يُعد الضغط أحد أكثر الأنواع الخطرة على صحة الإنسان النفسية والاجتماعية والجسدية أيضاً ، وذلك نظراً لأنه يولّد حالة من التوتر العصبي الذي يجعل الجسم مستنفراً بشكل كامل لمواجهة ما يحيط به من ظروف ، أو ما شابه ذلك.
يولّد الضغط الزائد عن حده ، ولفترات طويلة ، في الغالب الضعف والوهن الجسدي والنفسي ، كما أن شدة الضغط النفسي على الشخص قد يقوده في كثير من الأحيان إلى مشاعر المليئة بالبؤس والكآبة وغياب البصيرة وعدم القدرة على التميز واتخاذ القرار المناسب ، فضلاً عن كل هذا هناك عدم القدرة على الاستمتاع في ملذات الحياة ، أي الشعور بنوع من الاكتئاب.
والمرأة في العالم المعاصر تتعرض للعديد من الضغوط الاجتماعية التي تعمل على زيادة حدة تعاملها مع مجريات الحياة الواقعية ، وقد تفقدها صبرها وتقتل ذكائها وتبتر أحلامها وطموحاتها وتجعل منها شخصاً غير راضٍ عن نفسه في كثير من الأحيان ، وتلك الضغوط كثيرة بالطبع ، وهذا في ظل تحملها لمسئوليات لم تكن المرأة في العصور السابقة قد تحملتها.
نرى في مجتمعنا فتاة في سن الزواج مثلاً تتلقى ضغوط اجتماعية تجعلها خائفة من شبح العنوسة وتوجيه الكثير من أنواع وأشكال الكلام اللفظي الناقد لها كونها لم تجد الشخص المناسب بعد ، وهذا الأمر من شأنه أن يعمل على قتل الفرح والأمل والتفاؤل في نفسها.
لكن من ناحية أخرى ، يعد الضغط شيئاً مفيداً جداً للإنسان من نواحٍ عدة ، وذلك كما ينظر إليه العديد من الاختصاصيين النفسيين ، إذ يعدونه دافعاً يدفع الإنسان إلى القيام بفعلٍ ما في الوقت المناسب ، أو المدة الزمنية المحددة. فعلى سبيل المثال: يُنجِز الطالب مهامه الدراسية قبل قدوم موعد الامتحان ، على الرغم من أنه لم يقم بأي فعل لإنجاز واجباته خلال السنة الدراسية ، وفي الحقيقة إن ما دفعه للقيام بهذا هو الضغط المتولد من اقتراب موعد الامتحان.
وكذلك الأمر في حالات ممارسة الرياضة أو تناول الأطعمة الصحية ، إذ إن من أخطر ما يتعرض له الإنسان في هذه الحالة ، هو عدم وجود مدة محددة يلتزم بتنفيذها في وقت محدد ، فيقوم بعملية التسويف..
إذاً للضغط فوائدٌ ومضارٌ في نفس الوقت ، حسب الموضوع الذي يتعرض الإنسان للضغط فيه ، والوقت الذي يحدث فيه هذا الضغط ، وتزامنه مع الضغوطات الحياتية الأخرى.
في العموم إن الأنثى كائن عاطفي بفطرته ، تميل إلى استخدام عاطفتها بشكل رئيس في حياتها اليومية ، بعكس الذكر ، الذي يميل إلى استخدام عقله أكثر ( وفي هذا الموضوع مفارقة كبيرة جداً وقد تحدث عنها الدكتور عماد شعيبي، في كتابه كيف تفكر الأنثى؟ ) وهو يشير في هذا الكتاب إلى عملية الفصل ما بين الأنثى والذكر ، وليس ما بين المرأة والرجل ، فهو يعد أن الأنثى موجودةٌ في كل من الرجل والمرأة ، وأن الذكر موجودٌ أيضاً في كل من المرأة والرجل ، وهو يقصد بذلك الهرمونات الأنثوية والذكرية والتي قد يغلب أحدها على الآخر في كثير من الأحيان وهذا ما يفسر وجود مرأة تتطبّع بطباع الرجال والعكس صحيح…
لذلك قد لا تتحمل “الأنثى” الكثير من الضغوط مثلما يتحملها الرجل ، لأنها من طبيعة مختلفة تماماً ، وقد يزيد الأمر سوءاً في حال كانت امرأة عاملة ولديها مسئوليات زوجية واجتماعية وغيرها..
على الرغم من أن العمل في كثير من الأحيان يؤدي إلى صقل شخصية المرأة أكثر فأكثر إلا أن هذا لا يعني أنها لا تعاني من ضغوط أكبر خلال ممارستها لحياتها.
وفي الحقيقة لا بد من فهم طبيعة الأنثى لمعرفة كيفية التعامل معها خاصة في ظل الضغوط الاجتماعية المستمرة التي تتعرض لها..