نشأت الحرف الريفية والمنزلية في الأرياف بغية تحقيق مبدأ الاكتفاء الذاتي حيث كانت ولازالت الأرياف موطناً للعديد من الحرف المحلية التي تمارس في المنزل أو في مواقع عمل بسيطة.
ونجد أن هذه الحرف تكون يدوية في أغلبها ولقد تطورت هذه المهن فشكلت فائضاً عن حاجة هذه الأسر مما أدى إلى لجوء هذه الأسر إلى بيعه في السوق المحلية حيث كانت منتجاتهم تتصف بالجودة والإتقان.
لكن بعض هذه المهن تعرضت إلى الضعف والتهميش وأخرى انقرضت وذلك بسبب ظهور الصناعات الحديثة حيث أسهمت الآلة في تخفيض عدد العاملين وتسريع الإنتاج بكميات كبيرة.
أهم المهن اليدوية
النجارة التقليدية
ويطلق عليها أيضاً اسم النجارة العربية وتتضمن إنتاج وتصنيع بعض المستلزمات المنزلية كصناعة أدوات الحقل من فؤوس ورفوش ومحاريث قديمة.
بالإضافة إلى المكاييل المعتمدة في الريف كالمدّ والثُّمنيّة وسواهما وصناعة النوارج المستخدمة في فصل القمح عن القش وصناعة الكراسي الخشبية والطاولات والأبواب والخزن.
الصناعات الغذائية
في إطار مبدأ الاكتفاء الأسري الذاتي وفي ضوء توافر المواد الأولية وحرص الأسر الريفية على توفير وتأمين مؤونتهم الموسمية تتنوع المنتوجات الغذائية فمن صناعة الأجبان والسمن والزبدة من الحليب إلى صناعة المخبوزات من القمح وتصنيع الزبيب والدبس والخمور من العنب بالإضافة إلى صناعة مختلف أنواع المربيات كمربى المشمش والتين والتفاح.
الصناعات النسيجية
تلجأ الأسر الريفية إلى حياكة حاجتها من الملابس كالعباءات الصوفية السميكة وملابس الأطفال والطواقي والقفازات الصوفية.
كما تتخذ بعض الأسر من صناعة السجاد اليدوي والبسط مصدر دخل لها ويجري استخدام الصوف أو شعر الماعز كمواد أولية وتقوم الأسر بغسل هذه المواد وصباغتها وغزلتها وحياكتها على النول التقليدي المصنوع من الخشب القاسي وهذه المنتجات تلقى رواجاً كبيراً.
كما نجد في الأرياف صناعة خيوط الحرير فتقوم الأسر بتربية دود القز الذي يتغذى على ورق شجر التوت ويقوم بإفراز خيوطه الحريرية على شجر الشيح ومن هذه الخيوط تصنع أفخر وأغلى الأقمشة كالأغباني وغيره.
صناعة البناء
بالرغم من انتشار النمط المعماري الحديث الذي يستخدم فيه الاسمنت المسلح لا زالت بعض الأرياف متمسكة بالنمط المعماري التقليدي الذي باعتقادهم يوفر ظروفاً صحية وأجواء طبيعية في مختلف ظروف المناخ فضلاً عن جودته وبساطته.
فنجد بعض الأسر بتقطيع الحجارة من المقالع وتقسيمها إلى مكعبات أو متوازي مستطيلات ونحتها وصقلها وبناء جدران المنازل منها.
وفي الأرياف التي تفتقر أرضها للحجارة نجد بعض الأسر تبني منازلها من الطوب المصنوع من الطين الممزوج بالقش والمصبوب في قوالب على شكل متوازيات مستطيلات لتأخذ شكل اللبنات ثم تجفف لتصبح متماسكة وقاسية أما الأخشاب فتستخدم في تدعيم الجدران وبناء الأسقف.
الحدادة التقليدية
وتسمى أيضاً الحدادة العربية تستخدم فيها أدوات قديمة لتحمية الحديد كالكور والمطارق والسندان وملاقط الحديد وتعتبر هذه الصناعة مكملة للنجارة التقليدية.
وتنتج الأسر التي تشتغل بالحدادة سلعاً كالرؤوس الحديدية لأدوات العمل الزراعي وتنتج بعض التجهيزات المنزلية كالأبواب والنوافذ الحديدية والشرفات وأدراج الحديد.
صناعة الفخار
وهي إحدى الصناعات القديمة جداً والتي يستخدم فيها الطين المطوّع باليد فقط والذي يوضع في النار ليصبح أكثر صلابة وقوة وتصنع منه الأواني الفخارية والخزفية وجرار المياه وبعض التماثيل.
صناعة أطباق القش
وهي حرفة من التراث العتيق حافظت على أصالتها عبر مر العصور تصنع أطباق القش من سوق القمح المقصوقة والملونة وسوق الشعير وقش القصب ويدوّر الطبق ليعطي شكلاً جميلاً كما تصنع كل أشكال السلال التي تستخدم في مختلف الاحتياجات المنزلية كأدوات حفظ الطعام ونقله.