ولد موهنداس كراما شاند غاندي في الثاني من أكتوبر من عام ١٨٦٩ في بلدة بندر في مقاطعة كاثياوار وكان هذا المولود هو الابن الرابع لرئيس حكومة راجكوت من زوجته الرابعة بوتيباي فقد سبقه إلى الدنيا شقيقة واحدة وشقيقان.
طفولة غاندي
أمضى غاندي سبع سنوات من طفولته في مسقط رأسه ثم انتقل إلى مدينة راجكوت حيث التحق بالمدرسة الابتدائية بها وكان لأمه تأثير كبير فيه حيث أنها كانت شديدة التدين وذات شخصية قوية فتعلم منها التسامح والحب لبني الإنسان على اختلاف مللهم ومذاهبهم ومنها تعلم الزهد في مظاهر الحياة والميل إلى الصيام وعدم أكل اللحوم وعدم ارتكاب المنكرات.
مرحلة الشباب والسفر
تزوج غاندي على عادة الأسر الهندية في ذلك الوقت وهو تزويج الأطفال حيث تزوج قبل أن يتم عامه الثالث عشر والزواج عند الهندوس لم يكن بالأمر الهين بل كان كثيراً ما يجلب الخراب للآباء وينتهي بهم إلى الإفلاس نتيجة كثرة النفقات ولهذا قررت أسرة غاندي تزويجه هو وشقيقه لاكسميداس الذي يكبره بعامين وابن عم لهما في الوقت ذاته وتم زواج غاندي من كاستورباي التي تناهزه عمراً وتم خطبتها إلى غاندي عندما كانا في السابعة من العمر.
كان غاندي يحب زوجته ويغار عليها ويعد حركاتها ويراقب سكناتها ولا يسمح لها بالخروج دون إذنه وكان ذلك مثار نزاع مرير بينهما وكانت زوجة غاندي ذات بساطة فطرية قضى معها خمس سنوات ولم يقض معها كزوج سوى عامين فقط إذ إن عادة زواج الأطفال كان يصاحبها أيضا عادة أن أهل الزوجة يأخذونها لتعيش بينهم كلما حلا لهم ذلك.
أنهى غاندي دراسته الثانوية عام ١٩٨٨ والتحق بكلية سامالداس حيث قضى بها فصلاً دراسياً واحداً ووجد أن الدراسة صعبة ولا يستطيع مجاراة الأساتذة وعاد إلى بلدته يجر أذيال الفشل والخيبة حيث نصحه أحد أصدقائه بالسفر إلى انجلترا لدراسة القانون وتحمس الشاب للفكرة بينما عارضت أمه مخافة أن يضل الطريق السوي فهي تعلم عن الانجليز أكل اللحوم ومعاقرتهم الخمر بينما ثار عليه أهل طائفته ثورة عامة وعقدوا اجتماعاً أقروا فيه تخريم سفره لكن غاندي وعائلته ضربوا قرارهم بعرض الحائط وسافر غاندي إلى انجلترا.
برّ غاندي بقسمه المقدس أمام والدته وهو ألا يمس الخمر ولا يقرب النساء ولا يأكل اللحم وأخضع حياته لنظام تقشف صارم واستطاع بمثابرته أن يدرس اللاتينية ثم درس القانون وأصبح محامياً بعد ثلاث سنوات من الدراسة وانضم لجماعة النباتيين في لندن وعاد غاندي إلى مسقط رأسه بعد أن فشل في أن يكون محاميا بسبب خجله واستطاع بجهده أن يشق طريقه إلى المحاماة عن طريق كتابة المذكرات القانونية ومضت الأيام وعرض على غاندي السفر إلى جنوب إفريقيا للعمل ومن هنا بدأت رحلته.
أفكاره ونهاية حياته
بعد عودته إلى الهند شكل غاندي مجموعة من ٢٥ فرداً أقسموا على أن يقفوا إلى جانب الحق مع عدم استخدام العنف سبيلاً وممارسة ضبط النفس والعمل على إنهاء حركة المنبوذين وارتداء الملابس المنسوجة باليد فقط وبدأ غاندي الجهاد لتحرير بلاده وأطلق عليه لقب الروح السامية وقدم للمحاكمة بتهمة التحريض على الثورة وهو في عمر الثالثة والخمسين وحكم عليه بالسجن ست سنوات وأفرج عنه بعد عامين لسبب طبي ثم اعتقل مرات عدة حتى بلغ ال٧٣ من عمره وبعدها انتقل إلى ولاية بيهار وبينما كان غاندي يسير حافي القدمين للصلاة بين أنصاره أطلق شاب هندوسي ثلاث رصاصات عليه أودت بحياته وانتهت سيرة رجل عظيم من سجل الأحياء لتدخل سجل الخالدين.