انفردت أسمهان بصوت لم يضاهيه صوت آخر وقد امتد عمرها الفني قرابة اثنتا عشر عاماً كانت كافية لإبراز موهبتها وتركها بصمة مميزة في عالم الفن وقد تركت أسمهان للأجيال الحالية أغنيات تعد مدرسة بحق في فن الغناء بالرغم من قلتها نسبياً وقصر الفترة التي أنتجت خلالها إلا أنها احتلت حيزاً كبيراً ومهماً في ساحة الغناء العربي ومازالت حتى يومنا هذا تتبوأ مكانة مرموقة لدى المستمعين.
الفنانة التي ولدت في الماء وماتت في الماء هذا ما اشتهرت به أسمهان ولم يعثر حتى الآن في طيات الكتب والدراسات على تاريخ حقيقي لولادتها.
أسمهان هو الاسم الفني الذي أطلقه عليها الملحن الكبير الراحل داود حسني تيمنا بفتاة جميلة تبناها وماتت قبل أن تبدأ مسيرتها الفنية.
كما ذكرنا سابقاً ولدت أسمهان في البحر وهي ابنة فهد الأطرش والذي سماها آمال وقد كان لها أسماء عديدة مثل أمل وبحرية وإيميلي كما كان يناديها زوجها وراهبات المدرسة الانجليزية التي درست فيها.
عائلة أسمهان
نشأت أسمهان في عائلة تهوى الموسيقا والغناء وقد بدأت مواهب أخوها فريد الأطرش تظهر بعد انتقال العائلة من سورية إلى مصر حيث بدأ الغناء صغيراً في المدرسة وفي بعض الحفلات المحدودة وفيما بعد لفت نظر الإذاعات حتى وصل آنذاك إلى إذاعة القاهرة واحترف الغناء وقد كانت آمال تشارك شقيقها فريد حبه للغناء والموسيقا وتحلم بدخول عالم الفن الساحر ويقال أن والدتها كانت تمتلك صوتاً جميلاً وتحيي الحفلات لدى الأصدقاء والمقربين وكانت قد سجلت أغنيتين وعندما لمست موهبة لدى ابنتها لم تتردد في تنمية تلك الموهبة وتعليمها على يد أشهر الملحنين أمثال داود حسني ومحمد القصبجي وكانت أسمهان آنذاك في الخامسة عشرة من العمر.
أسمهان رمز الأنوثة
تميزت أسمهان بعينين خضراوين تغلفهما مسحة من الحزن والسحر لا تقاوم وكانت رمزاً للأنوثة الآسرة تأخذ بعقول عشاقها.
امتدت مساحة صوت أسمهان ما يوازي خمسة عشر درجة على السلم الموسيقي ولكن لم يكن هذا ما يميز صوتها فقد كانت تمتلك ميزة الأداء الغربي والقدرة على دمج أسلوب الغناء الأوبرالي كالسوبرانو وأسلوب الغناء الشرقي.
من أهم أغانيها ليالي الأنس التي لحنها أخوها فريد الأطرش وكما غنت يا طيور و أين الليالي و كنت الأماني وغيرها لمحمد القصبجي.
الحب في حياة أسمهان
كانت أسمهان مثار إعجاب الكثيرين وخاصة رجال الدولة المصرية وعلى رأسهم الملك فاروق الذي حاول استمالتها مراراً إلا أنها ابتعدت عنه احتراماً له كملك فيما كان رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا الأكثر حظوة لديها وكان مراد محسن باشا مولعاً بها وكان يتردد إليها إلا أنه قطع علاقته بها بعد اكتشاف علاقتها مع حسنين باشا.
بعد طلاقها من الأمير حسن الأطرش تزوجت من أحمد بدرخان بعده كان زواجها الأخير من أحمد سالم الذي لم يدم سوى بضعة شهور وانتهى بما يسمى مأساة أحمد سالم وأسمهان إذ أنه حاول الانتحار مرتين ثم أطلق النار على أسمهان ولم يصبها وأطلق على نفسه النار وحكم عليه بالسجن بعد شفائه.
نهاية أسمهان
بعد أخذها إجازة من تصوير فيلم غرام وانتقام سافرت إلى منطقة رأس البر مع صديقتها ماري قلادة واعترض السيارة مطب على الطريق بين لطخا والمنصورة فانحرفت بسرعة وفقد السائق سيطرته على السيارة وسقطت إلى يمين الطريق في الترعة بعمق ثلاث أمتار وغمرت المياه السيارة قبل أن يتمكن أحد من إنقاذها وانتهت حياة أسمهان التي عاشت حياة قصيرة وماتت غرقاً كما تنبأ أحد المنجمين.