تعتبر الغابة مساحة طبيعية من الأرض تتميز باحتوائها على كمٍّ هائلٍ من الأنواع النباتية و الحيوانية بحيث تتفاعل هذه الأنواع مع بعضها مكوّنةً ما يُعرف (بالنظام البيئي).
حيث يمكن تعريف النظام البيئي الغابي بأنّه:
– مجموعة المكوّنات الحيّة من نبات و حيوانات و أحياء دقيقة تتفاعل مع بعضها ، و مع العناصر و المواد غير الحيّة
( تربة, هواء, مياه….) ضمن حيز من الطبيعة (الغابة) ، و ما يتولّد عن هذا التفاعل و الارتباط من تبادل للمواد و الطاقة بين الأجزاء الحية و الأجزاء غير الحية, و بهذا يتشكّل لدينا هذا النظام البيئي الفريد و المعقّد.
الغابة:
يمكن تسمية الغابة بالحراج وهي الأجمة ذات الشجر المتكاثف و التي تُغيّب ما بداخلها , و هي مكانٌ ضيّق و موضعٌ كثيف الأشجار يصعب الوصول بسهولةٍ إليه أو المسير فيه لشدّة كثافته و تشابك أشجاره و نباتاته و وعورة مسالكه و طرقاته.
تعتبر الغابات الحراجية أنها مساحات كبيرة من الأراضي ، تكون فيها الأشجار هي المحصول الرئيس في قمّة المجموعة النباتية ، ولا تصلح لنجاح الأصناف الأخرى كالحشائش و المحاصيل الزراعية و البرية و المراعي و غيرها ، لأسباب متعلّقة بعوامل أرضية أو جوّية أو طبوغرافية.
و هي وحداتٌ و خاناتٌ بيولوجية تتكوّن في الطبيعة بشكلٍ طبيعيٍّ حتميٍّ ، نتيجة عوامل بيئية و مناخية مختلفة تتحكم في نشوئها و تكوينها ، كما و أنها مجتمعٌ نباتيٌّ و نظامٌ بيئيٌّ مكوّنٌ بصورةٍ أساسية من الأشجار و الشجيرات و النباتات العشبية و الطحالب و الفطور ، ترافقها الكثير من الكائنات الحية النباتية و الحيوانية.
أهميةالغابات:
وللغابات أهمية كبيرة في حياة الإنسان و احتياجاته, و تأثيرها الواسع على نشاطاته و أعماله, و أثرها البارز على استمرارية حياته كان لا بدّ من الاهتمام بها و تطويرها مما ينعكس إيجاباً على الإنسان.
و من هنا برزت أهمية دراسة الغابات في علمٍ خاصٍ يهدف إلى إدارة أراضي الغابات ، أو مجاميع الأشجار الخشبية بشكلٍ عقلانيٍّ و سليمٍ دون الاستنزاف لمواردها ، بحيث تضمن للجيل الحالي و الأجيال القادمة أقصى مردودية و فائدة بصورةٍ مستمرّة ، ومع مراعاة جميع الجوانب من حيث الفوائد و البيئة و التركيب و الاستثمار الأمثل و التطوير فيها لضمان وجودها و استمراريتها.
وهذا يستوجب دراسة توزّعها البيئي و الجغرافي و تصنيفها و تقسيمها في مجموعات بحسب درجة التشابه و القرابة ، مما يساعد في الوصول لطرق أفضل في تنميتها و معاملتها من أجل التحكّم بنموّها و إنتاجها خلال مراحل تطوّرها المختلفة ، لضمان توجيه العائد منها بصورة سليمة تحقق التنمية المستدامة للمجتمع ، ويتطلّب من المعنيين رسم و تحديد سياسة الغابات و تطوير و تعزيز وسائل حمايتها من التدهور و الاندحار بفعل الحرائق و الظروف البيئية و المناخية القاسية و الأمراض و الحشرات.
فوائد الغابات :
إن فوائد الغابات كثيرةٌ و لعلّ أهمها حفظ التربة من الانجراف لكون الغطاء النباتي الغابوي يشكّل أشبه بالمظلّة الورقية التي تقلل من حدّة سقوط الأمطار على الأرض و بالتالي يقل الجريان السطحي الذي يكون في حدوده الدنيا, كما أن تشابك جذور الأشجار و يحد من انجرافها, كما تسهم في تلطيف المناخ و تثبيت الرمال المتحرّكة مما يحد من زحف الصحراء باتجاه الأراضي الزراعية. و هي تعتبر الملاذ الآمن و المأوى المثالي و الطبيعي للحيوانات البرية.
هذا ولن ننسى الفوائد الاقتصادية لها من إنتاجٍ للأخشاب الصناعية التي تعتبر الأساس في صناعة الأثاث و أعمدة الكهرباء و المنازل و صناعة الورق و الفحم.
المشاتل الحراجية:
يعتبر علم المشاتل الحراجية فرع من فروع علم الحراج, وهو يُعنى بشكل مباشر في دراسة و تطوير أسس إنتاج الغراس الحراجية في مشاتل مؤقّتة تمهيداً لنقلها إلى مكانها الدائم من الأرض و إعداد الأرض للتشجير الحراجي الصناعي.
كما يعمل على تعويض الفاقد من الغابات القائمة نتيجة القطع و الاستثمار السيّئ أو نتيجة الحرائق و غيرها من الظروف القاهرة التي تهدد بزوال الغابات.