الفيروسات ليست خلايا وليست لها أي تراكيب خلوية ولا يوجد بها سيتوبلاسما أو غشاء خلوي أو نواة ولا تستطيع الحركة وتناول الغذاء أو النمو خارج خلية كائن آخر ولا يمكنها القيام بأي من العمليات الحيوية بمفردها وتظهر غير حية عندما تكون خارج الكائن الحي ومع ذلك فإنها تستطيع أن تتضاعف وتتكاثر بنفسها داخل الخلية الحية والفيروسات أنواع وأشكال عديدة متباينة يتركب كل منها من حمض نووي RNA و DNA وغلاف بروتيني يسمى غمد وهو الذي يعطي الفيروس شكله.
الفيروسات صغيرة جداً ولم يتمكن العلماء من رؤيتها إلا في العقد الرابع من القرن العشرين عندما اخترع المجهر الإلكتروني.
تصنيف الفيروسات
لأن الفيروسات لا تتوافق مع أفكار النظرية الخلوية لذا كان صعباً على العلماء تصنيفها ولأنها لا تتناسب مع أي من الممالك الخمس فلم يستطع العلماء أيضاً الوصول إلى اتفاق عما إذا كانت الفيروسات كائنات حية أو غير حية قد تصنف الفيروسات طبقاً للعائل أي الكائن المتطفل عليه الذي يغزوه الفيروس.
والعائل هو ذلك الكائن الذي يأوي كائناً آخر ويغذيه ،قد تسمى بعض الفيروسات الأخرى باسم المرض الذي تسببه مثل فيروس الشلل ويمكن تسميتها وفقاً للعالم الذي تعرف عليها أولاً أو المكان الذي تم التعرف عليها فيه تمد الخلايا الحية الفيروسات بالمواد اللازمة لعمل نسخ منها وتستخدم الفيروسات الجراثيم أو النباتات أو الحيوانات كعائل.
الفيروسات النشطة
يبدأ الفيروس النشط العمل في الحال بعد دخوله الخلية وتقوم المادة الوراثية للفيروس بتغيير الوظائف الطبيعية للخلية فتبدأ هذه الخلية بسرعة في إنتاج بروتينات الفيروس ومادته الوراثية حينئذ تتجمع هذه الأجزاء في فيروسات جديدة.
كيفية تكاثر الفيروسات النشطة
تدخل الفيروسات النشطة الخلايا وتبدأ بالتكاثر في الحال وتؤدي إلى الموت السريع للخلايا التي هاجمتها في حين تختفي فيروسات أخرى لفترة داخل خلايا العائل قبل أن تصبح نشطة.
ويتم ذلك وفق الخطوات التالية:
- يلتصق الفيروس بسطح الخلية الجرثومية.
- يحقن الفيروس مادته الوراثية في الخلية الجرثومية.
- تباشر المادة الوراثية للفيروس عملها وتبدأ الخلية في إنتاج بروتينات الفيروس ومادته الوراثية.
- تتجمع البروتينات والمادة الوراثية لتكون فيروسات جديدة تملأ الخلية الجرثومية.
- تنفجر الخلية الجرثومية وتطلق فيروسات جديدة ويمكن لهذه الفيروسات أن تهاجم خلايا أخرى جديدة.
الفيروسات والأمراض
عندما يغزو الفيروس خلايا الكائن فهذا يعني عادة إصابة الكائن العائل بالمرض بعض الإصابات الفيروسية لا تهدد الحياة كتلك المسببة لاحتقانات البرد في الإنسان في حين يكون بعضها مميتاً كالإيدز.
معظم الفيروسات تصيب نوعاً معيناً من الكائنات فيروس النباتات الذي يصيب نبات التبغ بالمرض لا يضر الإنسان ولا حتى الأنواع الأخرى من الشجر وكذلك فيروس الإيدز والذي يسمى بمرض نقص المناعة المكتسبة فإنه يصيب الإنسان فقط.
ولسوء الحظ فإن الإنسان عائل لعديد من أنواع الفيروسات المختلفة التي تهاجم الإنسان وتسبب له العديد من الأمراض.
ومن أهم الأمراض الفيروسية المعروفة التي تصيب الإنسان مرض الجدري والتهاب الكبد وشلل الأطفال وداء الكلب والانفلونزا والإيدز ولعل فايروس كورونا ومتحوراته أصبح حالياً الفيروس الأكثر شهرة وانتشاراً ومبعثاً للرعب والخوف بين البشر بعد أن تمكن هذا الفيروس المجهري في السنتين الماضيتين من إنهاء حياة عدد كبير من سكان العالم في مختلف أنحاء الأرض.
وقد شغل إيجاد لقاح فعال لهذا الفيروس العلماء والمختصين حتى تمكنوا من الوصول إلى لقاح يمكن أن يكون طوق النجاة للعالم من ذاك الفيروس اللعين الذي تسبب في وفاة الكثيرين وأحدث أزمة اقتصادية واجتماعية عالمية.