تعتبر الكأس المقدسة من الآثار المسيحية المعروفة التي يتبارك بها المسيحيون في كنائسهم والتي تعود معرفتها إلى العصور الوسطى وقد اختلفت الأساطير التي تحدثت عن ماهيتها فيما إذا كانت فنجان أو مرجل أو حجر ولكن اجتمعت على أنها إناء استخدمه يسوع أو أحد أتباعه خلال خدمته له وقد اختلف حجم الكأس في مختلف الروايات من وعاء نبيذ إلى حجر سقط من السماء.
أساطير حول الكأس المقدسة
يقول البعض أن الكأس المقدسة تحمل إكسير الحياة الأبدية وقد قال بعض الكتّاب أنها حجر الفيلسوف وأن لها قدرة على إطالة العمر كما أنها لعبت أيضاً دوراً في منبع السرد الشبابي الذي أثّر لاحقاً في الفتوحات التاريخية وقد عزت أساطير أخرى الكأس المقدسة إلى تلبية احتياجات كل من شرب منها وبالتالي توفير التجربة الروحية أو الصوفية النهائية.
وفقاً لأسطورة آرثر كانت الكأس المقدسة محروسة في قلعة وعلى الرغم من عدم وجود أي آية في الكتاب المقدس تشير إلى تفصيل محدد للكأس المقدسة إلا أن العديد من الآيات تشير إلى المكان الذي نشأت منه هذه الأسطورة كما أنّ بعض القصص نسبت الكأس المقدسة إلى فنجان النبيذ الذي استخدمه يسوع خلال العشاء الأخير.
نسب آخرون وجود الكأس المقدسة إلى يوسف الرامي الذي قام وفقاً للأسطورة بجمع دم يسوع في الكأس بينما كان يسوع على الصليب ووفقاً لهذه الرواية كان يوسف الرامي في السجن وقد جمع دم يسوع المسيح الذي أعطى الخصائص القوية للكأس ويذهب البعض إلى أنّ الكأس المقدسة هي الكأس الذي شرب منه المسيح خلال العشاء الأخير.
تعتبر قصة الكأس المقدسة من القصص الأسطورية والتي لها جذور قديمة وقد تغيرت بشكل كبير على مر السنين حيث ذكرها السير توماس ماكوري خلال تدوينه تاريخ فرسان المائدة المستديرة خلال القرن الرابع عشر الميلادي وقد وصفت الكأس بأنّ لديها مجموعة واسعة من الصفات الروحية والسحرية وأنها أيضاً هدف نهائي للإنجاز أو الرغبة وفيما يعتقد البعض أنّ الكأس كائن أسطوري فقد ذهب البعض إلى اعتبارها حقيقة واضحة وموجودة.
تغنى العلماء والشعراء وحتى الملحنين بالكأس المقدسة وتم وصفها بعدة طرق ويعتقد معظم العلماء أن الكأس نشأت في الأساطير السلتية أو الايرلندية حيث تتضمن تلك القصص القديمة المتعلقة بالكأس حكايات عن شرب الأبواق والمراجل التي لا تسير فارغة أبداً.
وتشير نظرية أخرى إلى قصة أقدم بكثير من قصة السلتيين التي تقول أن الكأس نشأت مع الناس المحشوشين القدماء الذين تأسست امبراطوريتهم في شبه جزيرة القرم في القرن الثالث قبل الميلاد وتقول أن الكأس سقطت من السماء وكانت أيضاً تنمح الرجال المزايا القوية التي تفاخروا بها.
الكأس المقدسة في الأبحاث التاريخية
تقول الأبحاث التاريخية أنّ أسطورة الكأس المقدسة قد شقت طريقها إلى إنجلترا وفرنسا في القرن الخامس الميلادي أي خلال العصر الروماني وفي حال صحة هذه الأقوال والأبحاث فقد تكون القصص القديمة قد اختلطت مع حوادث وقعت أثناء نهب روما وذلك عندما سُرقت الأواني المقدسة من الكنائس يتضمنها الكأس المقدسة.
وتعتبر قصيدة برسيفال أولى الكتابات المعروفة عن الكأس المقدسة فيما يتعلق بقصة الملك آرثر وهي قصة شعرية كتبها الشاعر الفرنسي كريتيان دي تروا في نهاية القرن الثاني عشر وقد كانت القصيدة معروفة وغير محرفة حتى وفاة الشاعر وفيما بعد تمت إضافة مواد جديدة عن الكأس المقدسة عليها من قبل المؤلفين وتعتبر برسيفال المحفز الأول الذي أنشأ فكرة البحث عن الكأس المقدسة باعتبارها طبقاً ذهبياً وليس كأساً عادياً.