي مهمات محددة في تنظيم هذا أو ذاك من القطاعات في حياة المجتمع حيث توجد إدارات حكومية وحزبية واقتصادية ومؤسسات اجتماعية أخرى.
ويتم ذلك في ظل نشاط المنظمات الحزبية والمجالس التعاونية والنقابات وأجهزة الدولة الأخرى وأجهزة المحاكم والقضاة والمراقبة الشعبية والاتحادات والجمعيات الثقافية بما تتحقق مصالح هذه المؤسسات وهذا يشكل في الأساس الحياة الاجتماعية والسياسية داخل المجتمع.
فكلمة بوليتك هي كلمة إغريقية وتعني فن قيادة الدولة وهذا يعد نشاطاً خلّاقاً في ظروف التطور والتحديث الجاري من أجل تحقيق المهمات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في حياة المجتمع.
وفي مجال العلاقات الاجتماعية تحسين العلاقات الإنسانية وتدعيم الوحدة الوطنية وتقريب القرية من المدينة في المجتمع والتقريب بين العمل العقلي والعضلي وتكاتف وتعزيز وحداته.
وفي مجال تربية الإنسان الجديد في المجتمع كتطوير الثقافة وتشكيل القناعات ورفع الأخلاقية العالية لدى الشعب وتمتين العلاقة الإنسانية بالعمل وإدخال نمط الحياة الحضاري المدني إلى كل بيت.
إنّ الصحافة هي إحدى المؤسسات الاجتماعية ويعدّ نشاطها اجتماعياً وسياسياً وعلى الرغم من تنوّع أعمالها كمؤسسة اجتماعية وكظاهرة خاصة فهي:
- تتدخل في كل العمليات الاجتماعية وفي شتى مجالات الحياة من الاقتصاد إلى الرياضة فالثقافة وحتى العلوم الطبيعية وعلوم البيئة فالبرنامج الإذاعية والتلفزيونية تقوم وفق نظام محدد مبرمج ويتطابق محتواها في تحليل الظواهر الاجتماعية في شتى أنواعها مع تحقيق كل المهمات الموضوعية التي تواجه المجتمع.
- تتحدد خصائص الصحافة كمؤسسة اجتماعية مع وسائل الإعلام الجماهيري الأخرى بأنّ بعضها مرتبط ببعضها الآخر بشكل منظم وترتبط كلها بهذه المؤسسات الحزبية والاجتماعية والحكومية وتكون على أغلب الأحيان ألسنة حالها.
وفي الواقع فإنّ كل جهاز صحفي يقف أمام مهمات سياسية واجتماعية وعنده القدرة على التأثير الكبير في الجمهور وبالتالي تشكيل وعيه وتوجيهه نحو الأفضل وإقناعه بالحقيقة الموضوعية والعلمية.
وفي أنظمة النشاط السياسي أدرك الباحثون بأن أهم ما يجب أن تقوم به الدولة إصدار صحف سياسية عامة وهكذا فقد خرجت إلى الحياة صحافة الأحزاب السياسية.
لقد درست نظريات الصحافة العلمية أثر الصحافة في حياة المجتمع السياسية وأكدت أهمية الصحافة بوصفها قطاعاً مهماً من قطاعات النشاط الاجتماعي والسياسي وفي عصر نضالها من أجل حريتها السياسية في إطارات المجتمع ومن أجل اكتساب السلطة وبناء المجتمع الحضاري تركز الصحافة الجماهيرية انتباهها على المسائل السياسية وتحاول أن تشرك الجماهير في الحركة السياسية وتعد أداة مهمة في يد الجماهير في نشاطها السياسي.
وتتم أهمية الصحافة السياسية بالنسبة للحركة الديمقراطية بقوة هائلة لاسيما عندما تكون محرومة من نشاطها السياسي العلني من قبل السلطات.
ومع تطور المجتمع الإنساني وتنامي قدرات الأحزاب التقدمية والديمقراطية يظهر أثر الصحافة ويتعزز في حياتها وقد وقع على الصحافة مهمة القيام بالأكثر العظيم في الحياة الاجتماعية والسياسية في المجتمع وفي تشكيل القيم والصفات الحسنة عند المواطن وعند التطرق إلى المواضيع السياسية.
إنّ الصحافة مؤسسة اجتماعية خاصة تقوم بتحقيق واجباتها فهي تعالج شتى أنواع الظواهر الاجتماعية والسياسية في المجتمع وتعمل على تكاتف المواطنين من أجل تحقيق الأهداف الاجتماعية والوطنية الكبرى وتربى الجماهير تربية إيديولوجية قيمية فكرية تضمن تنفيذ المهمات الماثلة أمام المجتمع وهذا يحدد الصفات الإعلامية لنشاطها الاجتماعي والسياسي.
