لقد توقع العلماء أنه بعد تمدد الكون لمدة تتجاوز 13 ألف مليون سنة لا بد أن يعود الكون لينكمش على نفسه وذلك بسبب قوة الجاذبية بين المادة وضدها، ولكن تفاجأ العلماء في عام 1998م باكتشاف علمي غير متوقع غيّر من نظرتهم للكون ألا وهو أن الكون يتسارع في تمدده.
تفسير ظاهرة تمدد الكون
لقد فسر العلماء هذه الظاهرة بقولهم أن هناك طاقة تسبب هذا التمدد المتسارع، وقد أطلقوا عليه اسم الطاقة المظلمة لأنهم لا يعرفون ماهيتها، ولا زالوا إلى الآن في حيرة من هذا المجهول وخاصة بعد أن تبين لهم أنه يشكّل أغلبية الكون.
مكونات الكون
لقد توصّل العلماء إلى معرفة مكونات الكون من خلال نتائج التلسكوب الفضائي EAMP الذي أطلق في عام 2001م، وتبين من خلال هذه الدراسات أنّ ما خفي من الكون عن الأعين هو أكبر بكثير مما يرى، وأنّ ما عرفه الإنسان في القرن الواحد والعشرين بعد كل الجهد المضني الذي قام به خلال تاريخه الطويل هو:
1. إنّ أقل من 5% من الكون هو مادة عادية.
2. إنّ 25% من الكون تشكل المادة المظلمة.
3. إنّ 70% تشكله الطاقة المظلمة المحيرة، وإن معرفتها هي أهم موضوع في أبحاث علم الفيزياء الفلكية والكون اليوم.
تجربة قياس سرعة النيوترونات
لقد قام فريق من علماء سيرن التابع للمنظمة الأوربية للبحث النووي بإطلاق شعاع من النيوترونات والتي هي جسيمات أولية بين مركزين للأبحاث تحت سطح الأرض أحدهما في سويسرا والآخر في إيطاليا، حيث تبلغ المسافة ببن المركزين ٧٣٢كم، وحين قام العلماء بقياس سرعة هذه النيوترونات بأجهزة قياس على درجة فائقة من الدقة تبين أنّها وصلت أسرع من الضوء.
تبلغ سرعة الضوء في الفراغ 3×108 متر في الثانية وهي السرعة التي يعتبرها العلماء الحد الأقصى للسرعة الضوئية حسب النظرية النسبية لآينشتاين، بينما تحركت النيوترونات أسرع من الضوء بـ 60 مليار من الثانية.
ولقد ذكر العالم انطونيو ايريد يتاتو الذي وضع تقريراً حول هذه التجربة أن العلماء تباحثوا لإيجاد تفسير لهذه الظاهرة أو العثور على خطأ تافه يؤخذ به فلم يعثروا على أي شيء.
وهذا ما صدم الفيزيائيين والباحثين في مركز سيرن، لأنّ ذلك معناه أنّ النظرية النسبية المرتبطة بجميع قوانين الفيزياء الحديثة التي بنيت عليها خاطئة.
لقد أثبت العلماء في نهاية عشرينيات القرن الماضي أنّ الكون في حالة تمدد واكتشف في نهايته أنّ معدل التمدد ليس ثابتاً ولكنه في تصاعد، ومن المعروف أنّ الأجسام في الكون تتجاذب حسب قانون نيوتن للجاذبية، وتطبيقه يدعو أن تتجمع كل الأجسام في نقطة واحدة من الكون، والسؤال هنا ما هو السبب الذي يدعو الأجزاء إلى التباعد؟
والمستغرب هو أنه كلما أخذ الكون بالتمدد انفصلت الأجسام بقوة تنافر أكبر، والمدهش حقاً أنّ الطاقة المظلمة التي تشكل 70% من مادة الكون لا يمكن رؤيتها، ولكن لها قدرة لدفع أجزاء الكون باتجاه معاكس للجاذبية الموجودة بين أجزائه، وتسوق المجرات لتبعدها عن بعضها البعض وهي لا تزال مجهولة.
وإنّ تطور الكون من بعد الانفجار العظيم حتى الآن له علاقة بكمية المادة العادية والمادة المظلمة والطاقة المظلمة كالآتي:
1. لو كانت المادة العادية والمادة المظلمة أكبر من الطاقة المظلمة لانكمش الكون على نفسه.
2. ولو تغلبت الطاقة المظلمة لتمدد الكون وتمزّق في الفضاء الواسع وهذا يدل على أنّ مستقبل الكون مرتبط بالعلاقة بين المادة والطاقة المظلمة مما يقتضي اكتشاف المادة والطاقة لمعرفة الكون وهذا ما تعمل عليه عدة مشاريع لدراسته واكتشافه وعليه علقت آمال كبيرة لاحتمال كونه ثورة علمية قد تغيّر نظرة العالم إلى الكون.