سنتعرف في هذا المقال على طرق انقسام الخلايا في جسم الإنسان، حيث أنّ أي اختلاف في عدد أو تركيب أو شكل أو موقع الصبغيات ينتج عيوباً في الجنين، لذلك تعتبر فترة الانقسام من أهم مراحل الحياة التي تحدد مصير الكائن الحي وصحته بالذات، وهذا ما يدعو إلى شرح بعض التفاصيل الدقيقة الخاصة لهذا الانقسام.
أنواع الانقسام
1- الانقسام الميتوزي أو الخلوي ويحدث في الخلايا الجسدية.
2- الانقسام الاختزالي في الخلايا الجنسية لكل من الذكر والأنثى.
زمن الانقسام
يتوقف زمن الانقسام على نوع الخلية كالآتي:
1. في خلايا الجلد والأمعاء والأنسجة المكونة للدم تتم هذه العملية في أقل من ثلاثين دقيقة وتكون سريعة لتعويض الخلايا التالفة.
2. يستغرق الانقسام ببطء أياماً وشهوراً في خلايا الكبد والكلية.
3. الخلايا العصبية لا تنقسم على الإطلاق ولا تتجدد لأنها مشحونة دائماً وعددها 14 مليار خلية يستعمل منها الدماغ 4 مليارات فقط، أما العدد الباقي فيشكل قطعاً للتبديل عند الحاجة الماسة.
الانقسام الخلوي
تتكون أنسجة الإنسان من ملايين الخلايا الموزعة على سائر أنسجة الجسم المختلفة، ويتم الانقسام الخلوي في نوى هذه الخلايا الجسدية للبويضة الملقحة، وهو مشتق من اليونانية من كلمةMitos وتعني خيط وكلمة Osis وتعني حالة، والكلمة تعني الوضع الذي تتكون فيه الخيوط.
وهو يشير إلى الصفة الأساسية المميزة لتضاعف الصبغيات الخيطي التي تتخذ وضعاً منتظماً على قسمين في منتصف الخلية، لينتقل بعدها كل قسم إلى طرفها المغزلي، لينتج عنها خليتان كاملتان متماثلتان.
الانقسام الاختزالي
يحدث هذا الانقسام في الخلايا الجنسية فقط وهي:
1. الخصية التي تقوم بصنع النطاف عند الذكر.
2. المبيض الذي تنضج فيه البويضة عند الأنثى.
ويتميز هذا الانقسام باختزال عدد الصبغيات إلى النصف تماماً ليصبح في كل منها 23 فرداً، كما أنها لا تنفصل كما يحدث في الانقسام الخلوي للخلايا الجسدية بل تلتحم صبغيات الوالدين في منتصف الخلية بشكل طولاني وتلتف حول بعضها بإحكام وشكل متناظر.
وبعد ذلك يجري تبادل لأقسام من الجينات الخاصة بالصفات الوراثية ثم تنفصل بعد ذلك ليصل كل قسم إلى طرف الخلية مكوناً خلية جديدة فتنتج خليتين، وبهذه الطريقة المنسقة المثلى تنتقل بعض الخصائص الوراثية من الأجداد إلى الآباء فالأبناء فالأحفاد مؤدية إلى التنوع الوراثي الموجود عند الأفراد.
ما هي الاختلافات عند الذكر والأنثى في الانقسام الاختزالي؟
تحدث عملية الانقسام الاختزالي بعد البلوغ في الخلايا الجنسية عند الجنسين:
1. تكون العملية مستمرة لدى الذكر، وينتج عنها ملايين الحيوانات المنوية وإنّ كثرة الانقسامات على مدى العمر الجنسي الطويل يزيد من احتمالية حدوث طفرات وراثية، وبالتالي ظهور المرض الوراثي في الجيل التالي إذا كانت الطفرة سائدة، أو بعد عدة أجيال إذا كانت الطفرة متنحية.
2. يبدأ الانقسام الأول عند الأنثى في مرحلة مبكرة جدا في الشهر الثالث من العمر الجنيني ويظل متوقفا ولا يستكمل إلا في فترة البلوغ في سن 12 تقريباً وهو يوم خروج البويضة الأولى من المبيض.
ويتكرر كل 4 أسابيع خلال فترة الإباضة ولهذا فالأنثى يولد معها مخزون من البيوض تخرج منه بيضة واحدة شهرياً أثناء فترة الإنجاب، ويكون عمر البويضة عند الإخصاب عاملاً مهماً لسلامة الجنين، ويعد الإنجاب في سن متأخرة أكثر من 35 سنة أحد أسباب سوء توزيع الصبغيات وحدوث المرض عند الانقسام.