لماذا نحنا هنا؟ وما سر وجودنا ؟
هل الكون الذي نعيش فيه هو الكون الوحيد ؟
هل من الممكن أن يكون هناك أكوان أخرى موازية لكوننا ؟ وهل فيها مخلوقات ؟
أن تلألؤ النجوم ليلاً والانفجارات النجمية والشهب وغيرها من مشاهدات في سمائنا خلق في أعماق نفوس الكثيرين فضولاً عن معرفة خلق الموجودات.
ماذا يمكن أن يوجد غير ذلك ؟
في العقود الأخيرة بدأت فكرة إن كوننا ليس وحيداً وأن هناك أكوان أخرى ، وإن كوننا هذا كحبة عنب في عنقود والحبات الأخرى هي أكوان أخرى.
من أجل هذا جاهد الكثير من العلماء لوضع نظريات متعددة من أجل فهم صورة نشأة الكون أو تقريبها ، فظهرت العديد من النظريات والتساؤلات والتصورات حول نشأة الكون ، منها ما يقبل التصديق أكثر من غيرها لما لها من دلائل علمية صحيحة ، ومنها ما يزال قيد الدراسة إلى يومنا هذا.
من النظريات الأكثر قبولاً عند علماء الكونيّات :
نظرية الانفجار العظيم :
أكتشف هذه النظرية العالم البلجيكي جورج لوميتر.
تنص هذه النظرية على أن الكون نشأ قبل نحو 14 مليار سنة ، وكان في بدايته مجرد نقطة متناهية في الصغر ، ونتيجة الكثافة العالية أحدثت انفجاراً هائلاً أطلق حرارة وطاقة هائلة في كل الاتجاهات ، بعد ذلك بدا الكون يتبرد تدريجياً ، وتشكلت عناصر الكون على عدة مراحل.
حسب هذه النظرية فأن الكون في حالة تمدد مستمرّ ، وهذا يؤثر في توزع الأجسام في الكون.
والنتيجة في هذه النظرية تقول : إن للكون مصيرين محتملين الأول : أنه سيبقى في تمدد دائم للأبد.
الثاني : أنه سينهار في عملية انسحاق عظيمة.
ولكن خالف هذه النظرية العالم ألبرت أينشتاين وناقشها في
نظرية النسبية العامة
التي تنص أن الكون ثابت ومتماسك ، وأنا الجاذبية الموجودة فيه هي التي تجذب المواد معاً ، إلى أن تنهار المجرات فوق بعضها البعض.
ويضيف أينشتاين أن الكون مكون من مادتين :
الأولى وتسمى بالعادية موجودة بنسبة 5 %
والثانية معتمة بنسبة 25 % لا نعرف عنها شيئاً.
لم يتوقف تطور النظريات هنا بل قام العلماء بوضع فرضيات مجدداً حول نشأة الكون فكان منها :
– إذ كان كوننا فقاعةً صغيرة في الفضاء الواسع المليء بالفقاعات ، وكل فقاعة هي كون ، فقد يكون مختلفاً بخصائصه الفيزيائية والثوابت الموجودة في كوننا وقد يتشابه.
– وآخرون قالوا أن كوننا موجود في فضاء متعدد الأبعاد ، أربعة أبعاد يمكن ملاحظتها فقط :
– الطول
– العرض
– الارتفاع
– الزمان
وأن خصائص أخرى للفضاء مخفية في أبعاد أخرى ، وهذه الأبعاد تعمل حاجزاً يفصل كوننا عن اكوان أخرى متشابهة.
وهناك نظرية الفيزيائي الفلكي ( إدوين هابل ) :
حيث توصل إلى وجود مجرات أخرى في كوننا غير ثابتة وقد تبتعد عن بعضها بسرعة كبيرة وذلك بقياس بعد النجوم من خلال مراقبة إشعاعها الكهرومغناطيسي ، وهذا ما يثبت صحة نظرية أينشتاين ولوميتر معاً.
أي أن الكون ثابت إلى ما لا نهاية ولكنه متمدد باستمرار.
وإذا كان الكون متمدد إلى ما لانهاية فهذا يعني أن لهُ بداية.
وهذه النظريات جميعها شغلت العالم لقرون ، حيث بقي الكون سراً جاهد العلماء لاكتشافه منذ القدم إلى الأن.
ومازال علماء الفلك يرسلون بعثات فضائية ، ويقومون بحسابات معقدة لقياس حجم الكون ، من خلال استخدام التلسكوبات المتطورة لرسم صورة أوضح لبدايته ، ويتم بالاعتماد على رصد الإشعاع الخلفية الكونية الميكروي الذي يحتوي على وهج الضوء والإشعاع المتبقي من الانفجار العظيم.
فهل الكون سوف يبقى في توسع للأبد أم أنه سيتوقف بشكل تام وينكمش إلى أن ينهار.