Ahmad Abdo
تعتبر أهرامات الجيزة في مصر والأهرامات الأخرى ،وهي أكثر من 100 هرم مصري أعظم أعمال الهندسة البشرية والعمارة ولا تزال هذه الآثار قائمة بقوة بعد أكثر من 4500عام من بنائها وما زالت لغزاً لم يتم حله حتى يومنا هذا.
يمكن لبعض الكتب المقدسة التي تم العثور عليها لدى قدماء المصريين أن تساعدنا في فهم جزئي لكيفية إنشاء مثل هذه الآثار.
هذه الأبنية الضخمة من الحجر الجيري أو طوب اللبن هي أقدم الأبنية التي صنعها الإنسان على كوكبنا.
كيف بنيت الأهرامات؟
لقد حيّرت التقنيات التي تم استخدامها في عملية بناء الأهرامات المصرية العديد من المؤرخين والعلماء لسنوات لا تحصى وقد وضعت عدة فرضيات مثيرة للجدل فيما يتعلق ببناء الأهرامات. تستند النظرية العامة إلى الاعتقاد بأنّ الأحجار الضخمة قد نحتت من المحاجر باستخدام الأزاميل النحاسية بعد ذلك تم سحب هذه الكتل ورفعها إلى موضعها.
ومع ذلك فإن الطريقة المتعلقة بتحريك هذه الأحجار ووضعها بقيت موضع خلاف كبير.
كما أنّ القوى العاملة التي شيّدت الأهرامات أيضاً خضعت لجدل وتوقعات كثيرة حيث تنصّ إحدى الفرضيات على أن الأهرامات شُيدت باستخدام العبيد ،وتشير نظرية أخرى إلى أنّ الأهرامات بُنيت بواسطة عشرات الآلاف من العمال المهرة الأحرار الذين عملوا مقابل أجر.
الشيء الواضح والأكيد هو أن القوى العاملة كانت منظّمة للغاية على أعلى مستوى وقد خضعت لإدارة منظمة ومخططة وتكونت مراحل البناء من ثلاث مراحل.
مراحل بناء الأهرامات
اعتمدت القوى العاملة على عملية محددة لبناء الأهرامات بشكل مثالي باتباع ثلاث خطوات مهمة وهي اختيار موقع البناء المثالي وإعداد الموقع ،ورفع الكتل.
اختيار موقع البناء المثالي
كانت الخطوة الأولى في بناء الهرم هي اختيار الموقع المناسب الذي يجب أن يكون على الجانب الغربي من النيل حيث تغرب الشمس ،مع الأخذ في الاعتبار أن المصريين القدماء كانوا يعتقدون أنّه أينما تغرب الشمس يكون هذا هو البوابة إلى الحياة الآخرة.
كان بناء الأهرامات بحاجة إلى أرض مرتفعة ،بعيداً عن خطر فيضان النيل دون أن تكون بعيدة جداً عن ضفة النيل لأنه سيتم استخدام النهر لنقل كتل من الحجر الجيري عالي الجودة من جانب إلى الجانب الآخر من النيل.
تجهيز الموقع
لم يتم العثور على أي مخطط لبناء الأهرامات على الإطلاق ، لكن بناء الأهرامات لم يكن أمراً عشوائياً وكانت القياسات المستخدمة دقيقةً إلى حد كبير.
كان على العمال أولاً أن يعدوا أساساً متيناً عن طريق إزالة الرمال الموجودة على الصخر بعد ذلك ،كان لابد من جعل القاعدة الصخرية مسطحة تماماً ويمكن أن يكون العمال فعلوا ذلك عن طريق بناء جدران طينية منخفضة في جميع أنحاء القاعدة وقطع القنوات بنمط شبكي فوق السطح.
ثم يملؤون القنوات بالماء ويحددون المستوى الذي سيصل إليه الماء ليتم بعدها قطع الصخور البارزة إلى المستوى المشار إليه.
من المحتمل أن البناة أسسوا الشمال أولاً وعملوا في الاتجاهات الأخرى بعد ذلك وربما وجدوا الشمال من خلال رؤية نجم معين في السماء.
ومن خلال دراسة الزاوية التي تم إنشاؤها على هذا النحو سيحصلون على خط شمال جنوب ويبدو أنهم كانوا يملكون أدوات لرسم الزوايا القائمة وكان عليهم بعدها أن يجعلوا القاعدة مربعة تماماً لها أضلاع أربعة متساوية الطول وزواياها قائمة.
رفع الكتل الحجرية
لم تعرف إلى الآن الطريقة الدقيقة لرفع الأهرامات فالبكرات أم تكن معروفة آنذاك ولم تخترع حتى العصر الروماني.
يعتقد بعض المؤرخون أن المصريين استخدموا الرافعات لرفع الكتل من مستوى إلى آخر.
كما يعتقد مؤرخون وعلماء آخرون أنّ العمال الذين يعملون في فرق يستخدمون منحدراً لسحب الكتل إلى مواقعها ومع نمو حجم الهرم ،كان من الممكن رفع المنحدر لتمكين العمال من الوصول إليه.
وتبقى الأهرامات لغزاً لم نتمكن رغم كل ما وصلنا إليه من تتطور وتقدم حله وفك شيفرته.
