يحتفل العالم بنهاية العام الميلادي وبداية سنة ميلادية جديدة وترتبط هذه الاحتفالات مع ميلاد السيد المسيح وشخصية بابا نويل وشجرة الميلاد ويفرح الكبار والصغار بتزيين شجرة الكريسماس.
وينتظر الأطفال قدوم بابا نويل من السماء على عربته بلباسه الأحمر ولحيته البيضاء ويبتهجون لتقديمه الهدايا لهم وقد روت قصص الأطفال أن سانتا كلوز يعيش في القطب الشمالي مع زوجته السيدة كلوز.
ترافقه حيوانات الرنة ويطير في الهواء ليدخل من مداخن المنازل أو شقوق الأبواب الصغيرة تاركاً الحلويات والهدايا الجميلة للأطفال.
تاريخ ظهور سانتا كلوز
تطورت شخصية سانتا كلوز من كهنة القبائل الذين ترأسوا احتفالات الانقلاب الشتوي قبل آلاف السنين حتى ولادة المسيح وصولاً إلى الشخصيات المسيحية مثل القديس مارتن وسانت نيكولاس وانتهت إلى مجموعة متنوعة من الشخصيات العلمانية التي ظهرت في جميع أنحاء أوروبا بعد الإصلاح البروتستانتي.
على الرغم من اختلاف الأسماء والمظهر والملابس والممارسات التي يقوم بها مقدمو هدايا الانقلاب الشتوي في العالم إلا أنه يمكن التعرف عليهم جميعاً على أنهم سانتا ويعتبر سانتا كلوز أو بابا نويل تجسيداً لمهرجانات عيد الميلاد والانقلاب الشتوي في جميع أنحاء العالم.
حاولت مجموعات متنوعة مثل البيوريتانيين في القرن السابع عشر في نيو إنجلاند والحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي في القرن العشرين وحكومة ألمانيا النازية القضاء على وجود سانتا كلوز إلا أنه نجا وازدهر وأصبح أحد أشهر الشخصيات وأكثرها محبةً في العالم.
بقي تاريخ تطور بابا نويل مجهولاً واختلط بشكل غير دقيق مع أسطورة القديس نيكولاس الملفقة تحت ستار قصص الأطفال أو الخيال التاريخي.
سانتا كلوز والقديس نيكولاس
يقال أنّ سانتا كلوز الأصلي كان شخصاً حقيقياً وهو أسقف القرن الرابع المعروف باسم القديس نيكولاس دي ميرا وقد دحض الادعاء المتكرر بأن سانتا كلوز هو مجرد اسم أمريكي للقديس سانت نيكولاس بينما كان للقديس نيكولاس دور مهم في تطوير سانتا ولم يكن هو النسخة الأولى من سانتا كلوز.
كانت الآلهة الرومانية مثل زحل تترأس احتفالات الانقلاب الشتوي والتي تحولت إلى أقدم مهرجانات عيد الميلاد وذلك بعد أن تحول الرومان إلى المسيحية خلال القرن الرابع.
بالإضافة إلى الآلهة الجرمانية أودين وثور وبيرشتا الذين لعبوا دور سانتا كلوز في الأصل وقاموا بالطيران في الهواء على مجموعة متنوعة من الحيوانات أو المركبات والهبوط على الأسطح ودخول المنازل من خلال المدخنة وترك الهدايا للأطفال الجيدين وحرمان الأطفال السيئين.
بعد أن تم تنصير شمال أوروبا خلال العصور الوسطى قام المبشرون الكاثوليك بتعيين القديس نيكولاس كمقدم هدية بدلاً من الآلهة الوثنية الجرمانية وذلك لتزامن ميلاده مع احتفالات عيد الميلاد الجرمانية في السادس من ديسمبر.
ولد القديس نيكولاس في مدينة بتارا اليونانية وقد عاش في كنف أسرة مسيحية ثرية حتى وفاة والديه بمرض الطاعون ثم انتقل إلى الميتم عندما بلغ الثامنة من عمره وقد أحب القديس نيكولاس حياة الزهد والورع.
على الرغم من أنه ورث ثروة طائلة عن والديه حيث أنفق الكثير من هذه الأموال على الفقراء والمحتاجين بدءاً بمساعدته لرجل فقير لا يستطيع تزويج ابنته ولا يملك المال اللازم لتغطية نفقات زواجها حيث وضع المال له في كيس وألقاه من نافذة بيته.
وتكرر الأمر مع الكثير من الناس حتى انتشر في البلدة أن هناك رجلاً يساعد الناس ويقدم لهم العطايا وهو القديس نيكولاس.
نصّب القديس نيكولاس أسقفاً لكنيسة بلدته ميرا بعد زيارته لمدينة القدس وتم سجنه فيما بعد على يد الامبراطور دقلديانوس حيث قضى فترة من الاضطهاد والتعذيب ثم تم إطلاق سراحه بأمر من الامبراطور قسطنطين العظيم.
توفي عام 346 ميلادي بعد إصابته بالحمى وأصبح رمزاً للساحر الطيب الذي يقدم الهدايا وعرف فيما بعد باسم سانتا كلوز.