MONA AHMAD
من الطبيعي جداً أن تظهر مشاعر الغيرة لدى أي طفل تجاه إخوته حتى لو كان يحبهم وهذا بسبب حاجة الأطفال الماسة للحب حيث يصعب على أي طفل أن يجد أحداً يأخذ مكانه ويحظى بالرعاية والاهتمام.
التعامل مع الغيرة عند الأطفال
وفي مثل هذه الحالات يجب التعامل بعناية فائقة مع الأطفال ومشاعرهم فالتعبير عن المشاعر وأخذ الدعم الكافي من الأهل يساعد في نمو الأطفال لذلك عندما يتكلم الطفل عن مشاعره يجب اتباع هذه الخطوات البسيطة:
1- الاعتراف بمشاعر الطفل وتقبلها وتوضيح ذلك له على أنها مشاعر طبيعية فأمرعادي جداً أن يشعر الأطفال بالغيرة.
2- القيام بالأمور التي تساعد في التخفيف من هذه المشكلة والتي تساعد الطفل على الهدوء والتخفيف من غضبه مثل العناق والابتسام في وجهه.
3- تعرف على مقدار الاهتمام الذي يقدم لكل طفل في عائلتك وهذا سيجعلك تخطط بطريقة أفضل لقضاء وقت معهم وتخصيص ما يلزم للجلوس معهم.
4- بيّن للطفل أنّ لكل منا وقت يحصل فيه على الكثير من الاهتمام واذكر له أوقات الاهتمام به وتحدّث عنها بإفاضة.
5- ابعث في قلب طفلك الطمأنينة بأنك ما زلت تحبه بنفس المقدار ولم تنقص محبتك له بل زادت أكثر مع الأيام.
6- أعط طفلك أدواراً ليمثلها ودعه يساعدك في كثير من الأمور فهذا سيجعله يشعر بأنه مهم في المحيط وأنّ الناس بحاجة إليه.
مما سبق نستنتج أنّ الغيرة لها جوهر تتمحور حوله وهو انعدام الأمن والشعور بالخوف والغضب بسبب المنافسة.
وهذا الجيل معاناته أكبر من الجيل السابق في هذا الموضوع فالغيرة تسبب له خسائر معنوية عاطفية وأغلب التنمر الالكتروني الشائع والسائد في هذه الفترات تعود أسبابه إلى الغيرة.
طرق تخطي الغيرة عند الأطفال
هناك طرق يمكن للوالدين اتباعها تساعد أطفالهم في تخطي الغيرة بسلام والتغلب عليها:
- مشاركة الأطفال مخاوفهم وذلك من خلال الانتباه على سلوكهم والابتعاد عن نقدهم وتجنّب توجيه الشتائم لهم لأنك بهذه التصرفات تبعد طفلك عنك وسيخفي بالتالي حقيقة مشاعره وسبب مخاوفه عنك.
- تركيز الضوء على مواطن القوة لدى الطفل ودعمه فيما يجيد من أعمال والثناء عليه دوماً.
- محاولة السيطرة على السلوك وليس على مشاعر الطفل.
- بناء تقدير الذات عند الطفل وخاصة في البيئات شديدة التنافس ويجب تقدير كل الأطفال والاحتفال بهم سواء كانوا مشاكسين أو مزعجين أو نشيطين أو انفعالين أو عاطفيين.
- مساعدة الأطفال في القضاء على الخوف وهنا يجب على الآباء القيام بمحادثات دائمة مع الأطفال حول علاقاتهم الاجتماعية مع المحيط سواء كانت هذه العلاقات عبر الانترنيت أو خارجه ويجب أيضاً على الآباء ملء أوقات الفراغ عند الأطفال ومحاولة إشغالهم بأنشطة يستمتعون بها.
- إعطاء الغيرة اسم مؤقت وفكاهي ولطيف ومساعدة الأطفال على فهمه وعلى معرفته وتوضيح هذا الشعور على أنه مؤقت وغير مريح وأنه سيمضي مع الوقت.
- إيجاد قدوة تخفف عن الطفل شعور الغيرة فالحقائق المحزنة أنه يوجد أسر سعيدة وأسر غير سعيدة أسر تملك المال بكثرة وأسر لا تملكه وهنا يأتي دور الأبوين في إعطاء مثال من المجتمع وبخاصة مجتمع المشاهير والنجوم ممن يعاني من نفس المشاكل والمشقة وهذا سيساعد الطفل كثيراً في تخطي العقبات والمضي قدماً إلى الأمام.
ما هي الظروف الاجتماعية التي تسبب الغيرة عند الأطفال؟
قد تحدث غيرة الأطفال بسبب عدة عوامل فإذا كان الطفل مثلاً مركز اهتمام أهله فقد يشعر بفقدان مكانته وميزاته عندما يأتي مولود جديد إلى العائلة ويشعر بالتهديد والانزعاج وذهاب الاهتمام والعناية إلى غيره.
وقد تلعب أيضاً الظروف المادية للأسر دور في الغيرة وقد يلاحظ الطفل أنّ أقرانه وأصدقاءه يعيشون في بيئة أفضل وحاجاتهم تلبى أكثر منه وينقصه الكثير عنهم وهذا بالتالي سيولّد الغيرة تجاه أصدقائه في المحيط الاجتماعي.
أحياناً يلعب تفضيل الأطفال دوراً كبيراً في ولادة الغيرة كأن يفضل الأبوين الذكور على الإناث أو العكس أو تفضيل الولد الأصغر أو تفضيل الولد الأكبر وهكذا.
وتظهر الغيرة في بعض الأحيان بسبب مقارنة الطفل بغيره من الأطفال الآخرين الذين يتفوقون عليه بالهدوء والالتزام أو بالتحصيل العلمي أو بالذكاء اعتقاداً منهم أنهم يدفعونه ويحفزونه ولكنهم في الواقع يتسببون في ظهور الغيرة لديه وهذا سيؤدي إلى نتائج سلبية ستدمر ثقة الطفل بنفسه.
