يغدو الطفل جاهزا للولادة بين الاسبوع الخامس والثلاثين والأسبوع الثالث والأربعين من الحمل ومتوسط الزمن اللازم لاكتمال نمو الجنين هو أربعون أسبوعا.
ظاهرة الولادة
تنجم عملية الولادة عن عدد من العوامل المختلفة التي تشمل إشارات الهرمون التي يطلقها الجنين وإشارات الضغط التي تطلقها الاغشية المغلفة للجنين ،وآلية الإثارة التي يطلقها الجنين المكتمل النمو، وتولد تلك العوامل تقلصات رحمية قد لا تلاحظ دوما وتبدأ بالظهور قبيل أسبوعين من الولادة إلا أن التقلصات الرحمية تقوى ويزداد تكرارها وتغدو أوضح باقتراب موعد الولادة
يتراوح الزمن الفاصل بين بداية آلام الوضع والولادة بين 7 – 10 ساعات ويزداد تواتره في المراحل الأخيرة فيدفع الطفل لوضع جديد بتأثير تلك الانقباضات بحيث يكون رأسه للخارج ويبدأ الحوض آنذاك بالاتساع بتأثير الضغوط الآلية ويستمر في اتساعه بتأثير ضغط رأس الطفل الذي يكون طريا عند الولادة.
وغالبا مايحدث ان تتقطع المشيمة ويخرج السائل الرحمي بعد بدء آلام الوضع ويعمل السائل الرحمي على تسهيل انزلاق الطفل ويسهل عملية الولادة
وان كانت معظم الامهات الجدد لم تمر بمراحل الولادة هذه ولم تشعر بها اطلاقا وذلك بسبب انتشار الولادة القيصرية التي تحدد بموعد يقرره الاهل والطبيب ودون انتظار الطبيعة لتدلهم على الموعد الحقيقي للولادة ، ربما كانت الولادة القيصيرية اسهل واسرع ولكنها تبقى تعد صارخ على الطبيعة ، وان كانت حاجة وضرورة في بعض الحالات لتجاوز مخاطر كبيرة قد تهدد حياة الام والطفل.
العناية بالمولود الجديد
ينصح لتأمين سلامة المولود اتباع عدد من الاجراءات بعد الولادة مباشرة
فينظف اولا فم المولود وانفه من المادة المخاطية ، ثم يقلب رأسا على عقب للتخلص من أي سائل بداخله و يبدأ المولود الجديد بالتنفس بعد الولادة مباشرة استجابة لدخول الهواء إلى رئتيه الا انه لابد من مساعدة الطفل على التنفس في بعض الاحيان ، وذلك بالتربيت على ظهره ويستطيع المولود الحياة عددا من الدقائق دون تنفس اما اذا طالت تلك الفترة قليلا فان نقص الاكسجين يولد نتائج خطيرة.
وما ان يتنفس المولود ويطلق صرخة الحياة الأولى حتى يقطع الحبل السري ويربط ويمسح المولود بعدئذ ويلف ، ويفضل ترك الطفل دون استحمام لمدة يوم كامل فالطبقة الدهنية التي تكسو جسمه تفيده وتحميه بحسب احدث الدراسات ، وبعدها يجب تنظيف الطفل جيدا بالماء والصابون المخصص لحديثي الولادة بحيث يكون هذا الصابون خال من المواد الكيميائية التي تضر بصحة الطفل.
كما يجب الانتباه الى تبديل حفاض الطفل بشكل دوري حتى لا تتحسس بشرته وتحمر مسببة الالم والازعاج له.
لا يحتاج المولود الجديد الكثير من الطعام في الايام القليلة الاولى، ويكفيه اللبأ المتدفق من ثدي الأم والذي يحتوي على الكثير من المضادات الحيوية التي تمنح المولود المناعة المبدئية ضد الالتهابات ، وتساعد الرضاعة الأم على تخفيف احتمالات النزيف حيث تسرع من تخثر الدم كما انها تساعد الرحم في الرجوع الى حجمه الطبيعي، وتعتبر الرضاعة الطبيعية مهمة للغاية لكل من الطفل والام حيث يفضل الاستمرار في ارضاع الطفل عاما على الاقل ، فلا يوجد أي حليب قادر على مواكبة تطور الطفل كحليب الام الذي يفرز بتركيب يتناسب مع عمر الطفل ونموه.
وفي حال عدم قدرة الام على الإرضاع الطبيعي لسبب ما نضطر عندها للجوء الى الحليب الصناعي وهنا يجب علينا الحذر وتعقيم جميع الأدوات المستخدمة في اطعام الطفل خصوصا في الشهرين الأوائل كما يجب استخدام المياه المعقمة سواء بشراءها معقمة ومختومة او بغليها في المنزل وتركها حتى تبرد ثم استخدامها بعدها في صنع الحليب للطفل.
تعتبر مرحلة ما بعد الولادة من اهم المراحل في حياة الام والطفل فهما يحتاجان الكثير من العناية والرعاية.