الغيرة بشكل عام تعتبر انفعالاً ينشأ عن الشعور بالقلق والإحباط تنشأ الغيرة عند الطفل بسبب تكون مشاعر سلبية سببها نقص اهتمام والديه به أو إحساسه بعدم محبتهم له.
وذلك عند قدوم مولود جديد إلى العائلة أو إحساس الطفل بخيبة أمل عند عدم حصوله على رغبة ما أو شعور الطفل بالنقص الذي ينتج عند إخفاقه في الدراسة وتعتبر الغيرة عند الطفل مرتبطة بشكل كبير بالسلوك الاتكالي عنده.
متى تظهر الغيرة عند الطفل؟
تظهر الغيرة عند الطفل في عمر الثلاث إلى أربع سنوات ففي هذا العمر وبشكل خاص عند ولادة مولود جديد في العائلة يبدأ الطفل بالشعور بتناقص امتيازاته المادية والمعنوية وتحولها إلى هذا المولود الجديد.
وهنا يتوجب على الوالدين عدم تأجيج هذا الشعور ومعالجته بحكمة ومع تقدم الطفل بالعمر نراه يعبر عن الغيرة بشكل آخر ويصبح أكثر قدرة على إخفاء مظاهر الغيرة والتعبير عنها بمظاهر نفسية.
أشكال الغيرة ومظاهرها
للغيرة مظاهر وأشكال كثيرة منها:
المظاهر النفسية
تتجلى هذه المظاهر بمشاعر الحزن واليأس وبكاء الطفل الشديد والمستمر والمتكرر وظهور عادة مص الإصبع وظهور التبول اللاإرادي عند الطفل.
المظاهر الجسمية
وتترجم المظاهر الجسمية بالتمارض فنرى الطفل الغيور تارة يشكو من صداع وتارة يشعر بالتعب وأخرى يشكو من آلام غير محددة وكل ذلك هدفه جذب الانتباه إليه والاهتمام به.
الغضب
عند شعور الطفل بالغيرة يتملكه الغضب فيبدأ بالصياح أو التخريب أو العصيان أو إصدار السباب والشتائم أو الاعتداء جسدياً على إخوته.
الميل إلى الصمت
في بعض الأحيان تكون غيرة الطفل على شكل خجل وانطواء وسلبية وفقدان الشهية على الطعام.
الميل إلى التحايل
يميل الطفل الغيور إلى استخدام الحيل فقد يصطنع حباً زائفاً نحو الطرف الذي يغار منه وذلك بغية تغطية غيرته الدفينة وإخفائها عن الأنظار.
أسباب الغيرة عن الأطفال
- ولادة مولود جديد في العائلة تؤدي إلى شعور الطفل بنقصان حب واهتمام والديهما يدفعه إلى الغيرة من المولود الجديد.
- التمييز في المعاملة بين الأبناء والذي يؤدي إلى إلحاق الضرر والأذى بنمو الطفل.
- شعور الطفل بالنقص يؤدي إلى الغيرة وبشكل خاص إذا ترافق مع عدم القدرة على التغلب عليه.
- التقصير الدراسي يؤدي بالطفل الغيور إلى تأليف الشائعات والتهم وإلصاقها بأصدقائه الناجحين للتقليل من شأنهم.
- الغيرة عند الطفل الوحيد لوالديه والتي تجعله أنانياً ويعتبر كل شيء له ومعتاداً على الأخذ بدون عطاء.
علاج الغيرة وكيفية الوقاية منها
تقع مسؤولية وقاية الطفل من الغيرة على الوالدين في المرتبة الأولى وعلى المدرسين والمحيطين بالطفل في المرتبة الثانية. فيجب عليهم:
- القيام بتهيئة الطفل نفسياً لاستقبال مولود جديد في العائلة ومصارحته بأنه سيكون لديه أخ أو أخت وسيلعب معه ويتشاركان في كل شيء وذلك حتى لا يتفاجأ.
- المساواة في المعاملة بين الأبناء وعدم التمييز والمقارنة بينهم والذي من شأنه إثارة مشاعر الغيرة عند الطفل الأقل تميزاً.
- مراعاة الفروق بين الأطفال والتعامل مع كل طفل كشخصية مستقلة لها مميزاتها ومساعدة الطفل الغيور على التعبير عن غيرته إذا كانت في الحدود الطبيعية وينبغي على الأهل في حالة الغيرة الشديدة اللجوء إلى العلاج النفسي.
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه وإتاحة الفرصة أمامه لإقامة علاقات اجتماعية بناءة مع الآخرين.
- تنظيم عملية الإنجاب بحيث لا يكون الوقت طويلاً فيشعر الطفل بسحب الامتيازات المعتاد عليها منه ولا قصيراً تؤدي إلى شعوره بالغيرة.
- عدم المبالغة في رعاية الطفل المريض.
- عدم المبالغة في مدح الأطفال الآخرين أمام الطفل.
- عدم إبراز عيوب الطفل وأخطائه أمام الآخرين.
- إبعاد الطفل عن أجواء المنافسة الشديدة التي تؤدي إلى وقوعه بالفشل وتولد بالتالي شعور الغيرة.