وهي ظاهرة نقل عبء الضريبة واستقراره حيث أن الملتزم بأداء الضريبة يعين قانوناً وعندما يتم تحديده يترتب عليه أدائها حيث يسمى المكلف أو الممول القانوني.
لكن نجد الكثير من المكلفين يسعون للخلاص من هذه الضريبة ونقل عبئها لغيرهم من خلال العلاقات الاقتصادية التي تقوم بينهم وبين غيرهم والذين بدورهم يحاولون نقلها لغيرهم وهكذا حتى تستقر في ذمة شخص هو المكلف أو الممول الفعلي للضريبة وهذه هي مرحلة استقرار الضريبة.
وفي بعض الأحيان يكون الممول القانوني والممول الفعلي شخصاً واحداً وبالتالي لا تتحقق ظاهرة نقل عبء الضريبة وذلك عندما لم يستطع الممول القانوني أن ينتهز الفرصة من خلال عملية اقتصادية ما.
أنواع نقل عبء الضريبة
1- النقل المقصود والنقل غير المقصود : وذلك عندما تفرض الضريبة ويقصد بها عدم تحمل المكلف القانوني لها لأسباب قد تكون اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية فيقوم بنقلها لغيره ومثالها ضرائب الاستهلاك التي تفرض على المنتج بقصد نقلها للمستهلك برفع السعر.
وقد يحصل نقل عبء الضريبة دون أن يقصد المشرع هذا النقل كالضريبة التي تفرض على المنتجين من أجل مشاركتهم في تحمل الأعباء المالية لكنهم ينقلونها إلى المستهلكين.
2- النقل الكلي والنقل الجزئي : وذلك عندما ينقل دافع الضريبة إجمالي الضريبة إلى غيره فيعتبر النقل كلياً بينما يعتبر جزئياً عندما لا ينقل إلا جزء فقط من الضريبة التي دفعها حيث يؤدي هذا النقل في بعض الأحيان ونتيجة الظروف الاقتصادية إلى ارتفاع سعر السلعة بمقدار أكبر من الضريبة نفسها.
والسبب في ذلك أنّ المنتج كلما نقص إنتاجه ازدادت تكاليفه لذلك يقوم بنقل الضريبة التي تفرض عليه إلى المستهلك فينخفض الطلب وبالتالي ينخفض الإنتاج وبالتالي زيادة التكاليف وهذا يؤدي إلى ارتفاع السعر مرة أخرى على مبلغ الضريبة.
3- النقل إلى الأمام والنقل إلى الوراء : النقل إلى الأمام يكون من خلال ارتفاع أسعار السلع المنتجة فالمنتج يقوم بنقل عبء الضريبة إلى المستهلك فيكون بذلك قد نقلها إلى الأمام.
أما النقل إلى الوراء فيتم عن طريق الشراء وليس عن طريق البيع كأن يقوم المشتري بدفع مبلغ أقل للحصول على السلع والمنتج الذي فرضت عليه ضريبة ثم يستطيع شراء المواد الأولية اللازمة بسعر أقل أو بتخفيض أجور العمال.
العوامل المساعدة لنقل عبء الضريبة
العوامل الضريبية
- عمومية الضريبة حيث يصعب نقل عبئها إذا كانت عامة ويسهل هذا النقل إذا لم تكن عامة.
- مطرح الضريبة حيث يتوقف نقل عبء الضريبة على المطرح المفروض فيما إذا كان دخلاً أو سلعة أو رأسمال.
- معدل الضريبة يختلف نقل عبء الضريبة تبعاً لمعدلها إذا كان هذا المعدل مرتفعاً أو منخفضاً ويختلف في الضرائب النسبية عنه في الضرائب التصاعدية وفي الضرائب النوعية عنه في الضرائب القيمية.
- طريقة تحصيل الضريبة حيث أن تحصيل الضريبة بطريقة الدمج بسعر السلعة يسهل نقل عبء الضريبة بينما يصعب هذا النقل في حالة تحصيل الضريبة بطريقة الحجز عند المنبع.
العوامل الاقتصادية
هناك عوامل اقتصادية عديدة تؤثر في نقل عبء الضريبة ومنها المنافسة السائدة في السوق فيما إذا كانت كاملة أو مقيدة أو في حالة الاحتكار وتبعاً لقانون التكاليف الذي يخضع له إنتاج السلع فيما إذا كان قانون الكلفة المتزايدة أو الكلفة المتناقصة أو الكلفة الثابتة.
وبحسب العلاقة بين مرونة العرض والطلب عليها وعلى الوقت الذي يجري هذا النقل ففي الأزمات يتحمل المنتج عبء الضريبة أما في أوقات الرخاء فيتم نقل عبء الضريبة إلى المستهلك في صورة ارتفاع للأسعار.