العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ

عُرف العصر الذهبي لمصر بالموهبة الاستثنائية التي تمتع بها عبد الحليم حافظ العندليب الأسمر وملك المشاعر والعواطف في الوطن العربي والذي وصف بأنه أكثر المطربين غير العاديين الذين شهدتهم مصر وحتى هذه اللحظة لا يزال الناس من جميع الأعمار يستمعون إلى روائعه.

نشأته وحياته

يعتبر عبد الحليم حافظ على نطاق واسع من أعظم المطربين العرب والأكثر تأثيراً في التاريخ ومن المعروف أن أغانيه الرومانسية والقومية التي تحمل علامة تجارية هي واحدة من أشهر المجموعات المسجلة في الموسيقى العربية.

وقد اعتبر عبد الحليم حافظ رمزاً ثقافياً ورمزاً وطنياً وهو أحد عظماء الموسيقى العربية والمصرية الأربعة وهم أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ.

ولد عبد الحليم حافظ في الحلوات بمحافظة الشرقية في مصرفي عام 1929 م وهو الطفل الرابع للشيخ علي اسماعيل شبانة بعد اسماعيل وعلياء ومحمد وقد ماتت والدته أثناء ولادته ثم توفي والده بعد خمس سنوات وقد عانى عبد الحليم حافظ من الفقر في طفولته حتى أنه قضى فترة من الوقت في الميتم.

 التحق حافظ بالمعهد العالي للموسيقى المسرحية ثم تخرج عازفاً على المزمار في عام 1948 وبدأ مسيرته المبكرة في الأداء في النوادي الليلية الصغيرة في القاهرة وكان يؤدي أغاني محمد عبد الوهاب.

الإنجازات المهنية والموسيقية

تم نبذ عبد الحليم حافظ في البداية بسبب أسلوبه الغنائي الرومانسي الخام في الدندنة ومع ذلك  فإنّ أغانيه الوطنية مثل (ابنك يناديك بطلاً)و(لا تهتم يا سيادة الرئيس) قد حظيت بشعبية كبيرة في وقت استقلال مصر بسبب موقفها القومي وحماستها حتى أنه أصبح صديقاً للرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر.

كان حافظ أيضاً ممثلاً ومنتج أفلام ومعلم موسيقى مشهور وقد قام بأكثر من ثلاثمئة تسجيل وقام أيضاً بتأليف الموسيقى وقد أسس شركة التسجيلات الخاصة به في عام 1961 باسم صوت الفن.

وقد اشتملت أعماله على 16 فيلماً روائياً  أولها أنشودة الحقيقة  وآخرها (أبي فوق الشجرة) كما قام ببطولة أول فيلم مصري سينمائي ملون (دليلة) بالإضافة إلى  تركه إرثاً لأكثر من مئتين وستين أغنية وقرب نهاية مسيرته أبرم عقوداً لخمسة أفلام لكنه لم يتمكن من أدائها بسبب وفاته عام 1977 عن عمر يناهز الثمانية والأربعين عاماً بعد أن كرس حياته لغناء الأغاني التي ستبقى في قلوب جمهوره إلى الأبد و كان من أشهر الفنانين في عصره.

من أهم أفلام عبد الحليم حافظ أبي فوق الشجرة والوسادة الخالية وشارع الحب ومعبودة الجماهير وفتى أحلامي ويوم من عمري وليالي الحب.

أما أشهر أغانيه والتي تميزت بكلمات معبرة وألحان رائعة فهي أول مرة تحب يا قلبي وأغنية أنا لك على طول وبتلوموني ليه وتوبة وحبك نار وعاشقة الورد والكثير من الروائع التي خلدها التاريخ والتي حفظتها الأجيال حتى هذه اللحظة.

توفي عبد الحليم حافظ في مستشفى كينجز كوليدج في لندن عاصمة إنجلترا أثناء تلقيه العلاج بسبب إصابته بالتهاب كبدي فيروسي وتليف في الكبد نتيجة مضاعفات البلهارسيا التي رافقته في سن مبكرة.

وقد انتحرت عدة فتيات مصريات كما انتحرت فتيات أخريات في أنحاء الوطن العربي بعد أن علمن بوفاة عبد الحليم ولم يتزوج عبد الحليم.

وغالباً ما كان يساهم بالمال والأشياء للفقراء في حياته وكان يسافر إلى دور الأيتام والمستشفيات للمساعدة والتطوع هناك وقد عرف بحبه للقطط وحصل على اسمه المسرحي من الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي كان يعمل مشرفاً على البرمجة الموسيقية في الإذاعة الوطنية المصرية.