تصنع هذه الملابس من جلود الحيوان الذي لديه فرو وهو من أجمل وأقدم أشكال الأزياء وأكثرها فخامة وإحساساً بالثراء والغنى فهو جميل جداً ويعطي شعوراً بالدفء ولكن بعض الناس لا يحبونه ويرفضون ارتداؤه بسبب معتقدات شخصية تتعلق بحماية الحيوانات.
ويستخدم الفراء في صناعة المعاطف أو الشالات أو الفساتين ويؤخذ من حيوانات مختلفة كالنمر الأصفر والأسود والثعالب الملونة سواء الحمراء منها أو الفضية أو المخططة وكانت تستخدم بدائل أرخص من جلود وفراء الذئاب أو الضأن وكان يستخدم قديماً الفراء في صناعة القبعات المتنوعة.
وبشكل عام يتم أخذ الفراء من الحيوانات وهناك قائمة كبيرة بأنواع الفراء المأخوذة من أشكال مختلفة ومتنوعة من الحيوانات التي لا يمكن حصرها فهناك فراء الدببة والنمور والفهود والكلاب والذئاب والقطط والأرانب والسناجب وغيرها الكثير وبعض أنواع هذه الفراء ذات قيمة عالية وأغلى من بعضها الآخر وهناك ألوان متنوعة ومختلفة من الفراء.
كيف نصنع الملابس من الفراء؟
تتضمن صناعة ملابس الفراء أخذ جلود الحيوانات مع فروها أو شعرها حسب نوع الحيوان ثم تعالج هذه الفراء ببعض المواد الكيميائية كالأحماض ونشارة الخشب والأصباغ والأحبار لتلوين الفراء إذا لزم الأمر والمبيضات ولكن بشكل قليل.
ولوحظ أن العمال الذين يعملون بالفراء تتعب عندهم الرئة ويقل عملها وتقل وظائفها وهذا الخطر يتناسب مع الوقت الذي يقضيه العامل في هذا العمل.
أما بالنسبة لصوف الحيوانات فإنه يقص عن جسم الحيوان وهو حي وتعاد زراعته من جديد أما جلود الأغنام تقطع مع الاحتفاظ بصوفها.
الحملات ضد الفراء
انتشرت في عصر التسعين والثمانين حملات توعية واسعة ومكثفة لمكافحة الفراء وشارك في هذه الحملات عديد من نجوم الفن المعروفين والمشهورين والداعمين لحقوق الحيوان فالبعض رآها قاسية ومؤذية ولا داعي لها.
حيث يعتبر هؤلاء الناس الذين يدافعون عن الحيوانات وحقوقها أن قتل الحيوانات واصطيادها وحبسها يشكل معاناة لها ويسبب موتها وتعذيبها كما رفضت هذه الفئة أيضاً الملابس المصنوعة من جلود الحيوانات واعتبرته أيضاً مؤذي وغير ضروري ورفضت الأحذية والحقائب والإكسسوار الجلدي وقد وصل بعض النشطاء إلى إيقاف بعض عروض الأزياء وتعطيلها لمجرد وجود فراء أو جلود فيها.
وبعض الناس المناهضين للفراء يرفضون حتى فكرة الفراء الصناعي ولا يتقبلونه ولا يقبلون بأي بدائل للفراء لأنه بنظرهم يسلط الضوء على الحيوانات ومعاناتها ومع تطور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح من الصعب جداً تجاهل هؤلاء الناس وعدم الاهتمام برأيهم أو تهميش احتجاجاتهم.
كما أصبح من الصعب على أصحاب العلامات التجارية تجاهل نشاط المناهضين للفراء وأصبحت تتعرض لضغوط كبيرة بسبب الرد على مواقع التواصل الاجتماعي وتحاول أن تبتعد وتتجنب أي مناقشة أو جدل في هذا الأمر.
وقد لوحظ أن حملات المناهضة تكون مليئة بالغضب وبشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالقطط والكلاب حيث أن هذه الحيوانات تعتبر من الحيوانات المنزلية الأليفة والشعبية لذلك أصبح المنتجون يهتمون بطريقة الحصول على الفراء من أجل تجنب مشاكل الشراء.
ومن هنا نجد أن اختلاف الآراء في هذا الموضوع أمر واقع فالبعض يحب أن يلبس الفراء الطبيعي المصنوع من جلود الحيوانات ويتفاخر بأنه يرتديه ويتغنى به وبسعره الفاحش والباهظ الثمن.
والبعض الآخر يأخذ موقفاً سلبياً من هذا الأمر ويرفض رفضاً قاطعاً الفراء ويحارب من أجل إلغاء هذه الموضة وحماية حقوق الحيوانات ومنع استخدام فرائها واستغلاله من أجل صناعة الملابس والحقائب والأحذية فهؤلاء يناهضون الفراء وبدائله الصناعية ويستخدمون التكنولوجيا والحداثة في محاربة المنتجين والمصنعين لهذه الملابس وجمع التأييد والدعم من الرأي العام.