تتعدد أغلفة الأرض التي نعيش عليها ، وهذه الأغلفة جميعها ترتبط مع بعضها بشكل متوازن ، فما يؤثر على غلافها الجوي ، سوف يؤثر على غلافها الحيوي ، والصخري ، والمائي والعكس صحيح.
تشكل الأرض نظاماً متوازناً لا يحتوي على أي خلل ، ويتكون من مجموعة من الأغلفة ، ترتبط فيما بينها وتتفاعل بشكل معقد ، ويعمل هذا النظام باتزان ، وهذا ما يدفع العلماء للعمل على تفسير كل ما يتعلق بهذه الظاهرة.
وفي هذا المقال سوف نتحدث عن الغلاف الجوي ( الغازي ) والغلاف المائي ، بالتفصيل من حيث نشأتهم وأهميتهم للحياة.
في البداية إن العلاقة التي تربط بين هذه الأغلفة الأربعة علاقة متبادلة تعرف باسم النظام الأرضي.
اولاً- الغلاف الجوي :
حيث تتم كافة تحولات الطقس والمناخ ضمن الغلاف الجوي ( الغازي ) ، الذي يتميز بدوره الهام في قيام الحياة واستمرارها على سطح الأرض.
– الغلاف الغازي : هو الهواء المحيط بالكرة الأرضية ، ويتكون الغلاف الجوي من العديد من الغازات أهمها :
- النتروجين 87 %
- الأوكسجين 21 %
- غازات أخرى 1 % : أهمها ( ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء والأرغون والهيدروجين ).
ويعد من الأغلفة الهامة لاستمرار الحياة على سطح الأرض ، ليس من خلال منعه للأشعة الضارة فقط ، وإنما من خلال تنظيم وتوزيع الحرارة على سطح الأرض ، إذ يعد بمثابة ثوب الأرض ، يقيها من الحرارة والبرودة الشديدين ، ولو أن الأرض لم تكن محاطة بهذا الغلاف لتجاوز المدى الحراري اليومي مئتي درجة مئوية.
كما يساعد على حماية الأحياء على سطح الأرض من الإشعاعات الكونية الضارة ( الأشعة فوق البنفسجية – الأشعة تحت الحمراء – الأشعة المرئية ).
والغلاف الجوي وسط للانتقال تستخدمه الطيور والطائرات في انتقالها من مكان إلى آخر ، بالإضافة إلى أن الطائرات تستخدمه في اتصالها مع الأرض أثناء الطيران ، وكذلك تنتقل فيه الأصوات المختلفة ، ولولا وجود الهواء في الغلاف الجوي لساد الأرض هدوء مخيف.
ومن الصفات التي تميز الغلاف الجوي أو الغازي ، تنظيم انتشار وتوزع الضوء في طبقات الجو ، وعلى سطح الأرض والكائنات الحية من الشهب والنيازك والشظايا ، كونها تتعرض للاحتراق والتفتت عند دخولها الغلاف الجوي ، كما أنه يعطي السماء لونها الأزرق السماوي ، وينتج ذلك بفعل غاز الآزوت ، الذي تشتت ذراته اللون الأزرق من ألوان الطيف الشمسي في أشعة الشمس.
ثانياً- الغلاف المائي :
ويقصد به جميع المسطحات المائية على سطح الأرض ( محيطات ، بحار ، بحيرات ) ، والمياه الجارية ( الأنهار – الأودية السيلية ) ، بالإضافة إلى ما يوجد في القطبين من جليد.
وكوكب الأرض هو الكوكب الوحيد الذي يتميز بوجود مسطحات مائية على سطحه ، ويتمتع الماء بخواص فيزيائية وكيميائية متميزة ، ويتميز الماء بخاصية امتصاصه للحرارة ، حيث تخزن المحيطات كمياة كبيرة من حرارة الشمس أكثر من تلك التي يخزنها الغلاف الصخري ، كما يتمتع الماء بخاصية تمكنه من تحليل المواد الأخرى كالصخور ، وإذابتها بمساعدة الكربون.
تغطي المسطحات المائية ( بحار – بحيرات – مياه جارية ) أكثر من 71 % من سطح الكرة الأرضية ، وبشكل عام مساحته 361 مليون كم مربع من سطح الكرة الأرضية ، يشكل الماء المالح 96.5 % ، بينما يشكل الماء العذب (53.5 ) معظمه متجمد ( 2.8 % من الماء ) ، وهو غير متاح للاستخدام البشري.